محمد الوشيحي

حشد… التي في خاطري

بسرعة صعدوا درجات السلم إلى الطابق العلوي، حيث تنام السلطة. طرقوا على بابها طرق الخائف المرتبك، ففتحت بابها بهلع: “خير إن شاء الله؟”، قالوا: “ومن أين يأتي الخير، عدونا الحقيقي قام بترتيب صفوفه، ووحّد لون قميصه”.
أسقط في يد السلطة، ونزلت مهرولة على السلم، تقطع ثلاث درجات بخطوة واحدة، ومن دون أن تغسل وجهها بالماء، وقبل أن تبل ريقها بقهوة أو غيرها، فتحت التلفزيون، ممنية نفسها أن يكون هذا الخبر مقلباً ثقيلاً، لكنها شاهدت الكارثة بنفسها: “الحركة الشعبية الدستورية (حشد) تعلن نفسها تياراً سياسياً”. متابعة قراءة حشد… التي في خاطري

محمد الوشيحي

محمد الفجي

شامخاً كعادته، وإن كان يُخفي في صدره كثيراً من الألم والمرارة. هو قائد المقاومة الكويتية في اللحظات الحالكة السواد، في لحظات جفاف الريق، أيام الاحتلال العراقي للكويت. لا يعرف من العسكرية ما يسد به رمقه، لم يتدرب عليها، ولا تؤهله بنيته الجسمانية لتحمل السجن والتعذيب و”المزع”، ولم تتدرب أذنه على تحمل شتائم برزان التكريتي وجلاوزته، إنما كان أستاذاً للمرجلة والوطنية، معتاداً على التضحية والعطاء والصبر. متابعة قراءة محمد الفجي

محمد الوشيحي

الوعلان… وعقلية مانجن

هي أسرة كويتية قدمت سبعة شهداء في الغزو العراقي. وتعتذر عن التقصير. لم تسعفها الظروف لتقديم أكثر. هي أسرة يهوى أبناؤها الحياة العسكرية. ففي الأربعينيات، كان فالح الوعلان أول كويتي تم تكليفه بتدريب شرطة الأمن العام، قبل شحيبر وغير شحيبر. وكان المرحوم فالح، قبل ذلك، مكلفاً بحراسة الطفل آنذاك الذي سيصبح حاكماً فيما بعد، الشيخ جابر الأحمد رحمه الله.
وفي عام الغزو ١٩٩٠، هجم الجار، فقرر البعض الفرار، وثبت الأحرار، فاستشهد النقيب الحميدي الوعلان، أثناء مهمة عسكرية كُلف بها. ولحق به ابن عمه راشد محمد فالح الوعلان، حفيد العسكري الأسبق، فاستشهد راشد، أيضاً أثناء تأدية مهمته التي كُلف بها. متابعة قراءة الوعلان… وعقلية مانجن

محمد الوشيحي

«لو هو خروف ما عشاكم»

الحمد لله، تأجلت الاتفاقية الأمنية، أو مناقشة القضية الأمنية. هذا يعني حسابياً نحو ملياري دينار. كيف؟ ستتحول الاتفاقية إلى “سبّوبة” ومصدر رزق لتجار الأزمات. هات صفقة، وهات توقيع معاليك على هذه المعاملة المالية المشبوهة، وهات منصب وكيل وزارة لصاحبنا فلان، ووكيل مساعد لقريبنا علان، وهات شاي الوزة بالياسمين. متابعة قراءة «لو هو خروف ما عشاكم»

محمد الوشيحي

دبي… هلمَّ سحراً

من مرحلة الإبل التي تحمل الزبد، في صحراء ملأى بـ”الذيابة”، يسوقها راعٍ يغني على الربابة، انتقلت دبي إلى مرحلة وضعت فيها كلَّ قدم في سحابة. كل ذلك في غضون سبع ساعات، وقيل بل أربع ساعات، واختلف الرواة والمستشرقون.
هي حديقتنا، نحن أهل الخليج، نجلس فيها كل “عصرية” مع عوائلنا وأطفالنا وكبارنا وصغارنا نشرب الشاي، ونقضي فيها أعيادنا، وما أكثر الأعياد، وما أكثر لقاءاتنا. هي مدينتنا التي نتحدى بها أعتى عواصم العالم، ومدنه الخيالية، وهي متنزه العالم وموطن انبهاره. متابعة قراءة دبي… هلمَّ سحراً

محمد الوشيحي

من يكذب أكثر؟

رئيس حزب مصر القوية د. عبد المنعم أبوالفتوح أعلن رفضه ترشيح نفسه. ليش؟ لعدم وجود الديمقراطية في “جمهورية الخوف”. قال ذلك، ثم راح يتحدث عن آلاف المعارضين الذين تعج بهم السجون.
هو يرى الوضع بنظارة أمنية، وأنا أراقب الوضع بنظارة إعلامية. وآه من الإعلام المصري. آه من الإعلام الخاص الذي يتنافس مع الإعلام الحكومي فيبزه ويتفوق عليه في الدجل والغش والتزوير. آه من مباريات الكذب بين الإعلاميين، وآه من البجاحة. متابعة قراءة من يكذب أكثر؟

محمد الوشيحي

خصوصية دي تبقى خالتك

المسؤول الوحيد الذي يمكن أن أصدقه إن هو تحدث عن “خصوصية” بلده، هو المسؤول الإسرائيلي. بلده محاط ببلدان تنظر إليه على أنه العدو الأول في هذا الكوكب، وتتمنى زواله، وإن في الظاهر على الأقل، ومع ذلك لم يحتج المسؤولون الإسرائيليون بهذا، فيقمعوا معارضيهم، ويخنقوا صحافتهم، ويمنعوا خصومهم من السفر، وينكلوا بهم، وينهبوا خيرات بلدهم. بل على العكس، تفوقوا على محيطهم في جل المقاييس، وتفرغوا لتدليك أكتاف شعبهم، ودهس رؤوس أعدائهم. متابعة قراءة خصوصية دي تبقى خالتك

محمد الوشيحي

الدول على أشكالها تقع

أربعة كنا، ضمن طلبة ضباط الكلية الفنية العسكرية في القاهرة، الكاتبجي بقامتي الطويلة النحيلة التي توحي بأن أصل الإنسان ماسورة… و”ويللو”، واسمه “الوليد”، وهو من “العرب” كما يسميهم المصريون، باعتبار أن أصولهم من الجزيرة العربية، ويساويني طولاً، بيد أن المسافة بين كتفيه تتوه فيها القوافل، ففي الجزء الشمالي الشرقي من صدره يمكنك أن تزرع حشائش لملعب غولف، وفي جزئه الجنوبي يمكنك “تشبيك محمية”، أما الجزء الغربي فمنطقة متنازع عليها بفعل الاستعمار! وعلى أطراف كتفيه يتدلى ذراعان سميكتان، لن تكون في يوم سعدك إن هبدك بإحداهما من باب المزاح، ولن تكون في التعداد السكاني القادم إن ركلك برجله. متابعة قراءة الدول على أشكالها تقع

محمد الوشيحي

وشعارنا البومة

ماشي يا عم، “الكويت مركز إنساني عالمي”، عذراً للسويد والسويديين، فبقاء الحال من المحال. سحبنا اللقب منهم بجدارة، ورسمنا شعاره، وطبعنا بروشوراته. وأي خدمة؟
انتهينا من جعل الكويت “مركزاً مالياً وتجارياً”، والوضع كما تشاهدون والحمد لله، انهمرت رؤوس الأموال علينا من كل حدب وجدب. وأنجزنا المهمة العظمى بجعل الكويت “أرض الصداقة والسلام”. واليوم أقترح، بعد أن تتحول الكويت إلى مركز إنساني عالمي، أن نكمل جميلنا، ونتذكر حقوق الحيوان، ونسعى إلى جعل الكويت “مركزاً حيوانياً عالمياً”، ونعلق صورة بريجيت باردو، أو بي بي كما يدلعها محبوها. ويكون شعارنا “البومة”. والله ولي التوفيق.
وبعد أن ننهي مهمتنا تلك، نبدأ الخطوة التالية، ونرفع شعار “الكويت مركز الاستجمام العالمي”، ولتعذرنا جزر الباهامس، وجزر بورتا غاليرا (جنوب الفلبين)، وموريشيوس، وسيشيل… فهذه منافسات، ولا يغضب من التنافس الشريف إلا غير الشريف. واللي أوله شرط آخره نور.
ويأتينا المعاريس من أصقاع الأرض للاستجمام، فيستأجرون الأكواخ في متنزهاتنا، ويستنشقون هواء مصانعنا “الوطنية”، ويستمتعون بمشاهدة المنظر الفريد، منظر الشوارع التي تحذف سالكيها بالحصى، ويعودون إلى ديارهم وهم يتمتمون فرحاً أو شتماً. المهم يتمتمون.
وفي الخطة الخمسية، أنصح أن يكون التحدي القادم هو جعل الكويت “المركز الصحي العالمي”، لنستفيد من إمكانيات مستشفياتنا وخرير أسقفها، وخاصية نوم المرضى في الممرات.
بارك الله فيكم. اعملوا فسيرى الله عملكم.

محمد الوشيحي

وكذبتُ مراراً ومراراً!

إلى أستاذي وجاري في الصفحة، وأحد معلميّ الذين تدربت خلسة على طريقتهم في الكتابة قبل أن أنضم إلى فريقهم، وأحد القلة القليلة الباقية التي لم تغرِها المغريات، ولم تغوِها المغويات، حسن العيسى:
تحية وبعد… أبا حامد، كان بإمكاني مهاتفتك، أو الجلوس معك في المكتب أو في المقهى، وطرح هذا الموضوع عليك، ولا من شاف ولا من شمت، لكنني فضلت أن تكون مقالاتنا وسجالاتنا “بجلاجل”، وأن يسبقها “مطبلاتي” يوقظ بطبلته أهل الحي، فيسمعونها، أو يقرأونها. متابعة قراءة وكذبتُ مراراً ومراراً!