• عام ١٩٥٧ قرر رئيس مجلس إدارة شركة الطيران الأميركية “أميركان إير ويز” شراء طائرات مستعملة، واستئجار طائرات جديدة، فغضب وزير المواصلات الأميركي وأوقفه عن العمل. ولا أظن أن الأخ سامي النصف، الرئيس السابق للخطوط الكويتية، أفضل من رئيس أميركان إير ويز، ولا نظامنا أفضل من نظام الأميركان.
• وفي استوكهولم، قبل نحو أربعين سنة، انفرد رئيس مجلس إدارة شركة حكومية باتخاذ القرار، فقرروا فصله، وحرمانه من مستحقاته المالية، وحرمانه من أي وظيفة تتبع الحكومة. ولا أعتقد أننا أفضل من السويديين يا أخ سامي. متابعة قراءة صحتين… اشرب يا سامي!
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
حسبة بدو..
شوف.. مقاييس صلاح السلطة، أي سلطة في أي بلد، تستطيع أن تحسبها “حسبة بدو”، إذا استصعبت متابعة “مؤشر مدركات الفساد”، ومقاييس التنمية البشرية والإدارية، وعناصر الشفافية، وغير ذلك.. الحسبة سهلة و”هايلة” على رأي سيد مكاوي.
ما إن تهبط طائرتك في بلد، ابدأ بالتركيز على المطار، من حيث البناء، والنظافة، وتنظيم الناس، وصراخهم أو هدوؤهم، وطريقة تعامل سائقي التاكسي معك، وهل تصدمك صورة الحاكم في كل زاوية أم لا.. وفي المدينة، ركز على نظافة شوارعها، أكثر من تركيزك على هندسة الطرق وتصميمها، فإذا كانت الشوارع قذرة، فاحزم أمرك، وإن شئت أمتعتك، على أن سلطة هذا البلد فاسدة، لا ريب في ذلك ولا شيب. متابعة قراءة حسبة بدو..
التقدمي يتقدم على الإخوان والليبرال!
همتكم… بارك الله فيكم!
أيها المسلمون لا تفرحوا، فالمهمة مازالت لم تُنجز بعد. صحيح أننا أنجزنا جزءاً بسيطاً منها بنجاح، لكن مازال على الطاولة بقية، ومازلنا نعمل بكل طاقتنا… انتهينا من نيلسون مانديلا، والحمد لله، واتفقنا أنه نصراني هالك كافر لا يستحق الترحم عليه، وقبله المهاتما غاندي الذي أغلقنا ملفه بأنه هندوسي هالك كافر، والترحم عليه يقوي شوكة الهندوس الهنود ويكسر شوكة المسلمين الهنود. واليوم سنفتح ملف إيزاك نيوتن، أو إسحق نيوتن كما يسميه العرب، وكارير مخترع التكييف، وغراهام بيل مخترع التلفون، وأديسون مخترع الكهرباء، ومخترع البنسلين، ومخترع التخدير الطبي، ومخترع أو مخترعي الطيران، ومخترع التلفزيون، ومخترع الكمبيوتر، ومخترع الفاكس، ومخترع الإنترنت، وعراب شركة "آبل" ستيف جوبز، ومنافسه في مايكروسوفت بيل غيتس، ووو…
ولو رجعنا بالذاكرة لاكتشفنا أننا والحمد لله سبق أن أغلقنا ملف ستيف جوبز، يوم وفاته، عندما انشغل الناس بالبكاء عليه، فقررنا أنه مرتد هالك، ولم ننخدع بإنجازاته، لكننا لم نفتح ملف غريمه بيل غيتس، غفر الله لنا، شغلتنا الحياة وكدنا ننسى، وعسى ألا يخدعنا بجمعيته الخيرية الأكبر على مستوى العالم، وملياراته التي تبرع بها لفقراء إفريقيا والعالم، فقد يكون منافقاً يوهمنا بصلاحه رغم كفره، عليه من اللعنات ما يعادل ثروته ويزيد… أرجو أن نتباحث في أمره.
وكي لا تتكدس أمامنا الملفات، تعالوا نقسّمها ونبوّبها، فنفتح أولاً "ملف السياسيين والثوار"، وبعد أن ننتهي منه نفتح "ملف المخترعين"، ونقسّمه على هيئة أبواب لكبر حجمه، "باب الطب" و"باب المواصلات" و"باب الأجهزة المنزلية"، ووو، وبعد إنجاز هذا الملف كاملاً نفتح "ملف علماء الملاحة"، وهكذا…
على أنه من المهم التأكيد هنا، أن مَن يثبت كفره يجب ألا نترحم عليه ولا نستخدم اختراعاته، بل نستخدم ما كان يستخدمه سلفنا الصالح، فإذا ثبت كفر السيد كارير فسنلعنه ونستغني عن التكييف، ونعود إلى "المهفة"، أو نبلل شراشفنا بالماء البارد، وإذا ثبت كفر مخترع الثلاجة، فسنلعن أسلافه ونستغني عن ثلاجته، وإذا ثبت كفر مخترع التخدير الطبي، فإلى جهنم هو واختراعاته، سيفتح الأطباء بطوننا بلا تخدير، وأجرنا على الله، وإذا ثبت كفر مخترع الطائرات المقاتلة والصواريخ والقنابل والزوارق الحربية ووو، فسنلعنهم ونحارب أعداءنا بالسيوف الهندية الصقيلة، وهي سيوف "تداوي رأس من يشكو الصداعا" كما قال الهالك عنترة العبسي.
تعالوا نفتح الملفات واحداً تلو الآخر، ولنبدأ بالأسهل "ملف السياسيين والثوار"، فهؤلاء لا اختراعات لهم ولا يحزنون… قلنا إن مانديلا نصراني كافر، وغاندي هندوسي كافر ملعون صلايب، والآن ماذا عن تشي غيفارا؟… همتكم معنا يا معشر المسلمين بارك الله فيكم.
اللعب ضد ميسي بلا مدافعين!
باسم يوسف… ضحكة بكت!
شاهدت لقاء الجار في هذه الصفحة من هذه الصحيفة، باسم يوسف، عندما استضافه يسري فودة. شاهدت كيف كان باسم يوسف يقمع دموعه ويمنع خروجها، ويحرمها حق تقرير مصيرها، عندما استبدلها بالضحك والفكاهة. شاهدت الحزن الصادق على وجهه. شاهدت رجلاً يحاول مسايرة الواقع، في حين تظهر آثار مبادئه الثقيلة على كتفه بوضوح.
شاهدتك يا باسم وأنت تتنقل بخطواتك في حقل ألغام الأسئلة المتوقعة. شاهدتك وأنت تستميت كي لا تصغر في أعين الكبار، وكي لا تقع في فخاخ الصغار، وعدد الصغار أضعاف أضعاف عدد الكبار. وكما قمعتَ دموعك ومنعت خروجها، قمعت كلماتك الحقيقية التي تكدست على سطح لسانك واستبدلتها بالكلمات الاحتياطية. شاهدتك وأنت تريد أن توصل لمشاهدي اللقاء، من تحت الطاولة، ورقة كُتبت بالحبر السري "الحرية لم تتراجع فقط، بل انهارت، في عهد السيسي، ومرسي كان رمزاً للحريات مقارنة به". شاهدتك وأنت تقاتل من أجل الحفاظ على نجوميتك ولقمة عيشك من دون أن تخسر مبادئك، مع قبولك بتنازلات طفيفة، كما تظن، لكنها كانت واضحة لنا، كما أظن.
آه يا باسم. أنت في لحظة موبوءة، يحمل فيها الحاكم العسكري، إضافة إلى نياشينه، لقب سلاطين آل عثمان "ظل الله في الأرض"، وتعمل الصحافة والبرامج بشعار صحيفة "البرافدا" الشيوعية "نحن الحقيقة وما سوانا باطل"، ولو كنت في بلد حر لكان مسرحك معلماً تفاخر به الدولة ويفاخر به الشعب، ولكانت قفشاتك تملأ الدنيا ضجيجاً وضحكات المشاهدين تملؤها صخباً.
قل لي بربك، وأنت الطبيب، هل يمكن أن ينجو من يعيش في بيئة ملوثة؟ هل تستطيع الكلمة الصادقة أن تحمي نفسها فلا يصيبها وباء الكذب المحيط بها من كل الجوانب؟ ما هي كميات المضادات الحيوية التي يمكن أن تحمي جسم الحرية وتحافظ على مناعته في ظل هذا الطاعون المميت؟
خذها من أخيك يا دوك، خذ هذه الكلمة واحتفظ بها بزهو "الإعلامي في الوطن العربي، أو الوثن العربي، أشجع من نظيره في أوروبا وأميركا، فالكلمة الحرة هنا تنهي مستقبل قائلها، والكلمة في الغرب تبني مستقبل قائلها".
آه يا باسم، قمعوك فقمعت دموعك وصرخاتك، وضحكت بكاءً. كان الله في عونك وعون محبيك وعون أنصار الحريات.