انتشرت في الخليج في السنوات الاخيرة ظاهرة «لا.. لا.. هذا من الاخوان استبعدوه!»، فصار الشخص يتقدم للوظيفة ويستبعد منها، لانه يحمل فكر الاخوان، وصار الموظف يتقدم للبعثة ويُحرم منها، لانه محسوب على الاخوان، ويتم منع الترقية عن آخر لوجود علاقة له بالاخوان، وهكذا انتشرت ظاهرة الاقصاء، فقط لان الشخص من الاخوان! والسؤال: من قال ان هذا من الاخوان؟! هل لديكم تقارير من الجهاز الامني يحدد طاقية المواطنين؟ أم ان فلاناً يحافظ على الصلاة في المسجد اذاً هو من الاخوان؟ وعلان لا يتلفظ بالالفاظ البذيئة ويتحلى بقدر من الخلق فحسبتموه من هذه الجماعة؟ أم يا ترى أخوه من رموز الاخوان فتم استبعاده؟ ثم ما الضرر من تعيين شخص من هذه الجماعة في المنصب الذي يستحقه وبكفاءته؟! هل لانه حزبي؟ نصف الكويتيين مصنفون سياسياً! فلماذا لا يتم اقصاء كل هؤلاء؟ هل لان «الاخونجي»، كما يسمونهم، يقرّب جماعته ويقصي الآخرين؟ هذا موجود عند المناطقيين والفئويين أكثر وبشكل أوضح، وليس عند الاخوان؟! هل لأنه منتمٍ الى جماعة ارهابية؟ كلنا عيال قريّة ويعرف بعضنا بعضاً، فلم يؤثر عن المنتمين الى هذه الجماعة والمحسوبين عليها إلا كل خير، بل هم من المميزين بالوسطية والاعتدال، لدرجة ان اخوانهم السلفيين يعتبون عليهم احيانا بالتساهل في بعض الامور! هل المحسوبون على هذا التيار في الخليج ولاؤهم للمرشد العام في مصر، كما يدعي زبيل الفجل وفنان المعابيج؟ لم يحدث ان اتخذ اهل الخليج موقفاً يضر بمصالح بلدانهم، أو يثبت انتماءهم للخارج! كثيرة هي الاتهامات، واكثر منها الافتراءات على هذه الجماعة، حتى أصبحنا نبحث عن اخونجي بعد كل حادثة لنعلق عليه الجرس! متابعة قراءة إقصاء الحزبي
التصنيف: مبارك الدويلة - حصاد السنين
الإخوان.. والكباب
لعل بعضكم يذكر فيلماً لعادل إمام بعنوان «الإرهاب والكباب»، حيث يسلط الضوء على حساسية تعامل أجهزة الدولة مع موضوع الإرهاب، لدرجة أنه يشك في أناس بسطاء بأنهم إرهابيون وأنهم يحتجزون عدداً من العاملين في إحدى المؤسسات لأهداف إرهابية، وعندما سُئلوا عن مطالبهم قالوا نريد كباباً!
اليوم نعيش وضعاً مشابهاً في نظرة بعضنا إلى الإخوان المسلمين وإلى كل من يحمل فكرهم، فهم إرهابيون ومتطرفون، ما دام الإعلام المناهض لهم يقول ذلك، ولو سألتهم سؤالاً محدداً: ما الدلائل على أن الإخوان يمارسون أفعالاً إرهابية اليوم؟! لما جاءوك بدليل واحد، اللهم إلا إذا اضطروا إلى فتح مرحلة اغتيال الخازندار والنقراشي في أربعينات القرن الماضي، وكنت قد أفضت في التعليق عليها في مقالات سابقة. لذلك، أطرح اليوم سؤالا واحداً: متى مارس الإخوان المسلمون الإرهاب خلال نصف القرن الأخير؟ متابعة قراءة الإخوان.. والكباب
شكراً «داعش»!
في ظروف غريبة ظهر تنظيم داعش، رافعاً شعار التوحيد، وكما كان ظهوره غامضاً.. كانت انتصاراته المتتالية أكثر غموضاً. فقد كان النصر يُجهّز له ويُهيّأ، وكانت الغنائم تُجمع من دون قتال! وخلال فترة وجيزة من ظهوره، تمكّن من احتلال مناطق كافية لإعلان الدولة الإسلامية، وأعلن تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية؛ فاتجه إليه شباب مسلم كان يتطلع إلى رؤية دولة الإسلام، ومشاهدة الأحكام الشرعية على أرض الواقع. وبدأ تدفق الشباب المتعطش للدولة الإسلامية على سوريا والعراق، والانخراط في جيش الإسلام؛ ظناً منهم أنهم وجدوا ضالتهم: فإمّا حياةً تسرُّ الصديق، وإمّا ممات يغيظ العدا، أو بمعنى آخر: إمّا النصر وإمّا الشهادة! لكنهم سرعان ما اكتشفوا الحقيقة المُرّة والخديعة الكبرى: إنهم مجموعة عصابات وقطاع طرق ومجرمون يقودون جموعاً كبيرة من الشباب المسلم المخدوع في شعاراتهم، والذي كان صادقاً في توجهه ونيته، لكنه الآن وقع في الفخ ولم يعد قادراً على الخروج من مصيبته، لأنه إن حاول فإن مصيبته أكبر..! متابعة قراءة شكراً «داعش»!
«حدس» والسعدون
علاقة الأخ الكبير أحمد السعدون بالحركة الدستورية الإسلامية (حدس)، سياسياًً، ترجع إلى مجلس الأمة 1981، عندما كان السيد السعدون نائباً لرئيس مجلس الأمة، وكان تيار الحركة (الإخوان المسلمون) -آنذاك- ممثلاً بالفاضلين حمودالرومي وعيسى الشاهين، اللذين شكّلا أول كتلة إسلامية سياسية في تاريخ مجلس الأمة مع ممثلي التيار السلفي الفاضلين خالد السلطان وجاسم العون، وكان خامسهم السيد جاسم الخرافي، عليه رحمة الله. وكان التنسيق والتعاون بين الكتلة والسيد السعدون كبيرين، وتجليا في مناهضة مقترح الحكومة بتعديل الدستور. وفي عام 1985 نوى السيد الخرافي الترشح للرئاسة، فذهبت أنا والأخوان عبدالله النفيسي وحمود الرومي (نمثل تيار الإخوان آنذاك) إلى السيد الخرافي في خيمته بالشامية، وأخبرناه بأننا لن نصوت له؛ لأن المرحلة تحتاج إلى أحمد السعدون رئيساً. وفي مجلس 1992 ترشّحت أنا للرئاسة ضد السيد السعدون وكل من الفاضلين عبد العزيز العدساني وجاسم الصقر، عليهما رحمة الله، فانسحب الصقر وبقي التنافس بيني وبين السعدون والعدساني، فتعهد لي خمسة وعشرون نائباً بالوقوف معي، وأرسل لي الشيخ سعد (رئيس الوزراء) حمود الجبري -عليهما رحمة الله- ليخبرني بأنه يلتزم معي بأحد عشر صوتاً، وكنت ضامناً الرئاسة، لكنني لم أرغب في الفوز بها بفضل أصوات طرف قد يتفضّل بها عليّ طوال مدة رئاستي للمجلس، فاستشرت الحركة (وكنا قد انفصلنا عن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين بعدالتحرير) بإجراء تصفية داخلية بين النواب بعيداً عن أصوات الحكومة. وبغض النظر عن سلامة هذه الخطوة من عدمها إلا أن هذا الذي حصل. ووافقت الحركة، بعد أن تبين لهم أن البديل عني في حالة عدم نجاحي بالتصفية هو أحمد السعدون، وتمت الانتخابات الداخلية بين النواب وفاز بها أحمد السعدون، بعد أن لعب جاسم العون وسالم الحماد وأحمد الربعي دوراً كبيراً في دعم الأخ أبو عبد العزيز! وفي الافتتاح ترشّح ضده العدساني والتزمنا بالتصويت للسعدون!
في مجلس 1996 ترشّح للرئاسة السعدون والخرافي، وذهبت أنا إلى الخرافي وأخبرته بأننا لن نصوت له؛ لاعتقادنا بأن المرحلة ما زالت تتطلب وجود السعدون! وفي مجلس 1999 قررنا حرية الاختيار لكل عضو بعد أن طرح البعض صعوبة وجود تعاون بين السلطتين في وجود السعدون. متابعة قراءة «حدس» والسعدون
محاولة لفهم ما يجري في سوريا
يتميز حكم آل أسد في سوريا بأنه بدأ بانقلاب عسكري دموي عام 1971، كعادة حزب البعث العربي في الوصول إلى الحكم. وفي أول حرب يخوضها مع العدو الصهيوني 1973 يخسرها ويفقد جزءاً مهماً من أرضه (الجولان)، بحيث أصبحت دمشق في مرمى نيران المدافع الصهيونية الموجودة على قمة جبل الشيخ! وكعادة الأحزاب العلمانية العربية، يستمر الحزب في إدارة البلاد بمنظومة الحزب الواحد وشعاره «أنا أو الطوفان»! ونتيجة للقبضة الأمنية الاستخباراتية التي تهتم إدارة البلاد بها، فقدت سوريا دورها القومي وتأثيرها في الساحة الاقليمية العربية، وصبر الشعب على الضيم على أمل أن يغير الابن من سياسة والده، الذي لم يزيله من الحكم إلا الموت في عام 2000، إلا أنّ وريث الحكم خيّب الآمال، وأصبح شهاب الدين «أسوأ» من أبيه، ووصل الأمر إلى أن زاد الضغط النفسي على الشعب، الذي لم يخل له بيت من مفقود أو مسجون أو طريد! وبعد حادثة أطفال درعا لم يقو الناس على الصبر، فثاروا في وجه العسكر، وبدأوا مسيرات سلمية في جميع أنحاء سوريا تطالب بوضع حد للفساد والقهر والظلم، إلا أن هذه المسيرات السلمية وُوجهت بالرصاص الحي؛ لأن النظام القمعي البوليسي لا يعرف الحوار، ولا يستشعر هموم الناس، وزاد القتل في الشباب الأعزل! ولوحظ أن النظام كان لديه استعداد لتدمير البلاد على من فيها مقابل ضمان بقائه، وأصرَّ الشعبُ على سلميته إلى أن كشف النظام عن طائفيته واستنجد بحزب الله والميليشيات الإيرانية. وفي المقابل، اضطر الشعب إلى حماية نفسه والدفاع عن محاولته التصحيحية بتشكيل كتائب مسلحة، لكنها كانت تفتقد التجهيز العسكري المناسب، واستمرت المعركة غير متكافئة إلى اليوم، إلا أن اتساع رقعة الاحتجاجات وشمولها لمعظم المدن الكبرى في سوريا جعلا النظام يترنح، وزادا من مخاوف الكيان الصهيوني من أن يأتي نظام مخلص لوطنه وقوميته فيبدأ معركة تحرير الجولان من الاحتلال. وتحركت المنظومة الصهيونية العالمية، ورتبت، بالتنسيق مع الإيرانيين وجهات استخباراتية عالمية، ظهور «داعش»؛ ليكون ذريعة للتدخل الدولي لقمع الانتفاضة الشعبية بحجة قتال هذه المنظمة الإرهابية! وحتى تكتمل الطبخة وتأخذ شكلها الإقليمي تم طرح موضوع احتمالية وصول الإخوان إلى الحكم إذا نجحت الثورة، فتحركت مليارات من بعض دول الخليج لدعم النظام العلوي، وشاركت في تحالف دولي ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.. ويتأخر النصر بعد أن كان القصر الجمهوري في مرمى نيران الثوار والمجاهدين، وتستمر البراميل المتفجرة في دك ما تبقى من البشر والحجر إلا أن الله بالمرصاد «وَلَوْلاَ دَفْعُ الله. النَّاسَ بَعْضَهُمْ ب.بَعْضٍ لَفَسَدَت. الأَرْضُ»؛ فينجح حزب أردوغان في تركيا، وتخسأ أحزاب العلمانية والدكتاتورية، لتبدأ السعودية في إعلان دعم المجاهدين، وتنتعش الآمال من جديد بإسقاط النظام وإنهاء معاناة الشعب، إلا أن الغرب هذه المرة تحرك بقوة، ورتب مع روسيا لتلعب الدور الوقح الذي لا تملك أوروبا وأميركا القيام به، فنزلت بكل ثقلها لإنهاء القوة العسكرية المتواضعة للثوار والمجاهدين بالحجة السابقة نفسها وهي قتال «داعش»! متابعة قراءة محاولة لفهم ما يجري في سوريا
ابحث عن المستفيد
عندما سقطت الطائرة الروسية فوق سيناء، ذُكرت عدة تفسيرات لهذا السقوط، منها أنه عمل تخريبي، ومنها أن «داعش» تبنى العملية، وأخطرها أن الاستخبارات المصرية وضعت فيها قنبلة لتنفجر فوق الأراضي التركية لخلق أزمة روسية – تركية إلا أن الانفجار حدث فوق سيناء! وهذه كلها كانت إشاعات في حينها، كررها الإعلام، كلٌ وفق هواه، إلا أن ردة الفعل الروسي ضد السياحة المصرية تجعلنا نشك أن وراء الأكمة ما وراءها! ثم تأتي تفجيرات باريس وتنهال التفسيرات والتحليلات علينا من وسائل الإعلام، كل يشرح ما حدث من وجهة نظره، لتزيد من غموض الصورة، ففي البداية أعلن «داعش» تبني العملية كما في الطائرة المصرية، ثم ظهرت تفسيرات غريبة لا تخلو من الواقعية، خصوصاً بعد تأخر نشر صور الضحايا وفيديوهات الجريمة في عالم لا يفوته أن يصور النملة وهي تدخل بيتها في ظلمة الليل! وثالثة الأثافي إسقاط الطائرة الروسية المقاتلة فوق الأراضي التركية، حيث صدرت تفسيرات متضاربة من عدة مصادر لتزيد الوضع في الشرق الأوسط تعقيداً، وتبدأ روسيا تمارس فرد العضلات أمام تركيا لتركيعها! متابعة قراءة ابحث عن المستفيد
رأي.. كلفته خمس سنوات!
بعض العلمانيين من زملائنا، عندما يكتب، تشعر بأنه أحد طغاة القرن العشرين، الذين ثارت عليهم شعوبهم وتحملوا المآسي للتخلص من طغيانه! فأحدهم يكتب يطالب بتصفية وجود الاسلاميين من وزارة معينة، وآخر يطالب بمنع تعيين فلان المرشح لمنصب قيادي، لأن توجهه السياسي من تيار محدد! وثالث يحث على اغلاق جمعيات ولجان خيرية، فقط لأنها تابعة لتيار يخالفه منهجياً! وختمها صاحبنا المثقف الفلتة، عندما طالب بمنع انشاء جامعة في الكويت، فقط لأن صاحبها من التيار السلفي! يا أخي %99 من جامعات الكويت تسير على منهجك وفكرك ولم نعترض، ولم نطالب باغلاقها! وأنتم تمارسون سياسة الاقصاء وتتهمون بها خصومكم! جامعة واحدة لم تتحملوا خبر انشائها! كيف تريدون ان تعيشوا في مجتمع متعدد الايديولوجيات كما تدعون؟! متابعة قراءة رأي.. كلفته خمس سنوات!
لماذا يكرهون الإخوان..؟!
ينقسم الناس في موقفهم من هذا السؤال الى قسمين: عامة وخاصة!
فجزء من عامة الناس يكرهون جماعة الاخوان المسلمين بسبب التشويه المقنن لصورتهم في وسائل الاعلام المختلفة، حتى صار بعض هؤلاء العامة يصدقون ان الاخوان جماعة ارهابية، وأنها وراء تفريخ داعش والقاعدة وغيرهما! بل ان بعض هؤلاء، ومن شدة الضرب الاعلامي المشوه بالجماعة، صار على استعداد لتصديق مقولة انهم وراء غرق الاسكندرية! وأصبح الأمر بالنسبة لهؤلاء العامة أمراً حتمياً بعد تصنيف بعض حكومات دول الخليج لهذه الجماعة بأنها ارهابية!
أما القسم الآخر، فهم بعض الخاصة، أو نخبة المجتمع، الذين ينتمون للفكر الليبرالي المتحرر، ويتبنون عقيدة العلمانيين، الداعية الى عزل الدين وتوجيهاته عن حياة الناس. هؤلاء لهم موقف عدائي من جماعة الاخوان المسلمين، لانهم يدركون جيداً انها جماعة وسطية ذات منهج اسلامي صحيح، وذات فكر عقائدي سليم، وتمارس الاعتدال في طرحها لأفكارها، كما انها الجماعة الاسلامية الوحيدة التي باسلوبها الوسطي استطاعت ان تمتلك العقول وتميل لها القلوب، فانتشرت في جميع أرجاء المعمورة، ولذلك ما ان أُتيحت للناس فرصة اختيار من يحكمهم حتى اختاروا الاخوان المسلمين أو من يحمل فكرهم، حدث هذا في مصر بشكل واضح، وبدرجة أقل في تونس وليبيا والمغرب، ولو أعطيت للشعب في اليمن وسوريا فرصة للتعبير عن رأيه، لاختار تيار الاخوان المسلمين! هذا الكلام الذي قلته لم يأت من بنات أفكاري، بل من تقارير استخباراتية غربية منشورة، وهذه النخبة المعادية للاخوان تدرك ذلك جيدا، لهذا وجدناهم يتبرؤون من مبادئهم، ويحاربون الممارسة الديموقراطية، بل ويؤيدون العوده للانظمة القمعية ان كانت تحول دون وصول الاخوان للحكم! والغريب أنهم يتركون معاداة المنظمات الارهابية كـ«داعش» وغيرها، ويلصقون بالاخوان كل سقط الآخرين! لانهم يعلمون ان «داعش» خطرها واضح عند العامة ولا تحتاج الى كثير عناء! متابعة قراءة لماذا يكرهون الإخوان..؟!
كيف ينظر الإسلامي والعلماني في الخليج إلى تفجيرات باريس؟!
حتى أكون منصفاً في تقييمي، أؤكد أنني لا أقصد التعميم فيما اطرحه هنا، بل حديثي على الغالب من الطرفين، فبعد حوادث التفجير التي هزت باريس مساء الجمعة، بادرت أغلب الدول والمنظمات والاحزاب الدينية واللادينية في العالم الى استنكار ما حدث ورفضه، الا ان البعض كان له رؤية تميزت عن الآخرين، خذ مثلاً، التيارات الاسلامية المعتدلة، كالاخوان المسلمين والمنظمات والاحزاب التي تسير وفقاً لرؤيتها، فقد استنكرت هذه التفجيرات وشجبتها، ورفضت ان تكون عقاباً لفرنسا على حروبها ضد المسلمين في مختلف بقاع الارض، لكنها في نفس الوقت اشارت الى ان هذا التطرف لم يكن وليد يوم وليلة، بل هو نتاج لتراكم الاحباط والقهر اللذين عششا في نفوس العرب والمسلمين طوال سنوات عديدة من سياسات الدول الغربية في المنطقه العربية، فالجيل الذي وُلد قبل ثلاثين سنة هو جيل النكسات السياسية والهزائم النفسية، وهو الذي شاهد كيف يتم قتل المسلم في مالي، وكيف يتم حرقه بقنابل النابالم التي تلقيها على قراهم الطائرات الفرنسية! وهو نفس الجيل الذي شاهد الشعب السوري يعيش أسوأ مراحل حياته، ويفقد الامل في مستقبل زاهر، بعد ان دمر النظام القمعي المدن على سكانها، حتى لم يبق. حجراً على حجر! من دون ان تتحرك الامم المتحدة بدولها دائمة العضوية الى إيقافه عند حده! هذا الجيل عاش محنة الشعب الفلسطيني، الذي يعاني منذ عقود من دعم اميركا واوروبا للنظام الصهيوني القاتل من دون مبرر منطقي لهذا الدعم، هؤلاء الغربيون هم الذين يكيلون بمكيالين في تبني مفاهيم العدل والمساواة، عندما يكون اليهود طرفاً في أي معادلة، فهم الذين يتبنون سلمان رشدي، وكل من يتعدى على ثوابت الاسلام أو يشتم نبيه أو يحرق القرآن، بينما في نفس الوقت يزجون بالسجون كل من لا يؤمن بمحرقة اليهود في ألمانيا! الشاب العربي الذي يعيش هذه الاحداث ماذا نتوقع منه غير الكفر بمفاهيم العدالة والديموقراطية، واعتبار كل من بيده السلطة متواطئ مع أعداء الامة ويفهم الاسلام وفقاً لما يبرر به أفعاله! فيتكون لدينا جيل متطرف في فهمه للدين وللحياة، ويكفّر كل من لا يوافقه هذه النظرة السوداوية، وان كان داعية الى الله! متابعة قراءة كيف ينظر الإسلامي والعلماني في الخليج إلى تفجيرات باريس؟!
تفجيرات باريس وتفجيرات نيويورك
الحكم الذي صدر أخيراً في حق آل برغش، والذي بسببه استمرت العائلة على وضعها مسحوبة جناسيها، هذا الحكم كان وقعه كالصاعقة على المراقبين والمهتمين بالشأن الداخلي للكويت. ولذلك إذا أراد آل برغش الكرام استعادة حقوقهم المختطفة، فليختصروا الطريق ويتجهوا إلى من بيده ـــ بعد الله تعالى ـــ إرجاع الحق إلى أصحابه، ويملك القرار، وليس غيره، في هذه القضية بالذات. وكم كنا نتمنى أن نعوّل على ممثلي الشعب لاستعادة الحقوق وترسيخ العدالة والمساواة، لذلك نقول لآل برغش الكرام: أعانكم الله، وصبركم، وأثابكم. متابعة قراءة تفجيرات باريس وتفجيرات نيويورك