تعتبر قضية الفساد الكبرى الأخيرة، المتهم بها أحد كبار قياديي الدولة السابقين، والمتهم هنا بريء حتى تثبت إدانته، والتي تتعلق بسرقة مئات ملايين الدولارات، فرصة مناسبة للحكومة لتحسين صورتها أمام الرأي العام، ووضع الخطوات «الخجولة» الأولى للقضاء على الفساد الإداري، أو على الأقل التقليل من استشرائه، والإسراع في بدء جهاز مكافحة الفساد بوظيفته. متابعة قراءة لكي لا يضيع الحق
التصنيف: احمد الصراف - كلام الناس
إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]
رفاهية العنصرية
أجرت قناة تلفزيونية لقاء مميزاً مع السفير السابق محمد السداح، ذكر فيه أن الكويت منذ نشأتها لم تعرف تطرفاً دينياً ولا طائفياً. وأن الشيخ مبارك الصباح (1840 ـ 1915)، عندما أراد تنمية الكويت ذهب الى البحرين، وأتى منها بصناع السفن، القلاليف، وكانوا في غالبيتهم من الشيعة، ولم يستنكر أهل الكويت ذلك. كما لم يكن هناك فرق بين التجار السنة والشيعة، فقد كانت هناك شراكة عميقة بين عبدالمحسن الخرافي مع عبدالمحسن المتروك، وما يماثلها بين زيد الكاظمي وعبدالرحمن البشر، وأخرى بين صالح جمال وعبدالله الملا، وغير ذلك كثير، وكلها دلت على التسامح. وهناك مثال آخر، حيث كان في حيّنا في قبلة عائلة شيعية، وكان كبيرها يصلي معنا، ولم يحدث ان طلبنا منه عدم مشاركتنا. وعندما يحل عاشوراء كنا نشاركهم طعام المناسبة، ولم نحس بفارق طائفي بيننا. وفي أحد الأيام كنت أدرس في مدرسة الشرقية، وعندما حان موعد الصلاة لم يحضر الإمام، فطلبنا من الاستاذ فاضل خلف، والد سفيرنا في السنغال محمد خلف، وهو شيعي، أن يقوم بالإمامة فينا فلم يتردد، ولم يستنكر أحد. وفي مدرسة النجاح اقوم أحيانا بالإمامة في المدرسة، وبين من اصلي بهم طلبة شيعة، ولا هم استنكروا ولا آباؤهم استنكروا. ولكن اليوم الوضع تغير في الكويت، وسبب ذلك تطرف الطرفين، وانعكاس ذلك على الوحدة الوطنية. متابعة قراءة رفاهية العنصرية
الباحث في البرية عن الكمال
يقول الصديق نجيب الصالح، نقلاً عن الصحافي الأميركي في النيويورك تايمز جون سوينتون، الذي كان الأشهر بين أقرانه في خمسينات القرن الماضي، إنه عندما طلب منه إلقاء كلمة في نادي الصحافة بحضور جمع من كبار صحافيي أميركا، قال: ليست هناك صحافة مستقلة، وأنا وأنتم نعرف ذلك. وليس بيننا من يجرؤ على كتابة رأيه الصادق بتجرد تام. وإن حدث ذلك، فلن يرى رأيه النور. وأن راتبي يصلني لكي أبقي رأيي الصريح لنفسي، وخارج الصحيفة التي أكتب بها، وهذا ينطبق عليكم أيضاً. وكل من يصر «بغباء» على كتابة رأيه الصريح سيجد نفسه في الشارع، باحثاً عن عمل آخر! وظيفة الصحافة هي في القضاء على الحقيقة والذم، وفي التودد للمنحرفين والتزلف لفاحشي الثراء، وبيع الوطن من أجل «لقمة عيشهم». وأنتم تعلمون وأنا أعلم أننا أدوات بأيدي الأثرياء الذين يقفون خلف المشهد، والذين يمسكون بحبال لعبة نتقافز عليها جميعاً بفرح. كما أن خبراتنا وإمكاناتنا وحتى حياتنا هي ملك لهم. متابعة قراءة الباحث في البرية عن الكمال
العودة لقضية الحريات
لم يكن من المفترض أن يكون هذا مقالي الأول، بعد توقفي عن الكتابة لفترة قصيرة احتجاجا ويأسا من الإصلاح، والعودة عن قراري. ولكن كلمات ومقالات الزملاء الأعزاء إقبال الأحمد وخليفة الخرافي وموضي الحمود وأسامة سفر في القبس، وعلي البداح ووليد الجاسم في الصحف الزميلة الأخرى، إضافة لمئات الاتصالات والرسائل من كل المحبين، من داخل الكويت وخارجها، والذين لا تتسع مساحة هذا العمود المحدودة لذكر أسمائهم جميعا، دفعتني لتأجيل مقال العودة ليوم غد ونشر هذا المقال. متابعة قراءة العودة لقضية الحريات
مقال ما قبل الوداع
لم توصف الصحافة بالسلطة الرابعة عبثا، فتأثيرها يوازي تأثير باقي السلطات، وتفوقها في الدول المتقدمة، فدورها يكمن في الرقابة عليها إضافة لمهمتها التنويرية، وتأثيرها الإيجابي في الرأي العام وقدرتها على تشكيل رؤاه ومواقفه اتجاه الأحداث الجسام. ومن هذا المنطلق قمت قبل فترة بالإعلان عن نيتي التقليل من الكتابة في الشأن المحلي إلى الحد الأدنى، خاصة في ما يتعلق بالأداء الحكومي أو انتقاد الأوضاع المحلية واقتراح الحلول لمشاكلنا، بعدما تبين لي، بعد أكثر من عشرين عاما من الكتابة اليومية، أنني كنت أحرث في البحر، من دون نتيجة تذكر. متابعة قراءة مقال ما قبل الوداع
دماء نجيب الصالح
كتب الصديق نجيب حمد مساعد مقالا، (القبس 12/8)، انتقد فيه مطالبة الصديق والزميل عبد اللطيف الدعيج بعقد مؤتمر وطني ومشاركة الجميع في وصف المشاكل التي تواجهها الكويت، وطرح الحلول لمواجهة الكارثة. وقال على لسان الزميل الدعيج اننا شعب ليس لديه وقت فراغ، رغم انه لا يعمل. وقال الصديق نجيب ان الحل ليس في عقد المؤتمرات، فقد رأينا الكثير منها، بل الحل لوضعنا موجود ويشعر به كل مواطن، ولكنه لا يستطيع ان يبوح به تحاشيا لتعارض المصالح، فالمواطن هو المشكلة، وليس من السهل تغيير هذا المواطن او استبداله بغيره. وطالما أننا نرفض الاعتراف بذلك فإننا سنستمر في استخدام عبارات عامة مبهمة تفتح المجال لنقاش أبدي هدفه الوحيد قتل الفراغ. فقد تعودنا على الحديث بكلام منمق وجميل لا يؤدي لنتيجة. وقال ان المؤتمر الوطني سوف لن يؤدي لغير المزيد من التوصيات التي يصعب الاعتراض عليها كما يصعب تنفيذها. وخلص السيد نجيب في القول ان المهم ما ينفعنا ليس ما سوف يقال، بل ما لا يمكن ان يقال خلال المؤتمر الوطني، وهو اننا بحاجة الى دماء جديدة غير ملوثة نخلطها مع دمائنا «الملوثة» لتخفف سلبيات مجتمعنا التي توارثناها على مدى اربعة عقود، من خلال توطين ناس جدد لم تصبهم أمراض الخير والرفاه!
ولكن الصديقين تناسيا أن من الصعب تحقيق أي من الأمرين بغير إدارة حكومية واعية بمسؤولياتها ومقرة بتقصيرها، ومدركة مدى عجزها! فما فائدة عقد مؤتمر وطني إن كانت توصياته ستصطدم في نهاية الأمر بحائط الرفض الحكومي الناقد لها أو لطريقة إدارتها؟ وهو الرفض النابع من الشعور بأن ليس في الإمكان افضل مما كان! كما أن الاقتراح الذي تفضل به الصديق نجيب والمتمثل بفكرة إحضار دماء جديدة، (أي مواطنون غير كويتيين)، وخلطهم بدماء الكويتيين للتخفيف من سلبيات مجتمعنا التي توارثناها على مدى اربعة عقود سيصطدم بالحائط نفسه. فالحكومة التي فشلت في إدارة اسهل دولة في العالم ستكون حتما عاجزة عن اختيار الدماء الجديدة التي سيتطلب الأمر خلطها بدماء الكويتيين، هذا على افتراض أن هذا الاقتراح ممكن التطبيق أو أننا نتفق معه عليه.
نعود ونقول ان المشكلة ليست في المواطن ولا في اللجان، ولا في التوصيات بقدر ما هي في الحكومة المهيمنة على كل نشاط وأمر في الدولة، والعاجزة في الوقت نفسه عن إدارة شركة مشاريع سياحية صغيرة بطريقة ناجحة.
أحمد الصراف
كيف تخلق مجرماً؟
آمنت شعوب كثيرة، ولا تزال، بأفضليتها على غيرها، علما وأدبا وخلقا وتقدما وحضارة ومعيشة، وحتى عرقا، وهي بالتالي تتباهى بما لديها، وليس في الأمر ما يسيء طالما بقي ضمن حدود المباهاة! ولكن الخطورة تكمن في تطور تلك المباهاة لما هو أخطر، والسعي لتسخيرهم لخدمتهم، أو اعتبارهم «كائنات أدنى»، أو حتى إبادتهم. والتاريخ الديني والمدني مليء بالأمثلة، فهذا ما حدث لمن جلبوا للعالم الجديد من أفريقيا، وما تعرض له سكان أميركا واستراليا الأصليين وغيرهم. وربما تكون التجربة النازية الأكثر حداثة، وهي التجربة التي ضمنها المجرم أدولف هتلر، الذي قتل اكثر من 60 مليون نفس بريئة، ضمنها كتابه «كفاحي» Mein Kampf، الذي كتبه عام 1925، والذي بنى فكرة النازية فيه على اساس الإيمان بالتفاوت بين الأعراق، وأن العنصر الآري هو الأعلى، وأن اليهود هم الأدنى، وغير مرغوب فيهم، وبالتالي من الضرورة وضع حل نهائي لوجودهم في أوروبا. ومن هنا بدأت جرائم الإبادة النازية، بعد فشل خطط ترحيل اليهود للخارج، وهذا ما تود الصهيونية العالمية الآن القيام به اتجاه الفلسطينيين. فقانون يهودية دولة إسرائيل يعني نقاءها الديني وتخلصها من اي بكتيريا ضارة أو عناصر غير مرغوبة فيها.
ولو حاولنا القراءة بين سطور الكتب المدرسية، التي تدرس لأطفال المدارس في الكويت والدول الخليجية، ومن الذين لا تتجاوز أعمارهم العاشرة، سنجد أن فيها مواد تثير العنصرية، وتجعل المسلم أفضل من غيره، أدبا ونظافة ومحبة إلهية وخلقا وتحضرا. ولو تجاوزنا ذلك لسبب أو لآخر، لواجهتنا معضلة أخرى تتمثل في النسبة الكبيرة من الطلبة، والهيئة الإدارية والتدريسية، من غير المسلمين، وبالذات في المدارس الخاصة، الذين يطلعون على مواد تدرس لتلاميذ صغار تضعهم في الدرك الأسفل لا لشيء إلا لكونهم «غير مسلمين»! فما هو شعور تلميذ في الثامنة من العمر عندما يكتشف أنه المسلم الوحيد في مجموعته، وأن زملاءه وأساتذته كفرة؟
وكيف يمكن قبول تضمين منهج المرحلة الابتدائية ما يشجع الأطفال على أن يموتوا في سبيل الإسلام، وأن الكفار والمشركين (من اصحابه ومن يعملون مع والده أو يشتغلون في البيت ويقومون بتربيته) مصيرهم النار، بمن فيهم ربما ناظر المدرسة الإنكليزي؟
وفي هذا السياق، أخبرني صديق أن حفيده عاد من المدرسة باكيا، لأن زملاءه وصفوه بالكافر، لأن امرأة قبلته أمام المدرسة! ولم تكن تلك المرأة غير جدته التي أوصلته الى المدرسة!
أحمد الصراف
النحاسة العربية والمسيحيون
لا شك ان مقال الأمس سبب الضيق للبعض وأسعد غيرهم. فالمسيحيون هم ملح المنطقة، شئنا أم ابينا. ولو نظرنا حولنا لرأينا أن أغلب الأشياء الجميلة تقريبا وراءها مسيحي، مع الاحترام لبقية الثقافات والخلفيات الدينية الأخرى. وعلى الرغم من إصرار الغالبية على عدم الاقتداء بهم في شيء أو تعلم فضائلهم، وهذا من حقهم، فإن من الغريب السعي فوق ذلك للتخلص منهم، والقضاء على كل جميل في حياتنا. فلدينا في الكويت، كما في بقية الخليج، مدرسون واطباء واكاديميون ومهندسون وفنيون ومصورون وبائعو زهور واصحاب بقالات، من جميع الطبقات والخلفيات الدينية، ومع هذا نميز المسيحي بينهم من طريقة تعامله، خيرا ام شرا، حسب قناعات كل واحد منا، وانا غالبا ما أرى الجانب الخير.
وعلى الرغم مما يدعيه بعض الدعاة عن حسن المعاملة، التي كان يلقاها المسيحي في بلاد المسلمين على مر العصور، فإن تلك المعاملة المميزة اقتصرت على فترات كان فيها الخليفة الأموي او العباسي متسامحاً، ولم تكن يوما قاعدة عامة، والدليل أن نفس الدعاة يعودون ويناقضون انفسهم في مناسبات اخرى بالدعوة الى رفض التطبيع مع الآخر، المشرك او الكافر، لكي لا نتأثر به!
إن المسيحي لم يأت الينا، بل كان هنا وسيبقى. كما أن وجوده في دول الخليج جاء برضا وامتنان منا، وإخراجه من بلادنا عنوة سوف يأتي بالخسارة علينا، فمن الغباء أن يكون بيننا لما يمتاز به، ونقوم في الوقت نفسه بالتضييق عليه، وتهديده بالطرد أو بالقتل. فعمليات الاغتيال التي تعرض لها مؤخرا مسيحيون في عواصم خليجية، والاستهانة الواضحة في ردود الفعل الرسمية والشعبية، وإظهار تلك الأفعال وكأنها جرائم عادية، بخلاف القبض على مرتكبيها، أمر خطير حقا!
لقد كانت أعداد المسيحيين أيام العثمانيين ضعفها اليوم، (17 مليوناً). وسبب هذا التناقص المريع يعود الى تحول البعض منهم الى الإسلام، زواجاً أو مصلحة مادية، والأهم من كل ذلك لما تعرضوا له من اضطهاد ومذابح على ايدي الأتراك والعرب والأكراد، وبالتالي كانت الهجرة سبيلهم للخلاص، بحيث اصبحت أعدادهم في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا في المهجر اكثر منهم في سابق اوطانهم بكثير. وهنا لم نكتف على مدى 400 عام برفض كل جميل، بل دفعنا الجميل منا لتركنا. والمسرحية لا تزال تتكرر في زاوية كل دولة عربية مشتعلة أو خامدة. والمؤسف أننا لن نعرف قيمة وفضل هؤلاء إلا بعد فقدهم تماما.
أحمد الصراف
المسيحيون والنحاسة الكويتية
تقول انعام كجه جي، في رواية «طشاري» الجميلة، واصفة حياة أسرة طبيب لبناني مسيحي عاش وأسرته في العراق في الخمسينات «.. تبدو الست لوريس، التي كان ابوها وكل أشقائها اطباء، تفاحة مستوردة لا تشبه التفاح المحلي الأبيض. فاكهة ذات رائحة تفوح حولها حيثما تحركت، ويثير عطرها الاستفهام في أعين ضيفاتها، جاذبية تدفعك للدنو منها لتنشق عبقها العجيب. تتكلم الفرنسية مع زوجها وأبنائها، والعربية مع ثريا، المربية الطباخة وكاتمة الأسرار والمدبرة. تسافر لوريس إلى لبنان صيفا هربا من طلع النخل وزهيرات النارنج بسبب حساسيتها. وهناك تتسوق من بيروت وتصعد إلى زغرتا. وعندما تعود نذهب للسلام عليها. تدور ثريا علينا بفناجين القهوة وصحون المعمول بالفستق. وتفوح رائحة القرنفل والورد البلدي في ارجاء فيللا فرنجية، وتطفو تويجات الزارقي فوق الطبق الخزفي وتشرئب أزهار بنت القنصل في المزهريات تاركة نثارها على المفارش المشغولة بالكروشيه. تزيح ثريا الستائر المصنوعة من طبقة مخملية واخرى شفافة والمضمومة بحبال حريرية مفتولة ومزركشة عند الجوانب، وتفتعل الزائرات سببا لدخول الحمام الذي لا يشبه مكانا للاغتسال، فلا طشت ولا اباريق ولا طاسات وقباقب بل مغطس تنتشر على حوافه قناني الشامبو وقطع الصابون المعطر، وقوالب زهرية وفستقية بلون الستارة الشفافة وبانتوفات مخملية ومناشف مطرزة ونجوم قوالب وأهلة وبطات وأرانب. وعندما ينكشف باب غرفة النوم يرون لوحة امرأة عارية الظهر تأخذ مكانها على الجدار. تعود النساء إلى أهاليهن ليروين ما شاهدن من أفانين في بيت اللبنانية». انتهى النقل بتصرف.
إن المسيحيين، كما يصف أهالي جدة مدينتهم، «غير»! غير في حياتهم في تصرفاتهم في تسامحهم في جمال بيوتهم في كرمهم الأقرب للتبذير في اعتزازهم بهويتهم، في صغر اسرهم النووية، في اهتمامهم الشديد بتعليم ابنائهم، في إصرارهم على إتقان اكثر من لغة مع مهارة العزف على آلة أو اكثر. ويقول عديلي اللبناني: في الجنوب مثل قديم نصه «البلد اللي ما فيها نصارى خسارة»! أي الضيعة التي ليس فيها مسيحيون خاسرة.
اكتب هذه المقالة بمناسبة اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة، واتذكر أن حكومتنا كانت، وربما لا تزال، تطالب الفنادق بالحصول على تصريح يتجدد شهريا، إن هي رغبت في عزف البيانو في بهو الفندق. ولكن التصريح الملعون ينتهي في شهر ديسمبر في يوم 24! والهدف هو منع العزف في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، وهذه نحاسة كويتية معروفة! فهل لا يزال ذلك القانون ساريا؟
أحمد الصراف
ثمن إطالة العمر
ليس هناك، علمياً، ما يمنع الإنسان من بلوغ المئة وتجاوزها حتى المئتين، ولكن لكل شيء ثمنه في نهاية الأمر، فالأمر يتطلب تضحيات. فبإمكاننا ألا نبالي ونعيش حياتنا كما نشتهي، ولو نتج عن ذلك قصر عمرنا. ولكن من يضمن ألا نصاب في أرذل العمر بمرض يجعل كل شيء حولنا جحيماً لا يطاق، فالمثل يقول يضحك كثيراً من يضحك أخيراً!
في عالم السيارات مثلاً، نجد ان أعمارها قد طالت في العقود الأخيرة، وأصبحت أكثر أمناً وصلابة وأقل ثمناً، كما نجح مصنعوها في تلافي ما بها من عيوب بالتعلم من أخطائهم. فالسيارات الأوروبية مثلا كانت تشكو من عدم كفاءة أجهزة تبريد الهواء فيها مقارنة بالأميركية، ولكنها اليوم لا تقل كفاءة عنها. بالتالي يمكن مع الوقت تحسين أداء أي جهاز وإطالة عمره، وجعله قريباً من الكمال، وهذا ما لا نجده لدى البشر الذين يشكون ربما منذ الأزل من مشاكل البروستاتا، وآلام أسفل الظهر وسرطان الثدي ومشاكل الرحم وغير ذلك. وحيث ان من الصعب، وليس من المستحيل بالطبع، تعديل مثل هذه الاختلالات بشكل سريع. بالتالي من الضروري البحث عن طرق اقل تعقيدا لإطالة العمر والعيش بطريقة أفضل. فعندما نتقدم في العمر يضعف القلب، وتتباطأ دقاته وتصعب مهمته، وهذا يؤدي الى الإصابة بمختلف الأمراض، وهنا نحتاج لبذل الجهد والخروج من الروتين اليومي وممارسة الرياضة وتحسين نظامنا الغذائي. ومع التقدم في السن تصاب العظام بالضمور وتقل كثافتها، وتصبح غير قادرة على تلبية كل الحركات. وهنا نحتاج الى الكالسيوم والمزيد من فيتامين د وممارسة الرياضة، وتجنب المنبهات والتدخين. كما يتناقص اداء الجهاز العظمي ويصبح أكثر حساسية، ونصاب بالإمساك أو الإسهال بوتيرة اكثر. وهنا أيضا علينا الاهتمام بتناول المواد الغنية بالألياف كالفواكه والخضار والقمح الخالص، وأن نقلل من اللحوم والدهون والحلويات.
كما يشكو الجميع تقريبا من مشاكل الجهاز التناسلي، والجميع تقريبا يعرف اسباب ذلك. كما أن العلاج معروف، ولكن لا احد تقريبا يود تغيير عاداته. فالأكل متعة من لا متعة لديه، ومتعة من لديه كل المتع!
كما يجب علينا أن نحافظ على قوة ذاكرتنا، فلا يكفي ان نبقى على قيد الحياة إن كنا لا نعرف ما يجري حولنا، وهذه ايضا معروف كيفية تقويتها، ولكن اين الإرادة؟ والشيء ذاته ينطبق على النظر والسمع وصحة الفم والجلد والوزن، فحل مشاكلها ليس مستحيلا، ولكن ليس سهلا كذلك، ولكن لكل شيء ثمنه!
أحمد الصراف