ما بعد الثلاثاء هو المهم، لا الثلاثاء. أو، بصورة أدق وأصفى، ما بعد تجمع الثلاثاء، لا التجمع بحد ذاته.
الحضور مهم لا شك، لكن الأهم هي النتيجة.
ولو حدث ما حدث في الكويت وللكويت في أي دولة يحترم شعبها نفسه، لتسابق الصغار والكبار والصبايا والعجائز والحوامل والمرضى ووو… على الوصول إلى ميادين المدن، ولأغلقت الشوارع والأزقة، ولما بقي كائن حي في بيته، ولحبست الحكومات أنفاسها، ولازدحمت مخارج الطوارئ بالفاسدين الهاربين. متابعة قراءة قلمات
التصنيف: محمد الوشيحي - آمال
التفاتة خارج العشة!
يحدث أحياناً أن يحك الكاتب رأسه بحثاً عن موضوع يستحق الكتابة عنه، ويحدث أحياناً أن تمطر السماء فوق رأسه مواضيع لا حصر لها، فيحك رأسه ورقبته حيرة.
وتفلت منك التفاتة إلى الشأن السوري، وانتخابات الرئاسة التي جرت فوق جثث الأطفال، فتعيد التفاتتك إلى مجاريها، أو إلى الشأن الكويتي، فتفلت التفاتة أخرى إلى مصر، وعدد ناخبي حمدين صباحي، فتضحك وتبكي، وتنهر التفاتتك وتعيدها إلى موطنها، فتفلت ثالثة إلى الشأن الليبي وحفتر الذي طالبه أحدهم بتفجير قطر، ورابعة إلى الشأن التونسي، وخامسة إلى الشأن اليمني، وسادسة إلى الشأن الجزائري، وسابعة إلى الشأن الإيراني، وتابعيه الشأن العراقي والشأن اللبناني، فتطارد التفاتاتك لتمنعها من الخروج من الكويت، كما تطارد الدجاج الهارب من عشته. متابعة قراءة التفاتة خارج العشة!
قلمات
التخلف الأجمل على الإطلاق هو أن يكون؛ الزوج مسؤولاً عن زوجته، والعاشق مسؤولاً عن معشوقته، والابن مسؤولاً عن أمه، والأخ مسؤولاً عن أخته، ووو، وهلمّ تخلفاً جميلاً. لا تسلني عن المساواة بين الجنسين في المسؤولية. لا مساواة بينهما بحسب مبادئي وقناعاتي، مهما كانت ثروة الأم أو الزوجة أو العشيقة أو البنت أو الأخت، ومهما كانت شخصياتهن. متابعة قراءة قلمات
الراقص باسم يوسف
كم تبلغ مساحة الوطن العربي؟ 14 مليون كيلو متر مربع؟ لا. 14 مليون “كلبشة”، 14 مليون قضية، 14 مليون حظر ومنع وخنق وكبت وتوقيف واتهام. هذه هي مساحة الوطن العربي الحقيقية. متابعة قراءة الراقص باسم يوسف
العرق العربي الذليل
يوماً بعد يوم يزداد يقيني ثباتاً ورسوخاً “العرق العربي هو الأرذل والأذل بين الأعراق كلها”. ستقول والإفريقي الأوسط؟ وسأجيبك: “أولاً هو ليس عرقاً واحداً، ثانياً لم يحصل أبناؤه على خيرات كخيرات العرب كي يحاربوا الجهل، فنحكم على مستوى عرقهم. مازال الجهل مسيطراً هناك”. متابعة قراءة العرق العربي الذليل
قلمات
هدية بدينار واحد لطفل فقير، تعادل هدية بعشرة آلاف دينار لطفل ثري. هذه ليست موعظة بل حقيقة. كلتاهما تزرع ابتسامة على وجه طفل. بل قد تتحول ابتسامة الطفل الفقير إلى ضحكة مجلجلة، بينما يكتفي الطفل الثري بابتسامة، يتكرم بها على من أهدى إليه.
وفي سنوات مضت قرأت لكاتب مصري (مشكلتي الكبرى في القراءة هي ضعف الذاكرة وعدم التدوين)، أقول قرأت لكاتب مصري يتحدث بانبهار عن “المرحاض في بيت الباشا فلان”، أجلكم الله. يدّعي أن مرحاض حمام الباشا مزود بـ “شطّاف” موصول بمواسير المياه، “فلا يحتاج إلى جردل ماء كما نفعل”، والشهود فلان وعلان وعلنتان! يقول ذلك ويقسم على صدقه.
وكان يكفي هذا الكاتب أن تهدي إليه “مرحاضاً بشطاف” ليودع الدنيا الفانية بسكتة قلبية في الحال. ولو كان يعيش بيننا اليوم وأهدى إليه صديقه مرحاضاً بشطاف “لا يحتاج معه إلى جردل ماء”، لكسر رأس صديقه بالمرحاض. فأي هدية سخيفة هذه.
وكما كان صاحبنا مبهوراً بحمّام الباشا، كان جلساء أحد حكام الخليج الراحلين، وهو أيضاً، مبهورين بـ”كريم الشعر” الذي تلقاه هدية من أحد المسؤولين الإنكليز. وفي اليمن سابقاً كان الحاكم مبهوراً بالتلفزيون الذي تلقاه هدية من الإنكليز (تخيل، دولة تهدي إلى حاكم تلفزيوناً)، ولشدة حماسة هذا الحاكم اليمني، وأثناء اندماجه في مشاهدة فيلم “كاوبوي”، رأى الخيل مقبلة، فنهض واستل خنجره! واليوم لو قدمت بريطانيا طيارة لحاكم ما قبلها لتواضعها.
هي الظروف والحاجة. أقول هذا بعد أن شاهدت صور التبرعات لنازحي الثورة السورية، وفرحة الأطفال المهجرين بألعاب رخيصة، لو اشتريناها لأبنائنا لتبرأوا منا… هي الظروف والحاجة.
* * *
قانون هيئة الاتصالات الذي أقر أخيراً تنقصه بعض المواد كي يكتمل فنفرح به..
ينقصه أن ينضم في “كل مجموعة أصدقاء” في برنامج الواتساب واحد من مباحث أمن الدولة. وأنا مشترك في أربع مجموعات؛ مجموعة العائلة، ومجموعة الأصدقاء، ومجموعة محرري الجريدة، ومجموعة المتهمين في إحدى القضايا. وكلها مجموعات “وردية”، ورجل المباحث الذي يراقبها سيرجع البصر إليه خاسئاً وهو حسير، باستثناء المجموعة الرابعة “الحمراء”، حمانا الله وإياكم… و”سد بوزك، أنت في بلد ديمقراطي”.
مات الأصمعي أيها المتجيهلون
لم يعد لجاهلٍ عذر، ولم تعد كلمة “لا أعلم” مقبولة. ورحم الله الأصمعي، الراوية، الشاعر، الحافظ، عالم اللغة والتاريخ، وغير ذلك… رحمه الله، فقد كان في عصره هو وكالة الأنباء شبه اليتيمة، وكانت مهمته الطواف على القرى والمدن النائية، وزيارة البدو الرحل ومعاشرتهم، وحفظ قصائدهم وأخبارهم وعاداتهم وحكاياتهم ولهجاتهم، قبل أن يدوّن كل ذلك، ثم يرويه على مسامع الخلفاء بمقابل مجزٍ.
كان هو المصدر الوحيد، أو شبه الوحيد، للأخبار. كان هو المحرر، والمصحح، و”المدسّك”، أو المسؤول عن صياغة الأخبار، والمخرج، ونائب رئيس التحرير، ورئيس التحرير، وشركة التوزيع، وغير ذلك. ويكفي القول “قال الأصمعي” ليُعتبر الخبر موكوداً موثوقاً قابلاً للانتشار. متابعة قراءة مات الأصمعي أيها المتجيهلون
المزيونة
هي الأجمل على الإطلاق. هي الأغلى في طول العالم وعرضه. لشعرها كل يوم لون. ولمنظرها كل ليل بهاء. لا تبيت عادة إلا في أحضان الأوباش والفاسدين.
بصبابة تحدث أولياء أمرها: “يصعب تزويرها”، ثم سكتوا ولم يكملوا. لم يجرؤوا على قول “يصعب اختلاسها”، أو “تصعب سرقتها”. الناس أكملوا الجملة. متابعة قراءة المزيونة
تزوير هوية رجل محترم
تذكرت مشهداً في فيلم أجنبي، عندما مات قائد المجموعة، المحبوب المحترم، فتولاها قائد لا تحترمه المجموعة ولا تحبه. فحاول فرض احترامه بالقوة، فلم ينجح، فقرر شراء ودهم بالمال، ولم يوفق، فحاول وحاول وحاول، إلى أن نصحه صديقه: “يجب أن ترتدي ثياب البطل الميت وتعتمر قبعته، كي لا يشعر الناس بالفرق”.
فعل ما نصحه به صديقه، ولا فائدة. تتبع تفاصيل البطل الميت، مشى مشيته، وتحدث بطريقة كلامه ونبرة صوته وحركة يديه (بعد تمرين طويل مضنٍ)، تصنّع التسامح مثله، تغاضى عن انفلات البعض ليرسم صورة “القائد الأب”، ولا جدوى.
وبعد أن فاض سيله، وفقد سيطرته على أعصابه، راح يسعى إلى استعادة هيبته بالقوة والبطش العشوائي، لكن الأوان قد فات. فلا هو المحترم المحبوب، ولا هو المَهيب.
المشهد يتكرر اليوم على الأرض… بعد أن ارتدى “مجلس الصوت الواحد” ملابس برلمان المعارضة المُبطل، واعتمر قبعته، وقلّد مشيته، ونبرة صوته، وطريقته في الحديث، لكن الناس لم تستسغه، ولم تتقبله، ولم تصدقه… فعل الأعاجيب لإقناع الناس بأنه برلمان بهيبة؛ مشى في الشوارع بـ”الساطور”، صرخ في وجوه المارة، أطلق النار عشوائياً… لكن أحداً لم يلتفت إليه ولم يعره جزءاً من الانتباه، ولم يقتنع بـ”فتوّته”! فما زال الناس، سامحهم الله، على يقين بأنه برلمان “ديمو” أو دمية تشبه البشر، وليست منهم.
وجاءت الكارثة الكبرى؛ “استقال خمسة من أعضائه احتجاجاً على ضعفه”. فاهتزت أقدامه، وفكر ثم قرر: “تُجرى انتخابات تكميلية لسد النقص”. ومن المتوقع أن يزداد المشهد كارثية بنجاح مجموعة تجعل الناس تترحم على من فيه حالياً.
وأقسم أنه لو قرر (فرضية من الخيال) أحد من المعارضة خوض الانتخابات، لهرول هذا المجلس إلى حيث يسكن المرشح المعارض، ولقبّل رأسه، وبكى على حجره، وتكفل بحملته الانتخابية، وبتفصيل “بشته”، ولتولى تنظيف كرسيه ومكتبه في مبنى البرلمان.
إنه البحث عن الاحترام أيها السادة.
أما في حال نجاح بعض المشبوهين، كما هو متوقع، فلا فائدة ولا حل إلا أن يقوم هذا المجلس بتزوير هوية رجل محترم، ويضع صورته على اسم الرجل المحترم. ويدعو ربه ألا يكشف أمره أحد.
أخطاء المعارضة
مازالت الأسئلة التي اعتدت سماعها، في كثير من الديوانيات، “هيّه هيّه”، والأجوبة “هيّه هيّه”: “لماذا لا تنتقد المعارضة؟ لماذا تتعامل معها كأنها معصومة من الخطأ ومصونة عن النقد؟”… هذه الأسئلة، مع بعض التفصيل، أحياها مغرد في “تويتر”، وإجابتي عنها كالتالي: متابعة قراءة أخطاء المعارضة