قبيل الانتخابات الأخيرة خضت حوارا راديكالياً مع صديق عزيز في احد المطاعم وقد اتخذ قرارا مسبقا وحاسما بعدم المشاركة في الانتخابات على الرغم من انه لا ينتمي لاي حزب او تيار.. كنت أحاول اختراق جدار السلبية الذي غلف قراره العنيد، كان يرفع كفه أمامي محاولا حجب حديثي على حين ان لسانه كان يلهج بكلمات ذات السياق الواحد: يا معود زين، خل يستريحون.. ملينا، زهقنا، عبالهم الشعب لعبة بأيديهم؟ رأيته يضغط على حروفه يائسا، اما أنا فقد كنت أشع بالتفاؤل وقد لمعت عيناي، كانت قناعتي تقول بأن النظام الكويتي لم يعرف منذ عام 2006: استقرارا ولا صديقا ولا حليفا ولا وطنا.. لذا فان الفرصة مواتية اليوم لان تبدأ الحكومة صفحة جديدة مع الشعب وسط اجواء تسودها الرغبة والانجاز والتغيير! كنت أحاول جاهدا اقناعه بتلك الحيثيات التي أحلم بها كمواطن كويتي شاب ينتظر الخلاص، على حين ان صديقي الصدوق كان منشغلا في التهام ما تبقى من ساندويش «البيرجر» وهو يهز رأسه بشكل منغم وثابت وكأنما يسحثني على السكوت.. المهم سافر صاحبنا ولم يصوت! اما انا فكآلاف غيري ذهبنا الى مراكز الاقتراع ونحن نحمل بأكفاننا الجنسية، والتفاؤل، والحب، ورغبة صادقة في التغيير: لبينا نداء الوطن والنظام في عز الحر والصيام: فماذا جنينا؟
كله تيش بريش! بل ان حالة القلق التي انتابت معظم الشعب الكويتي في السنوات الثماني الماضية قد تحولت اليوم الى نوبة من الهلع ونحن نرقب بأعيننا حالة الانهيار الوشيك: اليوم وامام هذا المجلس ذي السحنة الحكومية تبدلت قناعة كل الشعب الكويتي برمته، وانقشع ذلك الاتهام المُلفق بأن علة الكويت تكمن في المجلس فقط! اليوم وتحت وطأة هذا الترقب المخيف بات المواطن الكويتي لا يتذكر سوى كلمات الراحل الدكتور احمد الربعي عندما قال بحرقة كبيرة: «العلة بالكويت.. في مكان اكبر»! انهم شيوخ، وسلطة، وحكومة، وتجار، واعلاميون، وأشباه معارضة اجتمعوا على حرق الكويت ونهبها! هؤلاء الحفنة من المخربين سيستمرون في مَصِّ دماء الكويتين حتى آخر قطرة ولن يجزعوا تحت أي تهديد مهما بلغت نبرته: خلاص! فما تحتاجه الكويت اليوم ثورة عاصفة على كلاسيكيات ترتيب الاسرة الحاكمة، وعهد سياسي جديد مع الشعب: عهدٌ يقوده الشيخ محمد صباح السالم بعودته الى الساحة مجددا ومبايعته رئيسا لمجلس الوزراء وقائدا للمرحلة المقبلة وسط اجماع شعبي غير مسبوق! ايها السيدات والسادة.. انه زمن الشيخ محمد صباح السالم!
آخر مقالات الكاتب:
- كيف باعوا «شبابنا بالسجون».. برخص التراب؟!
- عبد الرحمن السميط.. المسلم الحقيقي!
- أبوي.. جاسم الخرافي
- عبيد الوسمي.. الذي احترمته أكثر!
- مَنْ «صَنَعَ».. عبدالحميد دشتي؟!
- لماذا اجتاح «الإلحاد».. الكويت؟!
- مسلم البراك..«يبي يسجني؟!»
- الشيخ سعد العبدالله.. لم يمت!
- الإلحاد.. وناصر القصبي!
- لماذا سنقيم «فرانچايز اكسبو».. في دبي؟!