حسن العيسى

حين يقع الفأس بالرأس

شئنا أم أبينا، لنقر بأن الفأس وقع بالرأس، ولا نملك أمراً ما لنغير المقسوم، ومثلما يقولون فإن المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين، وهي عيون الواعين من ناحية، وهو الجبين الكويتي، أو الخليجي والعربي، من ناحية أخرى، رغم أن أزمة الاقتصاد عالمية، وأصابت معظم دول العالم، ولا تكاد تستثني غير الولايات المتحدة.
في دول منطقتنا الخليجية، وصفت جريدة أجنبية الحال بأن قنبلة اقتصادية انفجرت، وضحاياها هم أكثرية الناس “إلا…”، وتعرفون بقية الجملة، وما يتبع استثناء “إلا”، أي جماعة الأدوار العليا الذين يديرون أمور السياسة والاقتصاد منذ عهود قديمة، لا يتغيرون ويرفضون أي تغيير، سواء كان سعر النفط بمئة دولار أو عشرين، المهم أن حصصهم من الثروة المتناقصة تنمو ولا تنقص، ووضع عصا في دولاب الفساد ليس من شأنهم. متابعة قراءة حين يقع الفأس بالرأس

حسن العيسى

لكم الخيار

بعد إعدام الشيخ نمر النمر مع آخرين في السعودية، طفحت التغريدات هنا بالكويت، وليس في الرياض أو طهران، بتعليقات متشنجة، هي إما مع الإعدام أو ضده. لم تكن التغريدات، سواء المؤيدة أو الرافضة، تعبر عن رأي وقناعة أصحابها بتنفيذ الحكم ضد الشيخ نمر، ولم تكن تناقش أسس ومبررات قبول الحكم أو رفضه، بل كانت تعبر عن حالة طائفية متشددة ونزعة تعصبية مذهبية وعرقية متأصلة في النفوس.
من حق المغردين وغيرهم أن يعبروا عن آرائهم في قضية الإعدام، وغيرها من القضايا التي تضج بها الساحة الخليجية القلقة اليوم، ولهم أن يناقشوها كيفما شاؤوا، رغم المحظورات الرهيبة في القوانين الكويتية وممارسة السلطة في السنوات الأخيرة بقمع الرأي الآخر، وتحريك الدعاوى القضائية ضد العديد من المغردين، فتبقى، رغم ما سلف، حريات الضمير هي الأهم في سلم الحريات والحقوق الفردية. متابعة قراءة لكم الخيار

حسن العيسى

تكريس حالة التبلد العام

لا جديد تحت شمس الفساد، ولم يخبرنا ديوان المحاسبة أمراً غريباً في تقريره عن تجاوزات العلاج بالخارج، ولا يهم عند الإحساس الرسمي المتبلد أن تخسر الميزانية ما يقارب ثلثي مصادرها من البترول، فالحال في باب الهدر والفساد تبقى فوق جبل لا يصله الطوفان، سواء كان سعر البرميل بـ120 دولاراً أو عشرين.
تقرير الديوان يذكر عن تجاوزات في ابتعاث أكثر من 6000 حالة للعلاج بالخارج، أو بعبارة أدق سياحة بالخارج على حساب الميزانية “المخرومة”، في فترة لا تتجاوز سنة واحدة، وهي حالات لم تكن مستحقة للعلاج حسب التقارير الطبية، لكنها قد تكون مستحقة لـ”شم الهوا” في أكسفورد واجورد رود.
متابعة قراءة تكريس حالة التبلد العام

حسن العيسى

حظ يكسر الصخر

كما يقولون “حظ يكسر الصخر”… في يناير عام 2000 بهراري زيمبابوي، أقام بنك زيمبابوي المملوك للحزب الحاكم حفلة “يانصيب” بجائزة قيمتها 100 ألف دولار زيمبابوي لكل من أودع أكثر من 5000 دولار في البنك، وحين سحب مدير الحفل الورقة الرابحة، وقرأها، صعق من الدهشة، لم تصدق عيناه الاسم الرابح (بطبيعة الحالة كان يؤدي دوراً مستهلكاً لفيلم عربي قديم) كان الفائز بالورقة هو رئيس الدولة “روبرت موغابي”!
أورد الكاتبان دارون أسيمغو وجيمس روبنسون القصة السابقة في كتابهما “لماذا تفشل الأمم؟” لإظهار حجم الفساد في المؤسسات الاستخراجية (أو الاستخلاصية) المهيمنة في زيمبابوي، وغيرها من الدول الفاشلة في مضمار التنمية الاقتصادية والسياسية التي تحكمها مثل تلك المؤسسات، حين تهيمن النخب الحاكمة على مقدرات الدولة وتستغلها لصالحها ولصالح الحلقات التي تدور في فلكها. متابعة قراءة حظ يكسر الصخر

حسن العيسى

بين مؤسستين

مدينة “نوغالس” مقسمة إلى قسمين، في الشمال بولاية أريزونا الأميركية هناك “نوغالس” الأميركية، معدل الدخل العائلي بها حوالي 30000 دولار في السنة، معظم المراهقين بها منتظمون في المدارس، أما البالغون فأكثرهم متخرجون من الجامعات، الحالة الصحية لسكان نوغالس الأميركية جيدة، رغم المثالب في النظام الصحي الأميركي… إلى الجنوب من “نوغالس” الأميركية هناك “نوغالس” المكسيكية، وهي نسبياً أكثر رفاهية من بقية المدن المكسيكية، إلا أن الدخل العائلي فيها يمثل ثلث نظيره في “نوغالس” الأميركية، معظم المراهقين فيها ليسوا منتظمين بالدراسة، وتعاني، الأمهات معدلات الوفاة الكبيرة للرضع، الخدمات الصحية والطرق العامة في حالة مزرية، معدلات الجريمة عالية، حكم القانون غائب، كيف يمكن أن تقارن بين هذين الشطرين أو هاتين المدينتين؟ ولماذا تلك الاختلافات الكبيرة؟! متابعة قراءة بين مؤسستين

حسن العيسى

ما العمل معهم؟

هل يردد أصحاب القرار السياسي اليوم مقولة “راحت السكرة وجاءت الفكرة” أم يغطون في حالة الغيبوبة عن واقع العشرين دولاراً تقريباً لبرميل النفط، وبالتالي فهم مازالوا في عالم “اليوم خمر وغداً أمر”، وخمر اليوم هو صناديق الاستثمارات الخارجية التي تحترق الآن بلهيب السحب المستمر، ننفق منها اليوم على الرواتب ومصروفات الدولة من ضروريات، وأهمها ضرورة “التنفيع” وتوزيع العمولات على الدوائر الضيقة المحيطة بهم من جماعات “إن حبتك عيني…”، ولنترك الغد في علم الغيب؟!
أعتقد بإيمان راسخ أن الجماعة مازالوا غير مستوعبين حجم كارثة سعر البرميل، ولا يملكون الشجاعة ولا الشفافية لمصارحة الناس بحقيقة “مأساة” اليوم، هي ليست مأساة اقتصادية وإنما مأساة العجز السياسي عن قراءة الواقع، هي مأساة تواكل وتسويف عن المواجهة، وبالتالي هم على قناعة “خل القرعة ترعى”، وطالما هناك ضمانات مالية وأرصدة ضخمة خاصة بهم في الخارج، توفر لهم ولأجيالهم عقوداً من البحبوحة المالية، فلماذا يشغلون حالهم بتدبر أزمة الاقتصاد الآن، وما شأنهم بما سيحدث “للحبربش”، الحبربش هم نحن، الذين لا نملك حولاً ولا قوة في ما يحدث، وفوضنا أمرنا غصباً عنا لهم، حتى زجوا بنا وبالدولة في عالم المجهول. متابعة قراءة ما العمل معهم؟

حسن العيسى

شكراً يا شيخ

بالعكس يفترض أن نشكر الوزير الشيخ محمد العبدالله على لقائه التلفزيوني في قناة المجلس، حين فسر الرأي المخالف والمعارض- وكأنه يوجد بالفعل رأي معارض جدي يعبر عن قضية أصحابه دون التهديد بسيف السجن أو بالعقوبات العنترية مثل سحب الجناسي – بأنه أمر طبيعي عند الإنسان الكويتي (ضمنا في خطاب الشيخ الوزير هو الإنسان المترهل المدلل، المتصدق عليه من الماما حكومة حسب مفاهيم الشيخ الوزير) الذي يشرب قهوته من ماء الحكومة ويأكل من تموين حكومي ويتلقى دعماً حكومياً…!
الوزير الشيخ، أو أفضل أن أقول الشيخ الوزير، بحكم الامتياز المشيخي، لم يبتدع أمراً جديداً في مدرسة الثقافة المشيخية ونظرتها المتعالية للناس، فالشيخ الوزير يقرر بأسى حزين وحسرة مستغرباً أن يمارس الكويتي النقد، طالما هو “مرتزق” في جيش الصدقات، ويترزق من ضرع الحكومة… التي “ما قصرت” معاه. متابعة قراءة شكراً يا شيخ

حسن العيسى

دولة صفية اللامجدية

من مذاهب الفلسفة الوجودية فكر اللاجدوى، أي أنه لا معنى لوجودك ولحياتك، فأنت في النهاية ستموت، ولن تغير من حقيقة قدرك ومصيرك، وهذا الكون اللامتناه لن يكترث إن ماتت نملة دهساً بالأقدام، أو مات عظيم مثل أينشتاين، فكلا الخبرين سيان. لخص هايدغر هذه الفكرة بعبارة أرسطو ولد وكتب ومات… ليس كل الفلسفة الوجودية عدمياً، لكن عبثية الفكر عند بعض أصحابها أنتجت الأدب العبثي absurd (ترجمة)، وعمالقة مثل بيكيت، وسارتر وكامو، وبنتر وغيرهم.
لا يهم ماذا يقول الوجوديون، الآن، ورأيهم في لا جدوى الوجود، لكن ألسنا في واقع حالنا بالكويت نمارس عبثية الكتابة بالإعلام والنقد، وهي عبثية قهر وإحباط لا علاقة لها بالأدب العبثي الأجنبي، فحين تكتب في أي وسيلة إعلامية، وتفكر أنه في النهاية لا جدوى من الكتابة، فالكون السياسي الكويتي، وربما الخليجي أو العربي لن يتأثر، ولن يتغير آخر الأمر. تفكر أن تكتب عن “رثاثة” جبال الفساد، وتتذكر أنك في النهاية جالس على هضبة من هضبات سلسلة تلك الجبال التي تبدأ بقوانين القمع فكراً، وتتشكل مادياً بهيئة جبل القمامة في بيروت، فتقيد يدك، وتشل فكرك، فلا تكتب أو تخربش بعموميات خاوية فتكون هباء منثوراً عند جبال السياسيين الذين لا تهزهم رياح المقهورين. متابعة قراءة دولة صفية اللامجدية

حسن العيسى

في مدرسة اللواء الشيخ

لم يكن الشيخ اللواء أو اللواء الشيخ مازن الجراح الوكيل المساعد لشؤون الجنسية والجوازات، وهو بأي الصفتين اللتين يحملهما معاً يمثل السلطة الحاكمة، متجنياً على من تعرض لهم في لقائه التفلزيوني.
فالبدون الذين يريد اللواء الشيخ فرض جنسية جزر القمر عليهم، وبالتالي يصبح ترحيلهم أمراً بسيطاً، أو الذين سحبت جناسيهم أو أسقطت أو “فقدت” (التلاعب بالوصف القانوني هو أداة إسباغ المشروعية على أي قرار سياسي ينتهك الشرعية الدستورية)، مثل عبدالله البرغش أو أحمد الجبر أو نبيل العوضي أو سعد العجمي، ومثل النائب السابق صالح الملا الذي يبدو أنه، حسب غمز اللواء الشيخ، غرد عن الجنسية في لحظة انتشاء متأخرة، كل من سبق ذكرهم ومعهم، زيادة بالخير، وفق ثقافة اللواء الشيخ، المتجنسون، وكذلك الكويتيون بصفة أصلية أو كانوا بالتأسيس، هم كلهم عند اللواء الشيخ مجرد أرقام، تصدقت عليهم الدولة… الدولة هي النظام، هي الشيوخ، وأهم معلم فيها حين يصبح الشيخ لواء أو يتبوأ مركزاً كبيراً ولا يمكن أن ينافسه أحد من المتصدق عليهم بالجنسية في أمن النظام. متابعة قراءة في مدرسة اللواء الشيخ

حسن العيسى

مع حكايات ألف نيلة ونيلة

طلبت نورة .ح صندوق شاي من الخارج، دفعت ستين ديناراً كثمن للطلبية، عند وصول الصندوق ابتدأت نورة مشواراً طويلاً بالدفع للجمارك، تحت مسميات مختلفة، مرة طلبوا منها 25 ديناراً قيمة فحص الشاي، ثم طلبوا منها أن تدفع رسوماً لا تعرف نوعها ولا أصلها، وتراكمت طلبات الجماعة، كل يوم طلب، وكل يوم موظف جديد يجد سبباً لأساس المطالبة ليتم الإفراج عن “صفقة العمر”، صفقة العمر لا تتجاوز قيمتها الستين ديناراً، وانتهت نورة بدفع مئة وستين ديناراً للجماعة… هذه مجرد حكاية من ملفات دولة أساطيل الموظف العام، ومسلسل الفساد الرسمي، يبدأ هذا الفساد بالشخص الكبير في صفقات كبرى مفصلة على قد المقاس المناسب مرة ومرات، أو يقوم الكبير بعمل الثقب المناسب في عقود الدولة أو ميزانيات إداراتها وغير ذلك من ألوان أبواب الرزق… ويتمدد الفساد من عالم السياسة لعوالم الإدارة أو العكس، الموظف المسؤول، وعادة هو من المقيمين، يكون بالواجهة، والأرجح أن يكون له سند حماية من حملة الجنسية المباركة في دولة من صادها بالأول عشى عياله… بارك الله فيكم، وفي قوانينكم. متابعة قراءة مع حكايات ألف نيلة ونيلة