احمد الصراف

الحرية ومضاداتها

ليس بمقدوري ككاتب إلا أن اكون إلى جانب حرية الرأي المطلقة، ليس فقط لقدسية الكلمة، ولكون الحرية فضيلة بشرية لا تعني الحياة شيئا من غيرها، بل وأيضا لما لها من دور حاسم في التقدم البشري وإطلاق العقل لآفاق التقدم والتطور. وبالتالي من السخف، وابعد ما يكون عن الإنصاف القول إن المجلة الفرنسية شارلي إيبدو كانت متخصصة في نقد أوضاع المسلمين والسخرية من رموزهم، وأنها كانت تمتنع عن التعرض لليهود. فالحقيقة أن سخريتها طالت الجميع من دون استثناء، ولكنها كانت تمتنع عن التعرض لما يمنع القانون الفرنسي التعرض له، كالسخرية من الهولوكوست مثلا. وبما أن القانون الفرنسي لم يمنعها من نقد رموز المسلمين والمسيحيين وغيرهم، بسبب عجز أو تقصير هؤلاء او عدم رغبتهم في الضغط على البرلمان الفرنسي (!) لإصدار تشريعات تمنع التعرض لهم، فبالتالي العيب فينا، وليس في تلك المجلة شبه المغمورة التي أصبحت أكثر من شهيرة ومقروءة بعدما تعرضت لذلك الهجوم الإرهابي غير المبرر. متابعة قراءة الحرية ومضاداتها

احمد الصراف

معجزات الديتوكس

عندما تقرأ أو تسمع إعلانا يدعوك للمشاركة في دورة ديتوكس تتخلص فيها من السموم والمواد الكيماوية والإضافات الصناعية التي في جسدك نتيجة ما نتناوله من طعام، أو تأتيك دعوة للحصول على بشرة نضرة وشعر لماع، والتخلص من الوزن الزائد والشعور بـ«النظافة» من الداخل، ولكي نستعيد نشاطنا ونتخلص من الفضلات المترسبة في الأمعاء، وايضا عندما نقرأ عن كمادات توضع أسفل القدم تمتص سموم الجسم، أو شراب صحي يقلل الوزن ويساعد على التخلص من الفضلات، وغير ذلك من ادعاءات ومبالغات.. فاعلم أنك تتعرض لعملية نصب واحتيال، فليس في الأمر شيء من ذلك، وزيارة أغلى المصحات في سويسرا والمانيا واسبانيا ليست إلا مضيعة للمال والوقت، فقد بينت دراسات طبية حديثة أن المسألة لا تعدو أن تكون سرقة مغلفة بالحرير، كنت شخصيا ضحيتها مرتين، على مدى 20 عاما، حدث ذلك على الرغم من عدم اقتناعي أصلا بالديتوكس، فكيف بالمؤمنين به! فليس من السهل مقاومة حلم الحصول على جسم صحي من خلال عملية تنظيف داخلية، فما يصرف على مثل هذه العمليات يبلغ سنويا عشرات مليارات الدولارات. متابعة قراءة معجزات الديتوكس

احمد الصراف

الحرية.. أرقى الفضائل

من الواضح أن الحريات عامة، وحرية القول والنشر، تعاني تراجعاً في العالم. وحتى الدول الغربية، التي طالما قدّست هذه الحرية، وجعلتها من أعمدة دساتيرها، بدأت أخيراً في وضع قيود عليها، إما خوفاً من ردود فعل جهلتنا ممن قد تسيء إليهم حرية النشر مثلاً، أو خوفاً على مصالحها التجارية وعلاقاتها السياسية. والمؤسف أن الدول العربية، التي تعاني مشكلة الحريات عموماً، ومن التضييق الشديد على حرية القول والنشر، هي بحاجة أكثر من غيرها إلى هذه الفضيلة بسبب أوضاعها المهترئة، ومعاناة أغلب شعوبها من الظلم الذي ساهمت أحزاب الآثام والشرور، من إخوان وغيرهم، في تكريسه، ودفعها للحكومة لأن تكون أكثر تشدداً مع مواطنيها، وتمنع عنهم الاطلاع على تراث البشرية، خصوصاً ما قد يثير من غريزة التساؤل لديهم. كما ازداد بطش معظم دولنا بالحريات مع تقدم وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة وعي الشعوب بأوضاعها وحقوقها، وما يعانيه المغردون في الكويت، وما تعرض إليه المغرد السعودي رائف بدوي من حكم قاس غير مسبوق، وما تواجهه الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت من حكم قاس بعد أن تم تحويلها إلى محكمة الجنايات بتهمة ازدراء الأديان، وما يتعرض إليه داعية حقوق الإنسان نبيل رجب في البحرين من سجن، كل هذا على سبيل المثال لا الحصر خير دليل على ما أصبحت حكوماتنا تتسم به من ضيق صدر بالنقد.
متابعة قراءة الحرية.. أرقى الفضائل

احمد الصراف

المال المعطل

عنوان المقال مشتق من تخريجة اجترحتها قريحة مناصري حزب الله في لبنان كشرط لمشاركتهم في الحكومة كأقلية، حيث اشترطوا أن يكون لمن يمتلك ثلث الأصوات تعطيل صدور أي قانون حتى لو حصل ذلك القانون الثلثين الباقيين. ولكن «الأموال المعطلة» هنا شيء آخر. متابعة قراءة المال المعطل

احمد الصراف

أين الحل؟

لدى العرب مشكلة، فهم يمتلكون كل شيء ولا شيء. فمجموعة أصفار لايمكن أن ينتج عنها غير صفر آخر، فبدلاً من أن ننشغل بتنمية شعوبنا، انشغلنا بالإمساك بخناق بعضنا بعضا، وبتبذير أموالنا على أكثر الأمور هامشية.

فوضع الدول العربية، غنيها وفقيرها، يزداد سوءاً يوماً عن يوم، إما بسبب التزايد في ملايين الأفواه الجائعة التي تلفظها بطون الأمهات يومياً، أو بسبب جيش الباحثين عن العمل التي تلفظهم المعاهد والجامعات بالملايين كل عام.

جاء الربيع العربي، ورحل مبكراً، بعد أن فقد عشرات الآلاف حياتهم، وفقد الملايين غيرهم أملهم في الحياة وازدادت الحال سوءا في كل الدول العربية، وربما سنحتاج الى عقود طويلة أخرى ليأتي ربيع عربي آخر، يخلصنا من طغاة جدد. متابعة قراءة أين الحل؟

احمد الصراف

أثرياء «الإخوان».. محلياً وعالمياً

سبق أن أوردت الحادثة التالية في مقال سابق، وربما لا بأس من ذكرها ثانية لعلاقتها بموضوع مقالنا.

ذكر لي أحد قدماء «الإخوان» المصريين، الذي كان يثق بي كثيرا، والذي حضر للكويت من البصرة، بعد أن هرب من سجون عبدالناصر، وكان ذلك في منتصف خمسينات القرن الماضي. قام بعض كبار إخوان الكويت حينها بمساعدته، بسبب خلفيته الإخوانية. أرسله أحدهم لمسؤول في دائرة الاشغال للحصول على عقد بناء سور مقبرة. طلب منه ذلك المسؤول دفع رشوة 5 آلاف روبية للحصول على العقد، ويقول انه دفع المبلغ، وحصل على العقد، وكانت أرباحه من العقد بداية لبناء ثروته الطائلة! متابعة قراءة أثرياء «الإخوان».. محلياً وعالمياً

احمد الصراف

جمعيات الحرامية

لم أخفِ يوما معارضتي للممارسات الدينية الخاطئة، ومنها التكالب، الذي كانت ولا تزال تبديه معظم الجمعيات التعاونية في إرسال المساهمين وأسرهم ومعارفهم، في رحلات عمرة مجانية على حساب بقية المساهمين. ومنطلق معارضتي يكمن في أن المستفيدين من هذه الرحلات هم، في غالبيتهم، من المنتمين لنفس المذهب الديني السياسي لاعضاء الجمعية، وما يعنيه ذلك من تجذير للشحن الطائفي. كما أن هذه الرحلات تقام غالبا لشراء أصوات سكان المنطقة الانتخابية. وعلى الرغم مما تظهره مثل هذه الرحلات من حرص أعضاء مجلس إدارة الجمعية على قيام المواطنين بواجباتهم الدينية، فإن حرصهم بعدها على نهب ممتلكات الجمعية وتفريغ خزائنها، لم يكن أقل من ذلك. ومعروف أن الصرف على رحلات العمرة يتم من المبالغ التي يتم استقطاعها من أرباح الجمعية، بحكم قانونها، للصرف على الأنشطة الاجتماعية وتحسين مستوى المنطقة، فتقوم مجالس إدارات هذه الجمعيات بصرفها على التكسب الشخصي، والفوز برضا اتباعهم، وخداع بقية المساهمين. متابعة قراءة جمعيات الحرامية

احمد الصراف

المدرسة الكويتية للاختلاس

استمرت عملية سرقة مؤسسة التأمينات قرابة العقود الثلاثة، أدار فيها المتهم، غير المدان، منفردا تقريبا، استثمارات مالية بعشرات المليارات. وتمكن حسبما يقال من التحكم في اين وكيف تستثمر مليارات المتقاعدين. وأباح لنفسه حق المساهمة في الشركات على هواه، والدخول في سوق المشتقات مضاربا، دون اكتراث للمخاطر، ولولا إصرار رجل واحد على كشف مخالفاته، لبقيت المسألة تتراوح بين كتابنا وكتابكم! متابعة قراءة المدرسة الكويتية للاختلاس

احمد الصراف

مع «الوطن» في هذا الوطن

لم أكن يوماً من المعجبين باتجاهات صحيفة الوطن، السياسية والاقتصادية بالذات، وحتى من قرّائها الدائمين، ولولا حرصي على متابعة ما يكتبه كاتب او اثنان فيها، لهما معزة شخصية ومكانة في قلبي، لما حرصت عليها، ولكن لا يعني هذا موافقتي أو سروري لتوقّفها عن الإصدار. فهي، على الرغم من كل ما لي عليها وعلى سياستها من تحفّظات، تبقى صوتاً يتطلب الأمر الإنصات اليه، وإن لم أقف معها اليوم فلن أجد من سيقف معي غداً، إن تم كتم صوتي، فقضايا الحرية لا يمكن أن تتجزأ. متابعة قراءة مع «الوطن» في هذا الوطن

احمد الصراف

كيف بدأت الجريمة؟

كتبت لي سيدة باريسية تقول إنها وجدت نفسها يوما في إحدى ضواحي باريس، وفوجئت أن من كانوا حولها من فرنسيين لا صلة لهم بفرنسا، لا لباسا ولا شكلا ولا لهجة، وأن هؤلاء نتاج سياسة الحكومة الفرنسية، التي قبلت لجوءهم اليها، وهي بالتالي مسؤولة عما يحدث في فرنسا اليوم من إرهاب! فقلت لها: إن التاريخ يقول عكس ذلك، فعندما بدأت موجات الهجرة واللجوء العربي الى أوروبا، مع تردي أوضاع المعيشة والأمن في دول شمال أفريقيا وغيرها، كان المهاجر الذي يفوز بالجنسية حينها يبذل جهدا ليكون أوروبيا في لهجته ولباسه وطعامه وحتى في ثقافته. وهكذا عاشت الأقليات الإسلامية في أوطانها الجديدة بسلام وكادت أن تنصهر فيها تماما! ولكن وضعهم، والعرب منهم بالذات، تغير مع تزايد ثروات الدول النفطية، وحاجة معظمها الى دعم أنظمتها الدينية بشرعية ما، إضافة الى حاجة البعض للتكسب من الثروة الجديدة، وهكذا تم توظيف مئات الدعاة للقيام بوظيفة الإمامة وإدارة المساجد والمراكز الدعوية في مختلف المدن الأوروبية. متابعة قراءة كيف بدأت الجريمة؟