محمد الوشيحي

«احتشمي يا مَرَة»

الناس تستغرب، كيف تمشي الدولة والشيخ ناصر المحمد يرأس الحكومة؟ وأهل الفيزياء يجيبون: كل شيء على قمة دحديرة سيتزحلق لوحده إلى أن يرتطم بالقاع. و«على طعم هالسالفة»، تذكرت متدينا طيب قلب زارنا في مزرعة صديق ليحدثنا عن الانحلال الخلقي في أوروبا وأميركا، وكيف أن الانحلال الخلقي هذا يقود المجتمعات إلى التفكك، والدول إلى السقوط. فعلقت على كلامه مؤيدا ومطرقاً بخشوع: صحيح، الأميركان المنحلون خلقيا سقطوا من قمة الأرض إلى قاع القمر، عليهم لعنة الله والملائكة وخلف دميثير. متابعة قراءة «احتشمي يا مَرَة»

محمد الوشيحي

دعوا الضبان في جحورها

فوزنا – في المباراة قبل الماضية على البحرين – ليس فوزا، هذه جنحة سرقة يعاقب عليها القانون بالحبس ثلاث سنوات. اللعب كله كان في منتصف ملعبنا ومنطقة جزائنا، وكأن البحرينيين نصبوا خيامهم في مرابعنا.
أحد عشر لاعبا كويتيا توزعوا المسؤوليات حسب التساهيل، جزء يبكي وينحب وجزء يولول ويصرخ ولا أجدع ندّابة من ندابات البصرة الفاضلات. الهدف سجلناه من ضربة ثابتة، وعينك ما تشوف إلا الانجحار الشديد، خطة الضبّ، أدخل جسمك كله في الجحر وارفع ذيلك قليلا يرحمنا ويرحمك الله. متابعة قراءة دعوا الضبان في جحورها

محمد الوشيحي

على الغداء

بعدما علكنا كلمات الترحيب والتسهيل كلها، قال لي وهو يدحرج ابتسامة معلبة: «وبعدين معاك؟ وين تبي توصل بكتاباتك التي تكسر المجاديف؟»، فقلت وأنا أسحب نفسا عميقا من سيجارتي: «حدد قبل أن نغرق، مجاديف مَن طال عمرك؟»، فعدّل جلسته وتحدث بجدية مستوردة، أراد من خلالها بث الرعب في مساحات الصالة التي جمعتنا بطلب منه: «مجاديف الحكومة والشيوخ الوزراء، ومجاديف الكتل السياسية، ومجاديف كل من يمشي على هذه الأرض»، قلت وقد حبكت النكتة معي: «وأنتم لكم مجاديف مثلنا؟ يا عمي أنتم تمشون على البخار»، فقال وهو ينتزع كلماته من بين قهقهته: «صدقني نحن مثلكم بشر، مثلكم نروح الحمّام، هاهاها»، فانتزعت بدوري كلماتي من بين قهقهتي: «العامل المشترك بيننا وبينكم هو الحمام»، وعلت الضحكات… متابعة قراءة على الغداء

محمد الوشيحي

بين السماحتين

في حال تم توزير سماحة أحمد باقر للمرة الرابعة، أو الخامسة، سيحتفظ بكأس «جول ريميه» إلى الأبد. وأحمد باقر يقود السلف كما تقود أنت ابنك للمدرسة، ومن السلف دخل إلى الحكومة، فقادها كما تقود أنت ابن ابنك للحضانة، تعاقب أجيال. وهو يحب الكويت ويخاف عليها، تماما كما يخاف عليها سميّه سماحة سعادة الوكيل باقر المهري. جعلها الله في ميزان أعمالهما، وقاتل من خاصمهما، من أمثال الوشيحي، عليه من الله ما يستحق.
سماحة أحمد باقر كان قد أحال الناس إلى فتوى بتحريم اسقاط فوائد القروض، وأظنه تحدث حينذاك عن عذاب القبر وألسنة اللهب في جهنم والمسيح الدجال، فخفنا وبكينا، وداهمتنا الكوابيس، ورضينا بعدم اسقاط الفوائد، ولو طلب منا يومها التبرع برواتبنا لتبرعنا. وكانت الفوائد لا تتجاوز المليار ونصف المليار دينار، لكن الفتوى جاءت بخلاف ما يشتهي، فأفتى سماحة باقر من جيبه الأيسر، وقيل بل الأيمن، وجيوب المؤمن كلها خير. متابعة قراءة بين السماحتين

محمد الوشيحي

النائب الفلِز

العمر يمشي والسنون تجري والشهور تتقافز والأيام تتطاير والحكومة لما تتشكل بعد. ليش؟ علم ذلك عند ربي والحكماء. والحكماء هم كل من يؤيد الحكومة ويتغزل في جسمها المترهل ويمتدح رقصتها المكسحة، بينما نحن المعارضين مجانين رسمي بختم وطابع، ونحن أصلا لسنا معارضين، نحن «معاً راضين» بأي شيء تعمله الحكومة، المهم أن تعمل شيئا، ووالله لنعلمن أنصارها – حينذاك – كيف يكون التصفيق والتهليل ورقص العرضة.
سابقا، كانت أسماء بورصة المرشحين لتولي المناصب الوزارية تظهر بعد اليوم الثالث من تكليف رئيس الوزراء بتشكيل حكومته، أو اليوم الرابع على أقصى تقدير. والآن مضت دهور ولم يتسرب شيء، سبحان الله. والحكومة مختفية خلف جدار الاستقالة، وهي مختفية أساسا وهي على رأس عملها، فما بالك بها بعد الاستقالة؟ ستتبخر بإذن الله، ولن تسمع لها تصريحا ولا بيانا يسد رمقك! كل واحد يسد رمقه بمعرفته. متابعة قراءة النائب الفلِز

محمد الوشيحي

«المعلم»… قصة حقيقية

هو فلسطيني بحجم الفيل الهندي، ذو لحية خفيفة بعارضين تركهما ليرسما حدود وجهه المترامي الأطراف، شجاع ولا عنتر، كريم ولا حاتم، ذكي، كل ما فيه ذكي، من الدعامية للدعامية، قناص فرص ولا أباتشي، عمل من التراب ذهبا ناصع الصفار.
بدأ الحياة من الخطوة الأولى، من العوز، من مهنة تتناسب وحجمه، «عتال»، و«خذاها كعّابي» بحثا عن النجاح إلى أن وجده فعانقه وأخذه بالأحضان وذرف دموع التعب على كتفيه، وعض عليه بالنواجذ.
ولأنه ابن أوادم فقد تعامل مع النجاح تعامل عيال الأوادم. لا يظلم أحدا ولا يأكل حق أحد، ولا يتوقف ليناقشك «اين ذهبت الدولارات العشرة»، هو أكبر بكثير من التفاهات التي لو التفت إليها لما أسس هذه الإمبراطورية المنتشرة على طول الخارطة، بدءا من كندا وليس انتهاء بالكويت. متابعة قراءة «المعلم»… قصة حقيقية

محمد الوشيحي

بالألف والتاء يا غزة

مهما تظاهرنا بالاهتمام بما يجري في غزة، ومهما استغرقنا البكاء والنواح على القتلى، «نحن كذابون». وكلمة «كذابون» خبر مرفوع بالواو لأنها جمع مذكر سالم. لكن المشكلة أن من شروط جمع المذكر السالم في الصفة أن تكون «لمفرد مذكر عاقل»، فأين العاقل بيننا نحن العربان؟
جامعة الدول العربية التي غضبت وقرر أمينها عقد اجتماع «طارط» لوزراء الخارجية، هل هي المقصود بـ«المفرد المذكر العاقل»؟ أم حركة حماس التي أحرقت أهلها وأرضها بصواريخها الورقية؟ أم أن المفرد المذكر العاقل هو بقية الديدان الفلسطينية المسماة أحزاب، «فتحها» و«مقاومتها الشعبية» و«جهادها» إلى آخر الديدان التي تتغذى على دماء المساكين من أبناء جلدتها؟ لا عاقل اليوم، لذا يجب تغيير الكلمة لتصبح «كذابات»، لأننا كلنا جمع مؤنث سالم، شديد السلامة. متابعة قراءة بالألف والتاء يا غزة

محمد الوشيحي

تايتانيك وقبطانها

إنسانيا، أي على المستوى الإنساني والشخصي، سمو رئيس الحكومة رائع، «تزوّجه بنتك» والمهر دينار، يستاهل بو صباح. لكن على المستوى السياسي والقيادي «تطلقها منه».
طيب، كيف سيُقنع سمو الرئيس الآخرين بالدخول في حكومته إذا كان هو مهددا بالاستجواب مسبقا بسبب صفقة، أو لطشة، الداو كيميكال، في الوقت الذي يرفض هو فيه الصعود على المنصة؟ يعني من البداية، البيعة خسرانة. صح؟
أمانة، لا أظن أن أحدا سيقبل بالمنصب الوزاري سوى الباحثين عن المئة ألف دينار (المنحة السنوية للوزراء) والساعين وراء لقب «وزير سابق». وهذه النوعية من البضاعة متوافرة بكميات هائلة في الأسواق الشعبية، وأيضا لا أظن أن سموّه سيقبل بها وهو المعروف بحرصه على اقتناء وارتداء الأفخر من الماركات العالمية. متابعة قراءة تايتانيك وقبطانها

محمد الوشيحي

«سلّط على النصراني»

«من دون تفكير، الإجابة: بندر بن سرور العتيبي»، هذا ما قلته للأصدقاء عندما سئلت عن «شخصية تتمنى وجودها معنا الليلة في الديوانية». فبندر رحمة الله عليه هو أحد عظماء الشعر في الجزيرة العربية، ولم أستغرب عندما علمت بأن الراحل الكبير أحمد الربعي يحفظ الكثير من أشعاره، فالربعي متذوق فاخر للشعر.
شرسة تلك المعارك التي دارت بين الدنيا وبين بندر، انتصرت هي عليه في النهاية، لكن انتصارها جاء بالغدر. انتصرت بعدما استعانت بالظروف والجبناء والأموال وسوء الحظ، والكثرة تغلب الشجاعة وأنا أخوك.
بندر ساءه أن تتلاشى الفروقات بين الرجال بسبب النفط، أو الزيت كما كان يسميه، فكتب قصيدة ولا أجمل، يقول في جزء منها: سلّط على النصراني اللي لقا الزيت، لعل نبع الزيت يعمي عيونه / لولاه تحتاج المراجل شفاليت، تحتاج شيء (ن) يقصر اللاش دونه /… إلى آخر القصيدة. متابعة قراءة «سلّط على النصراني»

محمد الوشيحي

سمير عطا الله … إليك النواقص

استاذنا الأنيق سمير عطا الله الذي تتطلب قراءة مقالاته توافر قطعة كرواسان وفنجان قهوة وربطة عنق بخطوط مائلة، كثيرا ما غافلته وقرأته منبطحا من دون اي كرواسان – اي والله – وبسببه ادركت وغيري، بالدليل الساطع وبما لا يدع مجالا للعك، الا خلافات عائلية بين الكتابة السياسية والادب كما يشيع قليلو الادب. وشاهدنا الانيق وهو يربط الجملة السياسية هذه بتلك بحبل وثيق من الادب، او بحبل من الادب الوثيق. فتعلمنا. متابعة قراءة سمير عطا الله … إليك النواقص