لأول مرة منذ بدء أحداث الثورة في مصر ثم بلوغ الإخوان مقعد الحكم ثم خلع الإخوان وعودة الجيش المصري الى القيادة وصولاً الى الانتخابات الرئاسية ثم الى تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة جمهورية مصر العربية بعد فوزه بالانتخابات، لم أشعر بالراحة ولم أتغلب على القلق على مصير مصر الحبيبة قدر ما شعرت أمس بالراحة والاطمئنان عقب اللقاء مع الرئيس المصري الزائر ضيفاً على صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
«الانفعاليون» عادة ليسوا أكثر من (عرض – show).. أداءهم جميل فقط أمام عدسات الإعلام.. ربما يكونون أكثر إبهاراً وتشويقاً في الكلام.. وبس. ولكن أداءهم الحقيقي وانجازهم عادة ما يكون أقرب الى حالة الـ«صفر على الشمال».
أما أهل الهدوء والنقاء الذهني فهم عادة الأقدر على النهوض بالأعمال الصعبة وتجاوز الظروف القاسية والأوضاع الاستثنائية إن كانوا إضافة الى هدوئهم من أهل الكفاءة والقدرة والخبرة. فهذه الصفات إذا اجتمعت مع الهدوء وعدم الانفعال تمكن صاحبها من تجاوز أي مطبات. وهي الصفات التي لاحظناها في فخامة الرئيس المصري أمس عن قرب، وخصوصا في صراحته مع نفسه ومع الغير في تلمس السلبيات الموجودة في مصر من فساد وبيروقراطية. وكذلك في نظرته للمنطقة وأمنها.. ونظرته الى الخارجين عن المنظومة في مصر.
السيسي حقق حتى الآن الكثير من النجاحات، ولكنه لا يكتفي بما حقق ويقول (عايزين نجري.. نجري قوي) لكي تعوض مصر ما فاتها في الفترة الماضية.
وهو يبدو قادراً على أداء التزاماته وحفظ وعوده فيأخذ بيد مصر.. ومصر تأخذ بيده، حتى يتم القضاء على الإفرازات الناتجة عن السنين الطويلة الماضية.