عندما قدم وزير الداخلية استقالته قلنا انها خطوة شجاعة لأنه ادرك أن المسؤولية سياسية وليست جنائية. فلا يوجد عاقل في الكويت يتهم الوزير بالتورط في مقتل الضحية، لكن مسؤوليته عن كل اجهزة الوزارة تلقي اللوم عليه، كذلك اعلانه عن عدم قدرته وسيطرته على بعض القيادات يجعل استمراره امراً غير مقبول، ناهيك عن تورطه في الاستعجال والدفاع عن رجال المباحث، ونفيه القاطع للحادثة امام مجلس الامة، كل هذا يجعل قبول استقالته أمراً حتمياً ونزعاً لفتيل أزمة جديدة، خصوصا أن مجلس الامة شكل لجنة تحقيق في الحادثة!!
اذاً، الاستكبار ورفض قبول الاستقالة، بخلفية الاغلبية البرلمانية الموجودة في جيب الحكومة، هما ما سيؤدي، بالتأكيد، الى استمرار توتر الاوضاع، وكأن الحكومة تتعمد التأزيم وعدم ترك البلد «يركد» ولو لفترة بسيطة.
* * *
بعض كُتّابنا في بعض الصحف استمرأ الكتابة شبه اليومية عن بعض الدول الصديقة والشقيقة، منتقدا بشكل استفزازي وساخر قياداتها، ومتهما إياها بالطالعة والنازلة!! هذا النوع من الكُتّاب ليس لديه أدنى شعور وطني بالحرص على مصلحة الكويت في علاقاتها بجيرانها! يتحدث وكأن الكويت ليس فيها إلا هو فقط، ليشخط بحكام هذه الدول دون ادنى حصافة او لباقة او احترام لحاكم دولة من دول مجلس التعاون، او جارة صديقة وكبيرة مثل ايران. اقول لصاحبنا هذا انتقد كما تشاء في السياسات العامة، لكن لا تحقر ولا تسخر ولا تكيل الاكاذيب على من يهمنا استمرار علاقتنا معهم مستقرة!! من اجل الكويت وليس من أجل احد، فقد اثبت التاريخ ان شرنا من بعض جيراننا، لذلك لا نعيل حتى ما ينعال علينا.
* * *
المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين.. ومهبط الوحي.. وملاذ كل من لا ملاذ له.. وتسعى دائما الى احترام التاريخ وتقديره، لذلك هي دائما تتبع سياسة «ارحموا عزيز قوم ذل!!» فتجد فيها كل الرؤساء المخلوعين كما قال ابننا معاذ في تصريحه الذي اطلقه بعد ان علم بوصول بن علي الى المملكة مستدركاً فيه تصريحه الاول الذي اطلقه بعد ان علم ان بن علي اتجه الى فرنسا، فرأينا في المملكة وحكامها لا يزايد علينا فيه احد، فيكفي انها احتضنت كاتب هذا المقال وعائلته طيلة فترة احتلال العراق للكويت، والاصطياد بالماء العكر اسلوب الضعفاء والمتلونين، والله غالب على امره.
***
لفتة كريمة
«ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم.