“>
سألت صحافياً من الاخوان المسلمين عن نهاية هذه التظاهرات اليومية ومصير مسيراتهم السلمية. فقال انهم سيستمرون في التظاهرات، التي تزداد اعدادها كل اسبوع بشكل ملحوظ، ثم سننتقل تدريجيا إلى العصيان المدني والاضراب العام وعندها سيضطر المخلصون في الجيش الى وضع حد لهذا الوضع بالتدخل لانقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي والأمني الذي بدأت مظاهره منذ فترة ليست بالقصيرة. ولما ابديت تخوفي من استعمال القوة والسطوة لضربهم واعتقالهم، أجابني: ما الذي يمكن ان يفعلوه اكثر مما فعلوه في «رابعة» و«النهضة» والمنصة؟! وكم يمكن أن يسجنوا اكثر من الخمسين ألفاً من المنتمين إلى الاخوان القابعين في السجون تحت التعذيب ومن دون محاكمات، وإن تمت محاكمتهم فهي على الأرجح محاكمات صورية واحكامها معلبة وجاهزة؟! لقد استنفدوا كل ما لديهم من وسائل القمع! والمعركة الآن بين من يؤمن بفكرته ويكافح من اجلها وبين من لا يملك من المبادئ والافكار غير الخرطوش والمطاطي والرصاص الحي. إن الانقلاب يا صاحبي فشل، وهو الآن في العناية المركزة يحاول اعداء مصر ان ينفخوا فيه الروح مستعينين بخبرات الاسرائيليين واموال اخواننا وبعض أهلنا في الخليج، هدفهم ألا يروا مصر رائدة للامة العربية وقائدة للامة الاسلامية كدولة حضارية في كل شيء. سألته: ألا تخشى من ان تتحول مصر الى سوريا ثانية؟! قال: لن نرفع السلاح في وجه اخواننا العسكريين حتى وان طحنوا اجسادنا بجنازير الدبابات. عندها ادركت ان صاحب الفكرة والمبدأ هو الذي سينتصر في النهاية. اللهم احفظ مصر وشعب مصر
***
هل الاسلام وتدريس مبادئه هما السبب في تخلفنا وانتشار الفساد بيننا؟!
هل هناك ارهاب ديني في وزارة التربية جعل المناهج لدينا تركز على التربية الاسلامية؟!
هل تسبب هذا الوضع في ضعف الشفافية لدينا مما جعلنا في مؤخرة القائمة للدول الاكثر شفافية والاقل فسادا والتي تتربع السويد فيها على رأس القائمة؟!
هذه الافكار يحاول بعض العلمانيين لدينا نشرها بين القراء للايحاء إليهم بأن الاسلام هو سبب مشكلاتنا وتخلفنا! ولو سألنا مسؤولا في وزارة التربية عن عدد حصص التربية الاسلامية في مناهج المرحلة الثانوية لاجاب ان عددها حصتان في الاسبوع يضاف إليهما حصة واحدة اسبوعية لمادة القرآن الكريم! ومثلها المرحلة المتوسطة! اما المرحلة الابتدائية فحصص التربية الاسلامية حصتان أسبوعيا ومثلهما لمادة القرآن الكريم! فهل هذا التركيز الذي قصده كُتّاب اعداء الدين، والذي، على حد قولهم، أرعب المسؤولين في وزارة التربية وتسبب في تخلفنا؟!
إن أسباب وجودنا في اسفل قائمة الشفافية هو ابتعادنا عن تعاليم الدين وجهلنا في فهم مقاصد الشريعة وتشويه صورة المتدينين بأقلام هؤلاء وامثالهم، فالاسلام يدعو الى النزاهة والصدق، وللاموال العامة في الاسلام حرمة، وهي المفاهيم التي حاربتها اقلام العلمانيين، ولذلك تم استبعاد كل المتدينين من المناصب التي لها علاقة بالاموال العامة، حتى العمل الخيري تم تشويهه واتهامه بما ليس فيه حتى جاءت تبرئته من المنظمات الدولية!
انني احمل التيار العلماني واتباعه في الخليج مسؤولية وجودنا في اسفل قائمة الشفافية والنزاهة، فهم من يحاربون المصلحين بمقالاتهم بالطالعة والنازلة، وهم من يشوهون الاعمال الناجحة ان جاء انجازها من المتدينين، وهم من يتسببون باستبعاد هؤلاء من المناصب الحساسة بتشويه سيرتهم وتاريخهم حتى وصل بهم التطرف في التفكير الى المطالبة باجتثاثهم من الحياة العامة! وأقول لهؤلاء الزملاء في المهنة: لا تعلقوا كل اخفاقاتكم على شماعة الاسلام والدين وابحثوا عن مكمن العلة داخل ادمغتكم تجدونها متربعة على هامانكم!
التصنيف: مبارك الدويلة - حصاد السنين
الفكر العلماني.. وأسباب التخلف
سألت صحافياً من الاخوان المسلمين عن نهاية هذه التظاهرات اليومية ومصير مسيراتهم السلمية. فقال انهم سيستمرون في التظاهرات، التي تزداد اعدادها كل اسبوع بشكل ملحوظ، ثم سننتقل تدريجيا إلى العصيان المدني والاضراب العام وعندها سيضطر المخلصون في الجيش الى وضع حد لهذا الوضع بالتدخل لانقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي والأمني الذي بدأت مظاهره منذ فترة ليست بالقصيرة. ولما ابديت تخوفي من استعمال القوة والسطوة لضربهم واعتقالهم، أجابني: ما الذي يمكن ان يفعلوه اكثر مما فعلوه في «رابعة» و«النهضة» والمنصة؟! وكم يمكن أن يسجنوا اكثر من الخمسين ألفاً من المنتمين إلى الاخوان القابعين في السجون تحت التعذيب ومن دون محاكمات، وإن تمت محاكمتهم فهي على الأرجح محاكمات صورية واحكامها معلبة وجاهزة؟! لقد استنفدوا كل ما لديهم من وسائل القمع! والمعركة الآن بين من يؤمن بفكرته ويكافح من اجلها وبين من لا يملك من المبادئ والافكار غير الخرطوش والمطاطي والرصاص الحي. إن الانقلاب يا صاحبي فشل، وهو الآن في العناية المركزة يحاول اعداء مصر ان ينفخوا فيه الروح مستعينين بخبرات الاسرائيليين واموال اخواننا وبعض أهلنا في الخليج، هدفهم ألا يروا مصر رائدة للامة العربية وقائدة للامة الاسلامية كدولة حضارية في كل شيء. سألته: ألا تخشى من ان تتحول مصر الى سوريا ثانية؟! قال: لن نرفع السلاح في وجه اخواننا العسكريين حتى وان طحنوا اجسادنا بجنازير الدبابات. عندها ادركت ان صاحب الفكرة والمبدأ هو الذي سينتصر في النهاية. اللهم احفظ مصر وشعب مصر. متابعة قراءة الفكر العلماني.. وأسباب التخلف
مصر.. عقدة العلمانيين العرب
“>
أصبحت مصر بعد الانقلاب الدموي وما تبعه من احداث عقدة عند العلمانيين واصحاب التوجهات الليبرالية، ليس فقط في مصر، بل في العالم العربي من محيطه الى خليجه..! نقول هذا بعد ان شاهدنا علمانيي الخليج وليبراليي شمال افريقيا يؤيدون ويصفقون ــ لاشعورياً ــ للانقلاب الدموي الذي اطاح الحكم المدني والرئيس المنتخب، وأسقط دستورا مدنيا تم الاستفتاء عليه من معظم الشعب المصري! ولان هذا الموقف الغريب يتناقض مع مبادئ العلمانية ويتعارض مع الفكر الليبرالي، لذلك هم يشعرون بهذه العقدة والغصة في الحلقوم، لان الناس أدركوا انهم اصحاب أهواء ومصالح وليسوا اهل مبادئ ومواقف! ولانهم أصبحوا غارقين في وحل الانقلاب تجدهم غير عابئين بالبلل من المواقف المشينة والمخجلة! ولعل ما كتبه زميلنا (الخبير الاقتصادي الفلتة) عن استيائه من بعض الشواذ الذين يقتلون العوائل والاطفال في العراق ويحمل هذا الاجرام للفكر الديني، بينما تابعنا جميعنا كتاباته على مدى شهرين، كان مؤيداً فيها للانقلاب ونتائجه ولم يتباك بحرف واحد على آلاف القتلى والجرحى من المعتصمين السلميين العزل في «رابعة» و«النهضة»، والادهى من ذلك انه كان يجد الاعذار للسيسي ووزير داخليته في تكميم الافواه وتقييد الحريات وزج عشرات الالاف من معارضي الانقلاب في السجون بتهم معلبة ومحاكمات صورية! ثم يفاجئنا بالامس بمقالة يبرر فيها اقصاء تيارات اسلامية من لجنة اعداد الدستور بحجة انها تحمل فكرا دينياً بينما مصر – حسب كلامه – دولة علمانية..!؟ ولم يفسر لنا سبب وجود نخبة من مفكري النصارى ومشايخ الأزهر في عضوية اللجنة؟!
ان مشكلة بعض أدعياء العلمانية عندنا انهم مهووسون بكل ما هو نصراني ومحبطون من كل ما هو اسلامي، بمعنى انهم يعتزون بالاقتباس من النصارى وافكارهم ويحتقرون كل ما يمت للمسلمين بصلة! لذلك تجدهم يتحسرون على تحطيم معلم مسيحي في معلولا بسوريا ولا تتحرك فيهم شعرة من اخبار هدم المساجد على من فيها بدرعا..! وصدق فيهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لتتبعن اليهود والنصارى شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم».
***
نزار العدساني.. الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول، قابلته بالامس واستمعت منه الى شرح واف عن طريقة اختيار المتقدمين للوظائف الادارية، ومع ان كل المنتمين الى عائلة الدويله لم يتم اختيارهم، الا ان الوضوح في العمل جعلني اقف احتراما لهذه النتيجة واخرج راضيا.
***
الشيخ محمد الخالد وزير الداخلية… يتهمونه بأن فيه شيخة لا تحتمل! وأقول ان الشيخة احياناً تكون ضرورية لضبط العمل بهذه الوزارة الحساسة شريطة ألا تؤدي الى ظلم لحقوق الاخرين، ونتمنى من الوزير الشاب ان يطلع من الوزارة والناس يدعون له ولا يدعون عليه، والظن فيه طيب حسب معرفتنا القديمة به!
مصر.. عقدة العلمانيين العرب
أصبحت مصر بعد الانقلاب الدموي وما تبعه من احداث عقدة عند العلمانيين واصحاب التوجهات الليبرالية، ليس فقط في مصر، بل في العالم العربي من محيطه الى خليجه..! نقول هذا بعد ان شاهدنا علمانيي الخليج وليبراليي شمال افريقيا يؤيدون ويصفقون ــ لاشعورياً ــ للانقلاب الدموي الذي اطاح الحكم المدني والرئيس المنتخب، وأسقط دستورا مدنيا تم الاستفتاء عليه من معظم الشعب المصري! ولان هذا الموقف الغريب يتناقض مع مبادئ العلمانية ويتعارض مع الفكر الليبرالي، لذلك هم يشعرون بهذه العقدة والغصة في الحلقوم، لان الناس أدركوا انهم اصحاب أهواء ومصالح وليسوا اهل مبادئ ومواقف! ولانهم أصبحوا غارقين في وحل الانقلاب تجدهم غير عابئين بالبلل من المواقف المشينة والمخجلة! ولعل ما كتبه زميلنا (الخبير الاقتصادي الفلتة) عن استيائه من بعض الشواذ الذين يقتلون العوائل والاطفال في العراق ويحمل هذا الاجرام للفكر الديني، بينما تابعنا جميعنا كتاباته على مدى شهرين، كان مؤيداً فيها للانقلاب ونتائجه ولم يتباك بحرف واحد على آلاف القتلى والجرحى من المعتصمين السلميين العزل في «رابعة» و«النهضة»، والادهى من ذلك انه كان يجد الاعذار للسيسي ووزير داخليته في تكميم الافواه وتقييد الحريات وزج عشرات الالاف من معارضي الانقلاب في السجون بتهم معلبة ومحاكمات صورية! ثم يفاجئنا بالامس بمقالة يبرر فيها اقصاء تيارات اسلامية من لجنة اعداد الدستور بحجة انها تحمل فكرا دينياً بينما مصر – حسب كلامه – دولة علمانية..!؟ ولم يفسر لنا سبب وجود نخبة من مفكري النصارى ومشايخ الأزهر في عضوية اللجنة؟! متابعة قراءة مصر.. عقدة العلمانيين العرب
حصاد السنين .. أخطاء الرئيس مرسي
طوال شهرين وأنا استمع إلى حجج المؤيدين لإسقاط الرئيس المصري محمد مرسي بالقوة الغاشمة عن طريق الانقلاب العسكري واستطعت ان احصرها في التالي:
– أخونة الدولة: ويقصدون ان الرئيس مرسي عيّن الاخوان المسلمين في معظم المناصب القيادية للدولة المصرية وتجاهل بقية فئات المجتمع المصري.
– الانفتاح على ايران، مما فتح المجال للتشيع في المجتمع المصري.
– التآمر مع حركة حماس لاضعاف مقدرات الشعب المصري وامكاناته.
هذه أهم الاخطاء التي يراها خصوم مرسي سبباً كافياً للعمل على اسقاطه، وقد بحثت في موضوع الاخونة، فوجدت العجب العجاب، واكتشفت حجم الافتراء على الرئيس، حيث تبين لي ما يلي: رئيس الوزراء قنديل لم يكن منتمياً إلى الاخوان المسلمين في يوم من الايام، اما اول حكومة تتشكل فكانت تحوي عدداً كبيراً من القوى السياسية المختلفة ولم تتجاوز حصة الاخوان اكثر من ثلاثة وزراء! اما الحكومة الثانية فقد تم استدعاء جبهة الانقاذ للمشاركة لكنها رفضت مع ان المنصب المقترح لها كان نائب رئيس الوزراء. والدليل على ان الاخونة لم تكن موجودة في الحكومة ان وزارات السيادة الاربع (الخارجية والداخلية والدفاع والاعلام) لم يوزر فيها أي من الاخوان، حيث ان وزراءها هم اول من انقلبوا على الرئيس مرسي!
– تم تعيين سبعة عشر محافظا في عهد مرسي منهم ثلاثة فقط من حزب الرئيس والبقية من الكفاءات المدنية المستقلة او المنتمية الى احزاب سياسية اخرى.
– اختار مجلس الشورى «المنتخب» اربعة عشر رئيسا للصحف وبعض المؤسسات الاعلامية ولم يكن فيهم أي من الاخوان عدا واحد فقط. والدليل ان هذه الصحف، وبالذات الاهرام والاخبار والجمهورية، كانت تمتلئ يوميا بالمقالات التي تعارض الاخوان وتنتقد الرئيس!
– عندما اختار مجلس الشعب المنتخب لجنة لصياغة الدستور ثارت ثائرة المعارضين وطالبوا بتغييرها وفعلا تم تغييرها واعادة تشكيلها بحيث أصبح الاخوان أقلية فيها!
وللعلم، في كل الدول الديموقراطية الرئيس الفائز بالانتخابات يختار الفريق الذي يدير العمل الحكومي من حزبه نفسه حتى يتحقق الانسجام بين الرئاسة والحكومة، ويتمكن الاثنان من تحقيق البرنامج الذي في ضوئه تم اختيار هذا الرئيس من الشعب، ومع هذا حرص مرسي على ان يكون رئيساً لكل المصريين ويضرب مثالا لمن بعده غير ان خصومه لم يمهلوه فثاروا عليه في الشهر الثاني من ولايته، وساعدهم الاعلام، الذي رفض مرسي أخونته، فكان السهم الذي أصابه في مقتل! لذلك اعتقد ان اكبر أخطاء مرسي أنه لم يُؤَخون وزارات السيادة، وحرص على مثالية لا تصلح لمجتمع كان محكوما بالدكتاتورية والبطش عقوداً طويلة.
اما موضوع الانفتاح على ايران وتسهيل حركة التشيع داخل المجتمع المصري فهذا مردود عليه بموقف الرئيس في طهران وهو موقف عجز عن مثله زعماء العرب والمسلمين. والدليل على غضب ايران من مرسي وسياسته هو موقف علماء الشيعة وايران من الانقلاب الدموي عليه! أما دعمه لـ «حماس» فقد اتضح الآن ان الانقلابيين ضد حكومة حماس في غزة بل ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، والدليل انهم هدموا كل الانفاق التي كان يتنفس منها اهل غزة المحاصرة من كل جانب، وشاهدنا كيف تحولت الحياة في غزة اليوم الى جحيم وسجن كبير لمليون فلسطيني!
ختاما، ستثبت الايام حقيقة الانقلابيين، وستتكشف اهدافهم للناس، وسيبدأ شباب الثورة بالتبرؤ منهم لكن بعد فوات الوقت، ما لم يسقط الانقلاب بثورة شعبية مضادة بدأنا نشاهد بوادرها الجمعة الماضي عندما تحركت التظاهرات في ستمائة موقع في عموم الجمهورية.
***
• انا افهم لماذا يكذب اعلام الانقلاب ويضلل الناس ويعطي صورة مخالفة للواقع، لكن الذي لا افهمه ان يمارس هذا الدور مراسل تلفزيون الكويت يوم الجمعة الماضي في اخبار منتصف الليل عندما يخرج علينا ويقول ان الشوارع اليوم هادئة! وكلنا شاهدنا بأم أعيننا الآلاف يتحركون في كل شارع وقرية ومدينة؟!
***
• شكر خاص للاخ وزير الدفاع على قراره الانساني لحل مشكلة المسرحين، وما هي غريبة على بومحمد هذه المبادرات والتي نتوقع منها المزيد لدعم امن البلد واستقراره.
إنها الحرب على الإسلام
قد يظن البعض ان ما يجري اليوم على الساحة الدولية هو مواجهة بين تيار وتيار مضاد، ولتقريب المعنى قد يُظَن ان المواجهة في مصر اليوم بين تيار الاخوان المسلمين وبين حكومة العسكر! وأريد أن أؤكد ان ما نراه اليوم هو مواجهة شرسة من حكومات جائرة تدعمها تيارات علمانية وتوجهات ليبرالية ضد الدين الاسلامي والفكرة الاسلامية والتوجه الاسلامي، وما محاولة تصويره بانه مواجهة بين تيارات وحكومات مدنية وبين تيار الاخوان المسلمين الا محاولة لتحجيم الموضوع وحصره في اطار حزبي ضيق يقصد منه منع عالمية القضية وانتشارها الاقليمي، الذي ان حدث فسيخرج الامر عن نطاق السيطرة. وما احداث مصر الا حلقة من سلسلة طويلة في مشروع مواجهة الاسلام ومحاربته في جميع الاحوال.
لقد شاهد العالم أجمع عبر قناة «الجزيرة» الملايين التي طلعت في جمعة الحسم الاخيرة والتي غاب عنهم قادة الاخوان المسلمين، ولكن الشعب المصري المتدين وجميع التيارات المحافظة شاركوا بقوة في جميع الميادين، وبالملايين. ومع هذا، تمت مواجهة المحتجين بقوة وعنف من قبل الجيش والشرطة، مما يؤكد ان الفكرة الاسلامية والتوجه الديني هما اللذان تتم مواجهتهما في مصر اليوم. ولعل اوضح دليل على ما نقول ما أعلنته سلطة الانقلاب على لسان لجنة تعديل الدستور المعطل من انه تم تغيير عدد من المواد التي تتحدث عن الدين والتوجه العام للدولة وتأكيد علمانية مصر! كما سمعنا ما قاله عدد من قادة الانقلاب العسكري ومناصريهم من ان مظاهر الاسلام لن نشاهدها بعد اليوم في مصر! وهذا ما يحدث اليوم، حيث القتل والسجن والمطاردة على الهوية وعلى الشكل والهيئة! والذي يتابع كتابات العلمانيين يجدها تعبر عن فرحتهم بانتهاء عصر الدولة الدينية بعد القضاء على الاخوان! ولعل الحملة الاعلامية الكبيرة التي بدأتها اسرائيل بالامس في اوروبا واميركا والتي اعلنت اسرائيل انها تهدف الى تسويق الانقلاب العسكري وتسويق شخصية الفريق السيسي وحشد التأييد لدعم حكومة الانقلاب والتحذير من ان عودة الاخوان للحكم تعني عودة الاسلام السياسي، وهو ما تخاف منه اسرائيل، كل هذا يؤكد على ان الحرب التي نشاهدها اليوم هي حرب على الدين وليست حربا بين تيارين او فصيلين.
والحرب على الاسلام ليست محصورة في مصر، بل انها بدأت بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، بعد الحادث الارهابي في نيويورك، واخذت اكثر من شكل وفق الظرف السياسي والزمان والمكان، وكانت واضحة في مناطق وضبابية في اخرى، ومع كل حدث ارهابي تستغل اميركا وتوابعها هذا الحدث وتبدأ بمواصلة فصول الحرب على الاسلام تحت ذريعة ملاحقة الارهابيين الذين اجرموا في حقها، ونتمنى ألا نشاهد هذه المسرحية تتكرر في سوريا، حيث تابع الجميع الانتصارات التي حققها المجاهدون هناك، وبداية انهيار المؤسسة العسكرية للعلويين. ومع اننا كنا نرغب في تدخل القوات الدولية لحماية الشعب السوري منذ بداية الثورة السورية الا ان التدخل هذه المرة لن يكون تحت غطاء الامم المتحدة بل تحت غطاء البيت الابيض الذي رأى ان المجاهدين اصبحوا قاب قوسين او ادنى من النصر، مما يقلق اميركا واوروبا وحلفاءهم في الخليج. وجاءت حادثة ضرب الغوطة بالكيماوي لتقول «جاك يا مهنا ما تتمنى»! فهي اذاً فرصة للقضاء على المجاهدين وضرب قواتهم وتضييع انتصارهم كما فعلوا في اكثر من مكان في العالم اخيراً. ولعل الحديث اليوم عن ضربة سريعة ومحدودة لقوات بشار وفرض حل سياسي للازمة يتعهد فيه بشار بعدم الترشح لأكبر دليل على ما نقول.
أما عندنا في الخليج فالبعض يحاول ان يشعل هذه الحرب على الدين بحجة الحرب على الاخوان واجتثاثهم! فبدأوا يطالبون بإيقاف الخطباء ومنع العمل الخيري وتقييد الحريات ومنع الكلمة الحرة وتسخير أبواقهم الاعلامية لتشويه صورة الاخيار وتلفيق الاكاذيب إليهم. ولعل آخر هذه الاكاذيب ما نشرته صحيفتهم المسماة «خلف الكواليس» من اوراق تدعي تمويل الخلية الاخوانية الى كاتب هذا المقال! ولم يفوّت زميلنا الخبير الاقتصادي الفلتة هذه الفرصة فأخذ يغمز ويلمز بالخبر ويحث ويستعجل الحكومة بالرد والتعليق. وأريد ان أطمئنه ان الخبر ملفق وعار عن الصحة كتعري صاحبه الذي كتبه من الاخلاق والمصداقية. ولو أرادت الحكومة ان ترد على تلفيقات الصحف واكاذيبها «لأصبح كل مثقال بدينار»، وسيظهر الحق قريبا وستعلنه المحاكم وليس الحكومة باذن الله. «إ.نَّ الَّذ.ينَ أَجْرَمُوا كَانُوا م.نَ الَّذ.ينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإ.ذَا مَرُّوا ب.ه.مْ يَتَغَامَزُونَ * وَإ.ذَا انقَلَبُوا إ.لَى أَهْل.ه.مْ انقَلَبُوا فَك.ه.ينَ * وَإ.ذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إ.نَّ هَؤُلاَء. لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْس.لُوا عَلَيْه.مْ حَاف.ظ.ينَ * فَالْيَوْمَ الَّذ.ينَ آمَنُوا م.نَ الْكُفَّار. يَضْحَكُونَ * عَلَى الأَرَائ.ك. يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوّ.بَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ» صدق الله العظيم (المطففين: 29 – 36).
حصاد السنين .. خطاب إلى الحكومات الخليجية
تعلمون أن الغالبية من شعوبكم غير راضين عن أدائكم، مع قناعتهم بان وجود الأنظمة شرط لاستقرار دولهم، فحكم الاسرة، المتفق عليه منذ مئات السنين، يحصر التنافس بين القوى السياسية ومكونات المجتمع في دائرة ضيقة وفي اطار مقبول، ولا يعطي مجالا لهم للتطلع إلى الحكم. وقد اثبت الوقت صحة هذه النظرية، فاستمرت عجلة الحياة من دون حوادث تذكر، الا ممن هم يتطلعون إلى السلطة والمشيخة – في نظرهم – حق من حقوقهم المكتسبة.
كما تعلمون ان الله سبحانه وتعالى اكرمكم بأسباب الرزق، حيث توافر النفط والغاز في المنطقة، حتى اصبحت كلفة استخراج ليتر النفط أرخص من قيمة ليتر مياه معدنية! ومع اختلاف انظمة ادارة شؤون البلاد من دولة الى اخرى، الا ان هذين العنصرين (النفط واستقرار الحكم) كانا كفيلين بتأمين تنمية وتطوير الخدمات والحياة العامة وانشغال الناس بامور دنياهم ومعاشهم اليومي.
غير ان دوام الحال من المحال كما هو معروف.
فقد لوحظ في السنوات الاخيرة انحراف بعض الحكومات في بعض هذه الدول عن جادة الحق والصواب، وتغيرت السياسات العامة التي كان الناس يعتبرونها فخراً لكل خليجي، وتأكيداً لاصالة هذه الدول بحكامها وشعوبها سواء بسواء، ولعل تبنيكم لقضية فلسطين كقضية العرب الازلية اوضح مثال على ما اقول.
للأسف الآن صارت بعض الحكومات تراعي ما تريده اميركا لا ما يريده اصحاب القضية. ولئن كنا نلاحظ طوال عقود مضت حرص حكوماتنا على المصالح الاميركية وانسجامها السياسي معها، الا ان بعضنا كان يرى للحكومات عذراً في ذلك، من منطلق مراعاة الجانب الامني لشعوب المنطقة ودولها.
لكن ما حدث في السنوات الماضية ان السياسة الاميركية اصبحت تراعي مصالح دول اخرى وتعطي لها الاولوية على حساب أمن دولنا واستقرارها، وهذا واضح في تعاملها مع العراق وايران، حيث دعمت النظام الطائفي في بغداد وسلمته الخيط والمخيط مقابل مصالح لها في المنطقة، وكان يفترض على الاقل ان يكون استقرار دول الخليج وامنها من بين هذه المصالح، ان لم يكن على رأسها، الا ان الذي حصل العكس! وبالمثل تعاملها مع ايران، حيث كان موضوع اقتناء السلاح النووي محور هذا التعامل، ولما تم التفاهم عليه بينهما اصبحت اميركا تراعي الجانب الايراني في اي توجه لها بالمنطقة، وطبعا لا يهم إن كانت مصالح دول الخليج الصغيرة هي الثمن! وليتنا نتعلم مما يحدث، فها هي الحكومات ما زالت تؤيد ما يريده الاميركان أكثر مما هو في أي بقعة من بقاع الارض، ولعل التهاون الذي تم ويتم اليوم في التعامل مع الشأن السوري اكبر دليل على ما نقول، وكأننا ننتظر متى تسمح اميركا واوروبا بإسقاط الاسد! اما تعامل الحكومات مع الشأن المصري فقد صب في خدمة الاميركان لتحقيق ما يعجزون عن فعله، حيث ان القوانين الاميركية تمنع دعم نظام حكم انقلابي فكانت دولنا خير من يقوم بهذا الدور، ولتخفيف الضغط والغضب الشعبي تم الايحاء بان ما يجري هو ضد السياسة الاميركية! وستثبت الايام ان اكبر الداعمين للانقلاب هم الاميركان.
ولتعلم الحكومات ان شعوبها بدأت تتنبه الى ان التغيير السلبي لم يكن في سياساتكم الخارجية، بل تعداها الى تغيير جذري في سياساتكم الداخلية وتعاملكم مع شعوبكم!
فبعض تلك الحكومات كان يعيش بهامش من الحرية، واليوم اصبحت ممارسة الحريات تهمة تحال بسببها إلى النيابة! وبعضكم امتلأت سجونهم بسجناء الرأي، وبعضكم يعتقل المواطن عدة اشهر من دون محاكمة، وبعضكم يقدم الاصلاحيون للحاكم وثيقة إصلاحات سياسية فيحالون إلى المحاكم بتهمة السعي للانقلاب على الحكم! وبعض من تبقى منكم ما زالت الحريات لديه ابواق اعلامية غير مطبقة على الواقع! ولعل اكبر تضحية بمصالح شعوبنا اليوم هي دعم الانقلاب المصري الذي لم يقف معه سوى بعض الخليج، بينما شعب مصر ينظر بحسرة وألم إلى ما تسبب به هذا الموقف من خراب لهم ولمستقبل بلادهم!
نعم، سيحمّلنا الشعب مسؤولية ما تم وسيتم لمصر، بعد ان خجل الاميركان من افتضاح سياساتهم وجعلونا «ممشاشة زفر».
حكوماتنا الجليلة، ما زال الامل معقودا على اعادة النظر في تعاملكم مع الاحداث، وما زالت قناعاتنا منذ التأسيس الى اليوم أن وجود الاسر الحاكمة عنصر استقرار لنا، كل ما نريده فقط ان تعطوا مصالح شعوبكم أولوية على ما عداها، عندها فقط ستكون شعوبكم ضمانا لوجودكم.
حفظ الله حكومات الخليج ورعاهم وهداهم لما فيه مصلحة البلاد والعباد.
حصاد السنين .. اجتثاث الإخوان
أتفهم اختلاف الكثير من الناس مع الاخوان المسلمين، وأستوعب رغبة بعضهم لمشاهدة الاخوان يفشلون في كل انتخابات، وأعرف جيدا ان بعض البشر يفجر في خصومته معهم، ويشوه سمعتهم، ويفتري عليهم من أجل إبعاد الناس عنهم وعن منهجهم، كل هذا اتفهمه واستوعبه واعرفه، لكن الذي يقلقني حقيقة وأعجز عن تقبله هو رغبة بعضهم هذه الأيام في «اجتثاث الاخوان» من المجتمع بكل مؤسساته، هكذا بكل صراحة! اجتثاث! يعني «قطعه من عرجه». وهي مع الأسف دعوة بدأها شخص ساقط سلوكيًّا وفكريًّا ومهنيًّا، وتم طرده مؤخراً من عمله لانه أصبح كالمتاع يباع ويشترى! واليوم يطالب معظم أهل الخليج بالتوقيع على هذه الوثيقة التي يدعو فيها الى فصل كل منتم إلى الاخوان من عمله! وإحالته إلى المحكمة بتهمة الارهاب! بل ومعاقبة كل من يؤيدهم في افكارهم وطروحاتهم، واغلاق مؤسسات المجتمع المدني التابعة لهم او لمؤيديهم، وكذلك جميع اللجان «اللاخيرية..»! هكذا! وحرمان شركاتهم من المناقصات الحكومية وقطع جميع اشكال التواصل الاعلامي معهم… الخ!
أنا حقيقة ما همتني الوثيقة ولا العدد الذي وقع عليها من عموم أهل الخليج (يدعون أن العدد وصل إلى خمسة وعشرين ألفاً)! لكن الذي يقلقني حقيقة هو فكر الاقصاء الذي انتشر مؤخراًَ في البلاد العربية، والذي كان خصوم الاخوان يتهمونهم به زوراً وبهتاناً، ثم هم اليوم يطبقونه عليهم ويقصونهم فعلاً كما هو الحال مع سلطة الانقلاب في مصر، أو يطالبون باقصائهم كما هي حال الوثيقة الخليجية! وبالمقابل، فقد انتشر فكر الاخوان في الأسابيع الماضية بشكل غير مسبوق، رغم ما يتعرضون إليه من تنكيل ومطاردة في مصر! وها هي كتب سيد قطب ومذكرات الإمام حسن البنا تتداول بشكل كبير بين النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، بل هاهم خصوم الأمس يثنون اليوم على الاخوان، لأن الأيام كشفت لهم نقاء معدنهم وحقيقة معتقدهم.
إن أكثر ما حز في نفسي هو هذا السقوط المروع لبعض المشايخ والعلماء الذين احرجتهم بعض الأنظمة الحاكمة وزجت بهم في المعركة السياسية لتأييدها من دون أي اعتبار لما سيؤول اليه حالهم بين الناس وسخط الأمة عليهم واتهامهم بانهم أصبحوا عبدة الدرهم والدينار، حتى قال بعض المفكرين إن ما يحدث ما هو الا تنقية لجسد الأمة من الخبَث! وأخوف ما اخافه ان نظرة الناس التي تغيرت عن مشايخ كانوا سابقا من المحبوبين شعبيا تتغير عن الأنظمة الخليجية التي ما زلنا نعتقد جازمين ان بقاءها ضرورة حتمية لاستقرار المنطقة، وانتشار الدعوة الى الله تعالى، الا ان التصرفات الغريبة لبعض هذه الأنظمة في دعم انظمة تسلطية على حساب رفاهية شعوبها وثرواتهم يجعلنا نضع ايدينا على قلوبنا من تقلبات الزمان! ولعل من نافلة القول ان أبين ان السقوط المروع لم يكن لبعض المشايخ فقط، بل كما ذكرت في مقالات سابقة ان التيارات العلمانية والقومية العربية والخليجية هي ايضا سقطت سقوطا مروعا بقبولها الانقلاب العسكري كبديل لحكم مدني ديموقراطي، ورضاها به كوسيلة للتغيير بل وتحالفها في مصر مع الكنيسة لدعم هذا الانقلاب، وعندنا بالخليج تحالف الجامية مع الشيعة في تأييد من خرج على الحاكم الشرعي! وأقول لمن يحقد على الاخوان لا يكن كرهك لهم يجعلك تؤيد سياسة القتل التي تتم وفقا للهوية كما يحدث في مصر اليوم! او تسكت ولا تستنكر طريقة فض الاعتصام في رابعة والنهضة والتي اسفرت عن قتل وحرق الآلاف من المسالمين العزل! ولعل ما نشرته وسائل الاتصال من طريقة تعامل العسكر مع النساء والأطفال، بل مع الجثث، امر كاف للاستنكار ولو بكلمة! لا تجعل كرهك للاخوان يعمي بصرك وبصيرتك، لاحظ معي ان كل قيادات الاخوان الذين قبضوا عليهم كانوا في منازلهم وبين أهليهم وأطفالهم ولم يكونوا مسلحين ولم تطلق رصاصة واحدة في أي عملية اعتقال، والسبب انهم كانوا يدركون انه لا توجد عليهم تهمة، لانهم ما فعلوا غير الاحتجاج السلمي فلم يقتلوا ولم ينقلبوا على حاكم شرعي، ولم يغلقوا منابر خصومهم الاعلامية، بل انهم اثناء حكم الرئيس المنتخب لم يتعاملوا مع خصومهم الا بكل رقي ومهنية شهد لهم بها الجميع، كما سجلها لهم التاريخ! صحيح استطاع الاعلام المأجور ان يشوه الصورة ويغير الحقائق، لكن بالنهاية لن يصح الا الصحيح، فها هي بوادر الخلاف بدأت تظهر بين رفقاء السوء الذين تآمروا على الشرعية، وها هو الشعب الذي فوض السيسي لقتل الاخوان يعض اليوم اصابع الندم، لان العسكر بدأ يظهر بوجهه الحقيقي، فقد بدأت عسكرة الدولة (تعيين المحافظين) ورجعنا الى القبضة الأمنية التي كانت مرعبة البلاد والعباد طوال ستين سنة مضت (عودة أمن الدولة) وها هو نظام حسني مبارك يرجع للسلطة من جديد (الأحكام القضائية الأخيرة) ومع كل يوم جديد سنكتشف عودة جديدة لعهد وحياة وسلوك ما قبل 25 يناير 2011، بمعنى آخر حتى الثورة المصرية اصابها السقوط المدوي!
حصاد السنين .. هل الإخوان جماعة مسلحة؟!
ساءتني
جدا افتتاحية جريدة الجريدة الكويتية التي تحث مجلس الوزراء على اتخاذ موقف اكثر وضوحا في دعم حكومة السيسي الانقلابية! حيث وصفت جماعة الاخوان بانها جماعة مسلحة، وان الاعتصامات كانت تسيطر عليها الجماعة بأسلحتها، ووصفت الرئيس المنتخب محمد مرسي بأنه الرئيس الذي خان أمانة شعبه وخان الدستور..!؟ ووفقا لكلام «الجريدة» فان الذي وصل الى الحكم عن طريق الانتخاب الحر المباشر وأمضى سنة كاملة في الحكم من دون ان يعتقل معارضا سياسيا واحدا ومن دون ان يغلق صحيفة معارضة واحدة هو الخائن لوطنه! بينما -وفقاً لمنطقها- تطالب الحكومة الكويتية بدعم من اغلق جميع الصحف والقنوات الفضائية المخالفة خلال الساعة الاولى لانقلابه وزج بالسجون العشرات من معارضيه، بل وقتل في يوم واحد عشرة الاف أعزل ومعارض سلمي وتجاوزت وحشيته ان احرق الجثث واصبح القتل والاعتقال وفقاً للهوية! هذا النظام تطالب هذه الصحيفة حكومتنا الراشدة بدعمه ومساندته!
بقي ان نتحدث عن ادعاء الصحيفة بان الاخوان كانوا مسلحين! وهو كلام وزارة الداخلية والاعلام الظالم الداعم لعودة النظام التسلطي السابق، وسأترك القارئ الكريم مع الدكتور صلاح سلطان الذي علق على هذه الشبهة بكلام هو افضل ماقرأت انقله بشيء من التصرف، يقول الدكتور صلاح سلطان في صحيفة نافذة دمياط الالكترونية يوم 2013/8/19:- هذه بعض الحقائق اجمعها لمن يتهم الاخوان بحمل السلاح في «رابعة» أو في غيرها:
هل تعلم ان اقل تقدير لعدد الاعضاء العاملين في جماعة الاخوان لا يقل عن سبعمائة ألف وقد يصلون الى مليون نسمة؟ ولتقدير العدد الصحيح عليك اضافة الاعضاء غير العاملين والمؤيدين ثم اضافة اسرهم! لكن دعنا ننسى كل ذلك ولنأخذ الاعضاء العاملين فقط على اساس انهم الاكثر التزاماً وكفاءةً! تخيل معي الآن ان جماعة الاخوان قررت امتلاك السلاح ورفعه كما يصور الاعلام، هل تعلم ما معنى ان يرفع مليون شخص السلاح؟ ربما لا تتخيل الصورة جيداً لذلك دعني اساعدك بمعلومة اخرى: هل تعلم ان التعداد الرسمي للقوات المسلحة هو 479000 فرد في الخدمة؟ يضاف لهم مثلهم جنود احتياط عند الاستدعاء! يشمل ذلك بالطبع من يعملون في قاعات الافراح ومزارع العجول ومصانع المكرونة، اي ان تعداد القوات المسلحة بكل افرادها هو نصف تعداد الاعضاء العاملين في جماعة الاخوان المسلمين! هل تستطيع الان ان تتخيل بصورة افضل ما معنى ان يحمل الاخوان السلاح؟ بالتأكيد لن يكون المشهد لك تلك الصورة البائسة التي شاهدتها على وسائل الاعلام لافراد عليهم «دوائر حمراء» يحملون السلاح، أليس كذلك؟! قد تجيبني قائلاً: هم لا يستطيعون استخدام السلاح لانها ستكون نهايتهم! وهنا دعني أسألك: ما مفهومك عن هذه النهاية؟!
تعتقل قيادتهم..؟ حدث بالفعل.
يقتل ابناؤهم..؟ حدث بالفعل.
تصادر اموالهم..؟ حدث بالفعل.
تحرق مقراتهم..؟ حدث بالفعل.
تنتهك حرمات منازلهم..؟ حدث بالفعل.
يتم عمل كمائن لقتلهم بالهوية..؟ حدث بالفعل، إذاً ماذا ينتظر الاخوان لحمل السلاح لو ارادوا ذلك..؟! لا شيء الا ايمانهم بعدالة مطالبهم وسلميتهم. انتهى.
ومع هذا اعتقد انه اذا استمر الجيش بملاحقة الاخوان وقتلهم وسجن المنتمين اليهم ومحاولة انهاء وجودهم وتفويض البلطجية بملاحقة كل ملتح ومنتقبة في الشوارع، عندها سيضطر الاخوان الى الدفاع عن انفسهم ولتتحمل حكومة السيسي النتائج.
اللهم احفظ مصر واهل مصر من كل معتد وظالم.
***
تغريدة اعجبتني: الذين اعلنوا دعم حكومة الانقلاب هم:- اسرائيل/ بشار/ بعض دول الخليج/ حكومة المالكي/ بابا الاقباط/ الجامية.
أبو صهيب.. لن تلد النساء مثله
«ان
الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، لكنه لا يعطي الاخرة الا من يحب» (حديث شريف)، ما يحدث في مصر هذه الايام سينتهي ويبقى جزءا من التاريخ، لكن الاجيال ستذكره جيلا بعد جيل! ان خيرا فخير وان شراً فشر، وسيعلم الجيل القادم ان فلانا وفلانا وفلانا كانوا يدعمون قتل رجال الامن للمواطنين العزل المسالمين الذين يتلقون المدرعات بأجسادهم العارية! وكانوا يجدون الاعذار لآلة القتل والقنص والحرق التي كان يقتل بها الأمن! وسيذكر التاريخ ان الجماعة الفلانية والحزب الفلاني ناصروا الظالم على المظلوم، ليس من حيث المبدأ ولكن لان المظلوم يختلف معهم فكريا او سياسياً! ولن يرحم التاريخ من تسبب في هذه المجازر التي نشاهدها اليوم في كل شبر من ارض مصر بسبب دعمه للانقلابيين مادياً او معنويا او خطابياً! وقد تناسى هؤلاء ان سنن التاريخ تقول ان الشعوب ستأخذ حقها من الظالم طال الزمان ام قصر، وسيكون الجزاء من جنس العمل، وسيعلق كل هؤلاء بالساحات والميادين ليكونوا عبرة لغيرهم! والا فكيف يقتل عشرة آلاف شخص، وتحرق جثث المئات منهم، وهم لم يرفعوا سلاحا في وجه قاتلهم، ثم نجد من يبرر للقاتل جريمته، ونجد بعد ذلك من يعلن دعمه لاجراءات الحكومة المصرية في مكافحة الارهاب؟! وهل كانت هناك اجراءات غير قتل المدنيين وسحلهم وحرقهم؟! وهل كان هناك من يسمونهم الارهابيين غير الابرياء العزل المسالمين؟! لكن ما نقول الا ما يرضي الرب، ولا حول ولا قوة الا بالله.
***
تتوالى الابتلاءات والاحداث الجسام هذه الايام على الامة الاسلامية، ولعل وفاة ابي صهيب الشيخ عبدالرحمن السميط احدها! وقد عرفته في مطلع السبعينات، عندما ابتعث لاميركا لاستكمال دراسته في الطب وزارنا في مخيم رابطة الشباب المسلم الكويتي، وكنت في حينها نائبا لمدير المخيم، وكانت ام صهيب برفقته، واعطى الاثنان للبرنامج مذاقاً جديداً، حيث اخذا يحدثاننا عن العمل الخيري واهميته وتجاربهما الحديثة في افريقيا، ونيتهما لاستكمال عملهما الدعوي هناك، ولما سألناهما عن صعوبة العمل في القارة السوداء وخطورته، اجاب، يرحمه الله، ان لذة العمل في صعوبته، واننا ما دام نبحث عن الاجر والثواب فالجزاء على قدر المشقه! وفعلا ما هي الا سنوات فاذا بي اسمع ان صاحبي وزوجته في ادغال افريقيا! واذكر انه اخبرني مرة انه قرر الهجرة الى مدغشقر! فاستغربت من هذا الطبيب الكويتي ولد النعمة، الذي يترك العيش الرغيد والامن والامان ثم يهاجر الى افريقيا، وأين؟ الى مدغشقر اكثر الدول الافريقية تخلفا وفقرا وانتشارا للاوبئة، فسألته: ولماذا مدغشقر؟ فكان جوابه انها اكثر الدول التي تحتاج الى مثلي في الطب والدعوة ورعاية الفقراء! فعلمت بان هذا الرجل ستعجز النساء ان يلدن مثله! وفعلا استمر سنوات في مدغشقر، الا ان الامراض فتكت به وانهكته واضطر للعودة الى الكويت لاستكمال عمله ومتابعته من خلال لجنته التي اسسها، وهي «لجنة العون المباشر».
رحم الله عبدالرحمن السميط وغفر له، واعاننا على ما اعانه عليه، وألهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. انا لله وانا اليه راجعون.