العلمانيون عندنا يؤكدون انتسابهم للإسلام، وإيمانهم بعقيدته مع تبنيهم لمبدأ فصل الدين عن الدولة، وينزعجون عندما تنتقد أفكارهم، ويتهمون خصومهم بانهم نصبوا انفسهم أوصياء على الدين!
واليوم سنناقش أحد مظاهر العلمانية، وهي استنكار كلام للشيخ الفاضل عبد الرحمن عبدالخالق ذكر فيه بعضا من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم التي ثبتت بالسند الصحيح، ووردت في كتب الصحاح، الا ان بعضهم يقارنها بحوادث في اول ايام البعثة، حيث كان المؤمنون في حاجة الى هذه المعجزات، الا انها لم تحدث!
مشكلة العلمانيين انهم ينظرون إلى الأمور من منظور مادي ليس للروحانيات فيه نصيب، وهم حريصون على التشكيك اكثر من حرصهم على معرفة الحقيقة، وهذا واضح لمن يتابع كتاباتهم، حيث انهم كثيرو الإعجاب برموز اليهود والنصارى، ويطالبون بالاتعاظ بهم، والاقتداء بسيرهم اكثر من إعجابهم بالرموز الاسلامية التي يزخر بها التاريخ الاسلامي! ومع هذا سنعلق على بعض ما يكتبون، لنزيل اللبس الذي قد يحدثه لمن يقرأه.
المعجزات النبوية حدثت في جميع مراحل حياة الرسول (ص)، في صغره وفي شبابه، قبل الهجرة وبعد الهجرة. واكبر معجزة حدثت قبل الهجرة هي الإسراء والمعراج، حيث انتقل في ليلة واحدة من مكة الى بيت المقدس، وصلى في جميع الانبياء، ثم ركب البراق وصعد الى السماوات السبع، ورأى الجنة وما سيكون فيها، وفتحت له النار، ورأى ما سيكون فيها، ثم رجع الى مكة. كل هذا في ليلة واحدة. فضلا عن حادثة الهجرة وطريقة خروجه من بيته، ثم الاختباء في غار ثور والعنكبوت والحمامة، وكثير من الاحداث والمعجزات التي درسناها في مناهج وزارة التربية وكلها صحيحة. ولعل قلة معجزاته اثناء الحصار الجائر لبني هاشم في بدايات الدعوة هو ان الله أراد ان تتكون القاعدة الصلبة التي ستقوم عليها قواعد البناء للدولة الاسلامية، فمر المسلمون بشيء من الابتلاء والتمحيص، ليثبت اصحاب الايمان الصلب. كما ان الله أراد ان يفهم الناس ان هذا النبي ما هو الا بشر يمرض ويتعب ويفرح ويحزن حتى لا يأتي المغالون ويؤلهون الرسول، ويعبدونه كما فعل النصارى بعد عيسى عليه السلام!
إذن ما أورده الشيخ عبد الخالق في محاضرته صحيح، وليس بغريب ولا يتعارض مع ما درسناه في مدارسنا، بل يتعارض مع ما يختلج في قلب بعض المنتسبين لهذا الدين والمشككين في عقيدته!؟
أول الغيث
تم الاعلان أخيرا عن تأسيس حزب جديد في دولة الامارات الشقيقة، اسمه حزب الامة، وتم الاعلان عن اسماء مؤسسيه وأهدافهم! وقد جاء هذا التطور بعد الاحداث الاخيرة التي حدثت في هذه الدولة الشقيقة، ويرى المراقبون ان هذا الحدث هو اول ردة فعل، وقد تتبعه تطورات كثيرة، كما ان منظمات دولية وإقليمية ارسلت مندوبيها للاطلاع عن قرب على مجريات الاحداث، وكتبت تقاريرها عما يجري هناك. وأنصح كل مهتم بالشأن الخليجي ألا يستمع الى توصيات الفلول وبقايا ازلام زكي بدر، فهؤلاء خربوا بلدهم، وما نفعوها بشيء حتى تم طردهم منها، فكيف نأتي بهم في الخليج، ونوكل إليهم تدريس اجهزة الأمن عندنا؟ ها هي نتائج نصائحهم قد ظهرت والله يستر من القادم!