حاولت أن أتخيل ايران تتصرف كدولة مسالمة، تحترم جيرانها وتحترم الاتفاقيات الدولية، وتساهم في ترسيخ الامن والاستقرار في دول المنطقة، وتحافظ على السلم العالمي! أقول حاولت، لكنني بصراحة فشلت في كل محاولاتي، والسبب ان ايران وُجدت لتكون غير ذلك!
أهل الخليج، وبالذات أهل الكويت والبحرين والامارات، هم أكثر من يعرف طبيعة النظام في طهران، ففي الامارات ما زالت الجزر الاماراتية شاهدا على الاعتداء السافر من قبل الجارة الكبرى، أما في البحرين والكويت فحدث ولا حرج، فمن منا لا يذكر اختطاف طائرة الجابرية، وقتل بعض الركاب؟ ومن منا لا يذكر تفجيرات المقاهي الشعبية، وقتل الاطفال الابرياء فيها؟! بل من منا لا يذكر مسعاهم الدائم لزعزعة الامن وتهديد الاقتصاد الوطني بتفجير المنشآت النفطية، وارسال الخلايا التجسسية المتتالية للكويت؟
متابعة قراءة إيران مسالمة.. كيف؟!
التصنيف: مبارك الدويلة - حصاد السنين
ماذا بعد الاتفاق النووي؟!
كما فرحنا بالأمس بإعادة الاعتبار الى اللحمة الخليجية والقرار الخليجي، في الوقت الذي استاء فيه البعض من هذا التطور في الموقف الخليجي، يفرح اليوم هذا البعض بالاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع شيطانها الأكبر! بينما نشعر نحن بالامتعاض من هذا التصرف الأميركي الذي أدار ظهره لحلفائه الأزليين، وتوجه نحو عدوه القديم! وأعتقد أن السبب في تباين مشاعر الفرح والغضب بين قطاعات الشعب الواحد هو معايير الحب والولاء، فمن أحب الكويت ودول الخليج فرح لعزّتها وعلو مجدها، ومن كان حبه لما وراء البحار فرح لرفع العقوبات عنها وتمكّنها من بسط سيطرتها على دول المنطقة. متابعة قراءة ماذا بعد الاتفاق النووي؟!
ليكن الإخوان المسلمون قدوتكم
عندما غزا المقبور صدام حسين الكويت عام 1990، كان للاخوان المسلمين في الكويت – حينها – موقف بطولي من رفض هذا العدوان والعمل بجانب اخوانهم الكويتيين في مواجهة تداعياته، بل وقيادة العمل الميداني الشعبي متمثلاً بلجان التكافل الشعبية، وعندما اتخذ أحد الأفرع التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين في الاردن موقفاً سلبياً من العدوان، استنكروا عليهم وأعلنوا خروجهم من عباءة هذا التنظيم والاستقلال بتشكيل الحركة الدستورية الاسلامية، كل ذلك من أجل الوطن وحب الكويت. متابعة قراءة ليكن الإخوان المسلمون قدوتكم
البادي أظلم
لا يوجد عاقل يتمنى الحرب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتمنين أحدكم لقاء العدو»، خصوصاً أن حرب هذا الزمن مدمرة. لكن ما الذي جعل معظم شعوب الخليج هذه المرة تفرح بالحرب على اليمن؟! صحيح أننا كشعوب خليجية «نحاتي» ردة فعل إيران وخلاياها التجسسية بيننا، لكن الشعور الطاغي هو الرغبة في وضع حد لهذا التوجس من إيران، أو ما يسمى «تحجيم البعبع الإيراني». وهذا الشعور لم يأت من فراغ أو تجنياً على إيران، بل تكوّن كردة فعل على السياسة الإيرانية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، والتي اتسمت بالتوسع الميداني على حساب دول المنطقة، مما استفز مشاعر شعوب المنطقة! متابعة قراءة البادي أظلم
هل هذا وقت القمع..؟!
في الوقت الذي يتمدد الوجود العسكري الايراني داخل الأراضي العراقية، ويساهم مع ميليشيات الحشد الشعبي العراقية في تهجير أهالي المحافظات السنية، كما تردد، وفي الوقت الذي يعلن قائد الحرس الثوري الايراني ان الدور القادم جاي على الاردن! مما يؤكد صحة مقولتهم السابقة من ان بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية! وفي الوقت الذي نشاهد بوادر الاتفاق النووي الاميركي ــ الايراني، والمتمثل في هذا الصمت المريب للبيت الأبيض تجاه ما يجري في المنطقة من تهديد ايراني لدول الخليج، وفي الوقت الذي تصمت فيه بعض الأقلام المحلية عن الاستفزازات الفارسية لدول المنطقة، في هذا الوقت الذي نحن في الكويت في أمسّ الحاجة فيه للحمة الوطنية والتكاتف، نجد القوات الخاصة تمارس القمع ضد المواطنين العزل في ساحة الارادة! متابعة قراءة هل هذا وقت القمع..؟!
متى يستفيق عرب الخليج؟!
أتمنى ألا يشغلنا الشأن الداخلي وصراعاته وتصفيات الحساب فيه عن الشأن الخارجي وما يجري فيه من تطورات سريعة وخطيرة على أمن المنطقة واستقرارها.
كما أتمنى ألا يكون اهتمامنا بالشأن الخارجي وانشغالنا به سبباً لتمرير التجاوزات وتوزيع الهبات والتطاول على الحريات العامة والخاصة.
هذه المعادلة تحتاج إلى حكمة.. حكمة تدرك خطر التمدد الإيراني على الأرض وفرض الأمر الواقع قبل توقيع الاتفاق النووي مع أميركا، التي باعت حلفاءها المشغولين بالحرب على الإخوان وأنفقوا – وما زالوا ينفقون – المليارات لضمان عدم عودتهم إلى الساحة السياسية وحتى الدعوية مرة أخرى! وحكماء يعرفون كيف يوازنون بين الاهتمام بالشأن الخارجي من دون الانشغال عن الشأن الداخلي. متابعة قراءة متى يستفيق عرب الخليج؟!
حبل الباطل قصير
استكملت ايران احتلالها للعراق بالتواجد العسكري على الارض وتعيين قاسم سليماني حاكماً عسكرياً للبلاد! ومع هذا لا أشعر بأن الأمر يعنينا بشيء! فدول مجلس التعاون مشغولة باحتلال ايران لليمن، وفوجئت بالتفافها عليهم من الشمال حتى يستحكم طوق الخناق ويسهل الضغط السياسي والعسكري اذا لزم الامر! والمفكرون لدينا والمثقفون ما زالوا يتحاورون ويخون بعضهم بعضاً ويتبادلون الاتهامات الى ان تسقط بيزنطة، وعندها لا تفيد الاستفاقه، وإني لأرى الاتفاق الاميركي ـ الايراني، المتوقع اعلانه في الايام المقبلة، ما هو الا سقوط لاستقرار دول الخليج، وكما قلت وحذرت سابقاً من احتمال ان يكون لهذا الاتفاق ثمن، وارجو الا يكون الثمن هو البحرين أو الكويت!
متابعة قراءة حبل الباطل قصير
إدارة «الأوقاف» بالمزاج السياسي
عندما تُدار الوزارة بالمزاج السياسي للوزير، فإن مبادئ العدل والمساواة تختل، وتحل محلها الشخصانية والمزاجية وما يتبع ذلك من ظلم وانتهاك لأبسط حقوق الموظفين. وهذا ما يحدث اليوم في وزارة الأوقاف، حيث وصل الأمر إلى تجاهل جعل الكويت مركز إشعاع عالمي للوسطية… ولعلنا ما زلنا نذكر الكلام الموجه إلى الأمم المتحدة، حيث نفتخر بأننا «.. أنشأنا في الكويت مركزاً عالمياً للوسطية»! ثم يتدخل المزاج السياسي، ليكون أول قرارات اللجنة العليا الجديدة للوسطية «الطلب من مجلس الخدمة المدنية تحويل المركز العالمي إلى إدارة تابعة لمكتب الوزير»، وفق كلام الأخ الفاضل د. عبدالله الشريكة (في رده المنشور في القبس ـــ العدد السابع من مارس 2015). وهكذا فرطنا في جعل الكويت مركزاً عالمياً للوسطية من أجل الرغبة في تصفية المركز الذي يُظن بأنه مركز لــ «الإخوان»! متابعة قراءة إدارة «الأوقاف» بالمزاج السياسي
الإصلاح قادم
تجمع ساحة الارادة نجح في تحقيق أهدافه، ذلك أنه كسر حاجز الخوف الذي أوجدته عملية سحب الجناسي، وبدأ الناس بالتعبير عن اعتراضهم على الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها البلد، بعيدا عن الهاجس الامني الذي أوجدته سياسة القبضة الأمنية في نفوس المواطنين الشرفاء، ولم تأبه لها نفوس المتطاولين على المال العام والذوق العام!
في التجمع القادم ستشارك مجاميع لم تشارك بالامس، اما لتخوفها من فشل التجمع بقلة الحضور، أو بسبب المقولة الكويتية «حنشوف شيصير لهم بعدين نقرر»! ولأن التجمع كان هادئا وبعيدا عن الاستفزازات والتوترات المعهودة، وحضرته أعداد تعتبر كبيرة قياسا إلى الظرف الذي يمر به البلد، لذلك سيشارك هذا الفريق بالتجمع القادم! ولأن العدد سيزيد، فسيتم التركيز على مطالب محددة، وستشكل ضغطاً على الحكومة التي تعلم أنها تغرد في الساحة وحيدة بوجود مجلس أمة لا يعول عليه!
كنت أتمنى ان يكون التنظيم أفضل مما كان لعدم تحديد جهة يناط بها الدعوة للتجمع، وتتكفل بترتيب فقرات للتجمع، حتى وان كان اعتصاما صامتا، فالصمت له مدلولاته المؤثرة ان تم الحدث بشكل صحيح، وقد احجمت الكتل السياسية التي حضرت اجتماع الأغلبية قبل الحدث بيومين عن الدعوة، ظناً منها ان التكتل الشعبي سيدعو الى حضور التجمع، لكن يبدو ان الاخوة في «حشد» كانوا مشغولين في ترتيب البيت من الداخل، واختيار أمانتهم العامة، ولم يتمكنوا من الحث على الحضور الا في ليلة الحدث، ومع ثقتنا بالشباب والأفراد الذين دعوا للتجمع، فاننا نتمنى أن يتم التنسيق مع بقية الشركاء في المناشط القادمة، فالجميع يسعى الى تحقيق الاهداف نفسها، لكن التنظيم سبب للنجاح، كما هي الفوضى من عوامل الفشل! وصدقوني الاصلاح قادم لا محالة، وباذن الله. متابعة قراءة الإصلاح قادم
مواقف خصومنا من الغزو!
في مقالين متتاليين في هذه الزاوية أوضحنا مواقف متباينة لبعض تنظيمات الاخوان المسلمين من غزو العراق للكويت عام 1990، كما بينا المواقف المشرفة والبطولية لاخوان الكويت الصامدين، أو الذين كانوا في الخارج إبان الغزو الغاشم. وكان ذلك رداً على من يتهم الاخوان الكويتيين بما ليس فيهم، ومن يحاول ان يحول الاعمال الوطنية الى خيانة وعمالة!
واليوم أبدأ مقالتي بهذا الاستفسار: لماذا لا يتم طرح التساؤل عن مواقف التيارات الاخرى غير الاسلامية من الغزو نفسه؟! هل لأن مواقفها كانت ايجابية تجاه الحق الكويتي؟! لا أظن ذلك، فالجميع يشعر بكم التخاذل الذي مارسته هذه التيارات، خصوصاً القومية منها واليسارية! أم لانها – كما يقولون – ما عليها شرهة، أي مرفوع عنها العتب؟!
إن التركيز في كل عام على موقف التيار الاسلامي من دون التطرق إلى مواقف غيره، لدليل على ان الآلة الاعلامية لخصوم هذا التيار ضخمة، وانها تريد ان تبعد الاقلام والتساؤلات عن مواقفها المخزية أثناء الاحتلال.
عند تشكيل اتحاد طلبة الكويت (اسلامي) لأول لجنة كويتية في لندن، رفض رموز العمل الوطني والديموقراطي المتواجدون هناك المشاركة فيها من حيث المبدأ، ولم يشاركوا الا في مسيرة واحدة فقط لإثبات الحضور! وعندما تم توجيه الدعوة لهم بالاسم لحضور مؤتمر جدة رفضوا في البداية بحجة انه لا بد أولاً من ان تتعهد الاسرة الحاكمة في الكويت باعادة العمل بالدستور اذا ما تحررت الكويت! ولما شاهدوا حجم المشاركة المتوقعة في المؤتمر قرروا العودة عن موقفهم المخزي، وللتاريخ لقد كان للعم جاسم الصقر دور في اقناعهم بالحضور، ولقد كتب الدكتور عثمان الخضر، أحد الذين عايشوا تلك المرحلة، تفاصيل هذه المواقف المتخاذلة، من هذه الرموز في كتابه «ملحمة العمل الشعبي الكويتي في لندن إبان الغزو» تحت عنوان: مذكرات د. الخطيب تحريف للحقيقة والتاريخ!
في ديوانية لندن التي يتواجد فيها بعض رموز التيار الوطني الكويتي والتيار الديموقراطي آنذاك (1990) كانت هذه الرموز تطرح فكرة اعطاء صدام حسين بعض مطالبه، مثل جزيرتي وربة وبوبيان، لكي نتقي شره! (المصدر السابق).
بعد مؤتمر جدة، تم تشكيل الوفود الشعبية لزيارة دول العالم، لينقلوا لها رفض الشعب الكويتي للاحتلال، وتم اختيار أعضاء كل وفد بعناية تامة، بحيث يتوجه الوفد إلى الدولة التي لأعضائه – في الغالب – علاقات مع احزابها أو قيادات فيها، وكان أصعب وفدين هما اللذان زارا دول الضد، سواء في شمال أفريقيا أو بعض الدول العربية، وطلب من رمز اليسار الكويتي ان يشارك في الوفد الذي سيزور سوريا والاردن واليمن للتواجد القوي للأحزاب اليسارية والقومية فيها، لكنه رفض! ولم يشارك في أي من هذه الوفود! بينما شيبان التيار الاسلامي يقطعون آلاف الكيلومترات من أجل قضية الوطن.
اذا كانت بعض تنظيمات الاخوان المسلمين لها مواقف سلبية من الغزو، فان معظم التنظيمات اليسارية والقومية في العالم العربي كانت مؤيدة للطاغية في غزوه للكويت، ولقد شاهد الوفد الشعبي الذي زار الدول التي فيها هذه الاحزاب تلك المواقف العدائية، ففي احدى الندوات التي أقامها الوفد بالاردن، وحاضر فيها كل من محمد الصقر وأحمد الربعي سمعنا من الحضور اليساري في تلك الندوة ما يغث ولا يسمن، والموقف نفسه تكرر معنا في مصر، مع هيكل، وفي اليمن مع علي سالم البيض، وصاحبه آنذاك، وفي سوريا من الحكيم حبش ومن غيرهم.
إذن، لماذا التركيز على التيار الاسلامي من دون غيره؟
التاريخ يشهد بمدى الاجحاف في تقييم الامور من الآلة الاعلامية للتوجهات الليبرالية، سواء الحكومية منها أو العلمانية، وان استمرار ظلم هذا التيار ومحاولة اقصائه من الحياة العامة والسياسية بالذات لدليل على أصالة هذا التيار وسلامة وجهته.
«يَا أَيُّهَا الَّذ.ينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إ.ذَا اهْتَدَيْتُمْ».