بشار الصايغ

بنك وربة وخدعة الأسهم .. والرفاهية

… وأدرج بنك وربة (بنك جابر الاسلامي سابقا) في بورصة الكويت، وتسارع عدد كبير من المواطنين لبيع حصصهم والتي لا تتعدى الـ 684 سهم لكل مواطن، أي أن ما حققه المواطن من ربح من البيع بحسب أعلى سعر وصل له السهم اليوم 290 دينار فقط لا غير!

نظرية توزيع أسهم منحة على المواطنين من خلال شركات مساهمة تؤسس بقوة قوانين صادرة من مجلس الأمة أثبتت فشلها بشكل كبير مع إدراج بنك وربة، والقول أن هذه المنح ستحقق مردود مالي للمواطنين قول لا يقوم على أسس اقتصادية، بل على أسس شعبوية هدفها دغدعة مشاعر المواطنين. متابعة قراءة بنك وربة وخدعة الأسهم .. والرفاهية

بشار الصايغ

الديمقراطية البريطانية والأمريكية .. والحالة الكويتية

خلال اليومان الماضيان شهدنا تجربتان رائعتان لمعنى الديمقراطية الحقيقية، الأولى كانت بريطانية، والثانية وهي قادمة في الطريق بنكهة أمريكية، وكلا التجربتان مرتبطتان بملف واحد وهو الملف السوري وجريمة نظامه باستخدام الكيماوي ضد شعبه.

مجلس العموم البريطاني رفض باكثرية ضئيلة قرار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون المشاركة في توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، وقال كاميرون بعد إعلان نتيجة التصويت “اتضح لي ان البرلمان البريطاني، الذي يمثل آراء الشعب البريطاني، لا يريد تدخلا عسكريا بريطانيا. لقد اخذت علما بهذا الامر والحكومة ستتصرف بناء عليه”.

ولعل من الأهمية هنا ذكر أن 30 نائبا من حزب المحافظون الذي يتزعمه كاميرون صوتوا ضد التدخل، وهو ما قلب النتيجة الى رفض المشاركة، إذ صوت ضدها 285 نائبا مقابل 272 ايدوها.

أما التجربة الأمريكية، فهي ما أعلنه الرئيس باراك أوباما بقوله “ساطلب موافقة ممثلي الاميركيين في الكونغرس على استخدام القوة”، رغم أنه يملك الصلاحية في أخد القرار دون الرجوع للكونغرس، أسوة بما فعله من المشاركة في توجيه ضربة ضد نظام معمر القذافي عام 2011.

نظامان ديمقراطيان مختلفان، الأول برلماني والثاني رئاسي لم تختلف فيهما النتيجة بالالتزام برأي ممثلي الشعب، مهما كانت النتيجة أو أثرها على المصلحة الوطنية الأمنية أو العلاقات الدولية لهما، فكان الاحتكام الى الشعب هو الخيار الوحيد أمامهما بعد أن تعددت المواقف تجاه العمل العسكري.

لنسقط هذين المشهدين على التجربة الكويتية!

لو كان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الصباح، ورفض مجلس الأمة إقرار المشاركة في توجيه ضربه عسكرية للنظام السوري، لانسحب من الجلسة وانسحب خلفه 15 وزيرا، واتجه فورا الى قصر السيف وعقد اجتماعا استثنائيا لمجلس الوزراء.

وبعد الاجتماع يرفع كتاب عدم تعاون مع المجلس، ويحل البرلمان ومن ثم يصدر مرسوم ضرورة بالمشاركة بالضربة العسكرية!

ولو كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الصباح – ولكن برتبة رئيس الوزراء حتى تتواءم مع الشأن المحلي 🙂 – ، لما فكر أساسا باللجوء الى مجلس الأمة للحصول على الدعم الشعبي والسياسي لمثل تلك الحالات، بل لأقر القانون أو قراره بالمشاركة في الهجمة دون اعتبار لمجلس يمثل الشعب! و”يسطفل” الخمسون نائب ..

الديمقراطية شيء، والايمان بالديمقراطية ونتائجها شيء آخر، في الكويت لدينا الشق الأول ولكننا نفتقد شق الايمان بأن النهج الديمقراطي هو الذي يجب أن يحكم، وأن مجلس الأمة، ممثل الشعب، هو من يجب أن تكون له الكلمة الأخيرة حتى لو عاكست رغبات النظام والسلطة والحكومة.

للأسف، مازلنا ننظر الى ديمقراطية الآخرين بانبهار ونحن من لدينا هذا النظام منذ خمسون عاما، لم تعرف السلطة كيف تحترمه، ولم يعرف الشعب كيف يطوره، ولم يعرف النواب كيف يمارسونه ويطبقوه، لذا سنظل نتابع ديمقراطيات الآخرين باعجاب، وننظر الى تجربتنا الديمقراطية باحتقار.

في الأخير، يدور في عقلي سؤال موجه الى تنظيمات الاسلام السياسي، وخاصة تلك التي لبست ثوب الديمقراطية وعمامة الانسانية مؤخرا، ماذا لو جاء تصويت الكونغرس الأمريكي برفض الضربة العسكرية أسوة بمجلس العموم البريطاني، هل ستحترمون قرار الشعبين؟ أم أنكم ستوجهون سهامكم من جديد الى النظام الديمقراطي؟ وتنتقدون العلمانية والليبرالية؟

بشار الصايغ

ساسة الاسلام و”وعاظ السلاطين”

ساسة الاسلام و”وعاظ السلاطين”

.. وهكذا تحول رموز تنظيمات الاسلام السياسي من مدافعين عن علماء الدين وفتاواهم وخطبهم الاسبوعية، الى مهاجمين شرسين، بلغت ذروة شراستهم ما لم يبلغه أي ليبرالي وملحد، فمن كان شيخا جليلا أصبح واعظ للسلاطين بنظرهم، وتحولت الفتاوى الدينية التي كانت دروعا لهم الى فتاوى “معلبة” لخدمة الأنظمة والحكومات الفاسدة!

لم استبعد أبدا هذا الانقلاب الديني – الديني داخل معسكر الاسلام السياسي بعد أن سادت المصالح السياسية على المبادىء الدينية لمن كان يفترض به أن يحمل رسالة الدعوة والأخلاق لا رسالة السلطة والمال، ولن استغرب إن اشتدت المعركة الدائرة رحاها اليوم الى ما هو أسوء من ذلك، وأخذت أبعاداً أكثر تطرفا واقصاء، فهذا التيار عرف عنه على مدى تاريخ قياداته نهج “الحرباء” في تغيير لون الجلد بحسب الظروف والحاجة. متابعة قراءة ساسة الاسلام و”وعاظ السلاطين”

بشار الصايغ

لنتصارح …

بعد مرور خمسون عاما من وضع الدستور وبدأ الحياة البرلمانية في الكويت، إلا أن مفهوم الديمقراطية مازال بعيدا عن التطبيق، وعن النهج اليومي في العمل السياسي، وهو بعيد على مستوى النظام الحاكم، الحكومة، البرلمان والشعب، فكل طرف لديه نظرته وفهمه الخاص للديمقراطية، وداخل كل طرف تتعدد أيضا تلك التعريفات.

للأسف، فبعد تجربة عمرها خمسون عاما مازال الفهم العام للديمقراطية محصور في العملية الانتخابية لمجلس الأمة، لا أكثر ولا أقل، وتغيب جميع مفاهيم ومباديء الديمقراطية عن الحياة بشكل عام خارج هذا الاطار المحدود. متابعة قراءة لنتصارح …