مبارك الدويلة

التعيين بالبراشوت

من ‏‫ أشد الامور على نفس الانسان أن يرى حقه يضيع أمام عينيه دون ان يستطيع استرجاعه! أو ان يرى القانون يُنتهك دون ان يستطيع عمل شيء!

هذا ما حدث بالفعل في موضوع اختيار الملحقين الثقافيين في وزارة التعليم العالي، حيث تم تشكيل لجنة لاختيار ستة من الملحقين ورؤساء المكاتب الثقافية من بين عشرات المرشحين، وبعد عدة اجتماعات ومقابلات جميع المرشحين وتطبيق المعايير العلمية عليهم تم الاتفاق على ستة أسماء، ثلاثة منهم حصلوا على العلامة الكاملة والثلاثة الاخرون أقل منهم بدرجة واحدة. حتى الان الأمر طبيعي، الا ان المفاجأة كانت عندما طلب الوزير من اللجنة تغيير النتيجة واختيار قائمة محددة بأسماء جديدة! وبما ان هذه الاسماء الجديدة كانت قد عرضت على اللجنة سابقاً وتم عدم اعتمادها لذلك تم الاعتراض على معاليه، الا ان اصرار معاليه كان قوياً لدرجة انه طلب ان يصدر قرار الاختيار لهذه الاسماء من اللجنة نفسها التي رفضتهم سابقاً!
متابعة قراءة التعيين بالبراشوت

مبارك الدويلة

ضياع المصداقية

لا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً.. ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً.

هذا معنى لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هنا جاءت أهمية المصداقية في حياة الانسان، بل في حياة الشعوب، فالحكومة يجب ألا تتلاعب بمشاعر شعبها، بل يجب أن تكون واضحة وصادقة في وعودها، ووسائل الإعلام يجب أن تنقل الخبر بمصداقية، بعيداً عن التشويه والافتراء على خلق الله، والنائب في البرلمان يجب أن يترك الوعود الكاذبة لناخبيه، ويمارس دوره بعيداً عن الحسابات الشخصية.. وهكذا.
متابعة قراءة ضياع المصداقية

مبارك الدويلة

الكويت تدخل القرقور

كتبنا في مقالات سابقة رأينا في الاتحاد بين دول مجلس التعاون، وبينا كيف اننا كنا من أشد المتحمسين لهذا الاتحاد، الى ان جاءت ثورات الربيع العربي على الأنظمة القمعية، ومارست بعض دول المنطقة دورا مناهضاً لارادة الشعوب وداعما للدكتاتوريات السابقة، فأعلنا خوفنا من تبعات هذا الاتحاد، فلو كان الاتحاد لرفاهية شعوب المنطقة والمحافظة على مكتسباتها واعطائها المزيد من الحرية المنقوصة لما ترددنا في تأييده، لكن الكتاب يُقرأ من عنوانه! فها هي بعض الدول المتحمسة للاتحاد تشجع أنظمة قمعية ركلتها شعوبها الى مزبلة التاريخ، بل وتعمل جاهدة على اعادتها ثانية وفرضها بالقوة الجبرية على الشعب!
متابعة قراءة الكويت تدخل القرقور

مبارك الدويلة

ودّي أتفاءل.. ولكن؟!

كم كنت أتمنى أن أجد للتفاؤل مكاناً في نفسي وانا أستمع الى خبر اجتماعات دول مجلس التعاون، خاصة بعد اتفاق الرياض الاخير الذي أزال أسباب الخلاف وأرجع السفراء الى الدوحة، وكم كنت أتمنى ان نسمي هذه القمة بقمة الشعوب الخليجية بسبب القرارات التي تصب كلها في مصلحة هذه الشعوب ومكتسباتها وتطلعاتها! لكن أنّى لي التفاؤل وأنا أشاهد وأستمع الى مجريات الامور في هذه الدول والتي لا تبشر بخير؟! اذا كانت الكويت، وهي التي تعتبر أكثر الدول الأعضاء انفتاحا على شعبها، بدأت تنحرف عن خط سيرها الذي عودتنا عليه، وبدأ هامش الحرية فيها يضيق على الناس، وربما بدأت تخضع لضغوط في المنطقة تحارب تطلعات الشعوب نحو الحرية والكرامة، ولعل أخطر ما تبنته بعض الاجهزة الرسمية هو التضييق على كل من ينتمي الى بعض التيارات الاسلامية، كما شاهدنا في منصب أحد الوكلاء وغيره، ولعل ما جرى ويجري في وزارة الاوقاف أكبر مثال على حجم التجاوز في الخصومة مع تيار اسلامي كان يوصف دائما بالاعتدال!

متابعة قراءة ودّي أتفاءل.. ولكن؟!

مبارك الدويلة

المستقبل لهذا الدين

رغم جميع الحملات الإعلامية الشرسة في تشويه عمل التيارات الإسلامية المعتدلة، ونعتها، زوراً وبهتاناً بالتطرف، ورغم عرقلة أي إنجاز للجماعات الإسلامية الوسطية، بحجة ارتباطها بالإرهاب، ورغم إنفاق المليارات تلو المليارات لإجهاض ثورات الشعوب العربية المقهورة على الأنظمة الدكتاتورية وإفشال مسعاها نحو حياة كريمة، ورغم تجييش هذا الكم الهائل من الأقلام المأجورة للطعن في مصداقية الإسلاميين وسلامة نواياهم، وعلى الرغم من التضييق على الرموز الوطنية ذات الحس الإسلامي في أرزاقها ومحاربتها بسبب انتمائها.. رغم كل ذلك، فإننا نعتقد جازمين بأن المستقبل لهذا الدين وأنصاره وأتباعه! فهذه الظروف التي طرأت على الأمة في السنوات الأخيرة أثبتت وقائع وكشفت حقائق ما كان لها أن تظهر للعامة، لولا هذه الأحداث المتوالية!
متابعة قراءة المستقبل لهذا الدين

مبارك الدويلة

شماعة الظاهرة الدينية

لا يزال البعض يهذر بما كان يهذر به منذ ثلاثين سنة.. ان الدين أفيون الشعوب! حيث لايزال هذا البعض من كتابنا يعلق كل مشاكل الأمة وتخلفها على الظاهرة الدينية، ويحاول ان يقنع القارئ ان التدين واحترام المشاعر الدينية هما سبب ما آلت اليه أوضاع الأمة من انحدار مخيف في كل الميادين! وهو بهذا الطرح المكرر مع كل شاردة وواردة يستخف بعقول القراء الذين أصبحوا يدركون من الامور ما لايدركه هو في منفاه الارادي! ويغفل او يتغافل عن معلومة ان معظم الأنظمة التي سلّطت على الامة طوال سبعين عاما مضت، هي أنظمة علمانية تحارب الدين والظاهرة الدينية أكثر من كتاباته التي يكتبها منذ أيام حرب ظفار الى اليوم! وما هذه الظواهر الدينية التي تتبناها هذه الأنظمة الا ذر للرماد في العيون، أما الواقع فيؤكد انها حرب شعواء على كل ماهو اسلامي أو يمت للدين بصلة، واختصارا للجهد قامت اليوم أنظمة كثيرة وتدخلت في توجيه الخطاب الديني بما يخدم توجهاتها العلمانية، بعد ان صبغت بالارهاب كل ما يمت للفكر الاسلامي الصحيح بصلة، مستغلة أفعالا شاذة من دخلاء على الظاهرة الدينية واستنكرها الاسلاميون قبل غيرهم! فأصبحت خطبة الجمعة بما يأمر به الحاكم ومن يخالف يوقف عن الخطابة، وأصبح العمل الخيري موجهاً بارادة الحكومة، وأصبح اللباس الشرعي في بعض الدول مدعاةً للسخرية والاستهزاء! وفي المقابل يسمح للتيار الليبرالي بأن يقول مايشاء ويفعل مايشاء مادام انه بعيد عن دائرة الدين!
متابعة قراءة شماعة الظاهرة الدينية

مبارك الدويلة

نوعية غريبة من البشر

في السنوات الاخيرة ظهرت في الكويت ومنطقة الخليج نوعية غريبة من البشر: غريبة في تفكيرها وسلوكها، غريبة في منطقها، غريبة في جرأتها بالباطل، تتصرف وتتحدث بطريقة كنا نعدها قبل سنوات قليلة من الكبائر والمنبوذات في علم الأخلاق والسلوك! اليوم تتبنى هذه الآراء وتسلك هذا المسلك من دون حياء أو خجل، ومن دون أي اعتبار لدين أو قانون أو أخلاق! متابعة قراءة نوعية غريبة من البشر

مبارك الدويلة

حتى أنا سأتكلم عن الكرة..!

لست رياضياً متمرساً بالرياضة، ولا أفقه كثيرا بأحوال الرياضة في بلدي «الا شي واحد» .. وهو ان «مافي أحد راضي عنها!»، وكنت قد تركت متابعة الرياضة في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي لانشغالي وقتها بما هو أهم وأولى بالاهتمام ! لكنني رأيت ان نصف الشعب الكويتي مهتم بها، بل لا أبالغ ان قلت أن ثلاثة أرباع النخبة وأصحاب الرأي يعطيها أولوية من بين اهتماماته، ولعل هذا الحال شكل من اشكال الهروب من الواقع التعيس الذي يعيشه المجتمع نتيجة الفساد الذي استشرى في كل مكان، حتى كره المواطن ما حوله ولم يعد قادراً على الانتاج ولا على الاصلاح، مما حداه للانشغال بما ينسيه همومه ومشاكله ولو مؤقتاً ! فتراه يتلهى بمتابعة احوال الرياضة هنا وهناك، حتى انه يتابع الرياضة العالمية اكثر من متابعته للمحلية التي لم تعد تجذب حتى أصحابها !! ومع انني لست متخصصا في هذا المجال كما ذكرت، لكنني لاحظت، وبشكل واضح، استخدام الرياضة بشكل سيئ في تصفية الحسابات وفي الخصومات السياسية الظاهرة ! وخذ أوضح مثال عندما خسر منتخبنا الوطني قبل يومين بخمسة أهداف من منتخب عُمان الشقيق في دورة كأس الخليج الحالية، حيث تم توظيف الحدث من قبل الاطراف المتخاصمة حتى وصل الضرب تحت الحزام كما يقولون ! والغريب أنك عندما تسمع وتشاهد ردة فعل الناس على الهزيمة تعتقد أن المنتخب الكويتي لم يُهزم منذ تشكيله! وأن هذه أول هزيمة له، ويتناسون أن المنتخب خسر في جميع بطولات كأس الخليج منذ 1998 الى 2008 ، ولم يفز في أي منها بالكأس ! كما انها ليست المرة الأولى التي يفوز فيها منتخب عُمان على منتخب الكويت في دورات الخليج ، فقد فاز في أكثر من مباراة قبل ذلك في دورات سابقة ! أنا هنا لا أرفض ردات الافعال بقدر ما أنتقد المبالغة فيها، فما سمعناه من تنفيس و«فش خلق» في الاتحاد ورئيسه أمر مبالغ فيه، مع ان مطالبة رئيس الاتحاد بالاستقالة أو حل اتحاد الكرة قد يكون له ما يبرره، وبالمناسبة أعتقد ان الفساد الذي ضرب أطنابه في الكثير من جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية عندنا في الكويت لم يستثن الوضع الرياضي، سواء على مستوى الاتحادات او الاندية، ولعل الوضع السياسي وما يحمله من متناقضات انعكس على الرياضة التي اصبحت ساحة لتصفية الحسابات، مما أوجد هذا الانحدار في مستوى الكرة الكويتية حتى خلت المدرجات من الجمهور الذي انصرف لمتابعة أخبار رونالدو وميسي !
متابعة قراءة حتى أنا سأتكلم عن الكرة..!

مبارك الدويلة

فرحٌ يشوبه تخوف..!

ليس غريباً ولا مستغرباً ان تُكلل جهود صاحب السمو أمير البلاد بالنجاح في لم الشمل ونبذ الخلاف وتصفية النفوس بين الأشقاء في دول مجلس التعاون، فهذا ديدنه منذ كان عميداً للدبلوماسية العالمية ووزيرا لخارجية دولة الكويت، وقد فرحت شعوب الخليج بهذا الاتفاق الذي جاء في الوقت المناسب قبل قراءة الفاتحة على روح مجلس التعاون، الا ان بنود الاتفاق لم تُعلن مما جعل المراقبين في حيرة من أمرهم! فالمعلن هو الاتفاق على عودة السفراء وحضور مؤتمر القمة في الدوحة، لكن مقابل ماذا؟! ما تم تسريبه قرأناه في جريدة القبس من التزام الدوحة بدعم النظام المصري اعلاميا ومادياً، وطرد المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين ممن خطط لعمليات تخريبية في بعض دول مجلس التعاون! وعدم منح جوازات قطرية للمطرودين من ديار الخليج لاسباب أمنية!
متابعة قراءة فرحٌ يشوبه تخوف..!

مبارك الدويلة

احتفالية لها ما وراءها

انتهت احتفالية جمعية الاصلاح الاجتماعي بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيسها، وقد كان الاحتفال رائعاً بكل المقاييس، فمن حيث الرعاية السامية من سمو الامير ـــ حفظه الله ـــ التي تعتبر تقديرا لجهود الجمعية في العمل الاجتماعي والخيري وتزكية لدورها الرائد في توجيه المجتمع وتقويم مسيرته، كما تعتبر تقديرا للجيل الاول المؤسس للجمعية، وتقديرا لتاريخها الناصع والمشرف، الى مشاركة أبناء المؤسسين بالحفل، الى الحضور المميز للشخصيات العامة للمجتمع الكويتي، الى الرسائل المصورة والمكتوبة التي عرضت تاريخ الجمعية وانجازاتها ورموزها، ناهيك عن الحضور الكثيف الذي ميز هذا الحفل من النساء والرجال والشباب، كما ان كلمة العم حمود الرومي رئيس الجمعية كانت معبّرة عن رؤية الجمعية في عملية الاصلاح وأهمية التلاحم الشعبي والوحدة الوطنية، ولعل مشروع «متحف صباح الاحمد للعمل الخيري» مؤشر على بُعد الافق عند المفكرين لهذه الجمعية. فشكراً كبيرة لصاحب القلب الكبير سمو أمير البلاد على هذه الرعاية الكريمة التي تُعتبر خير رد على من يتهم الجمعية وقيادييها بما ليس فيها!
متابعة قراءة احتفالية لها ما وراءها