مبارك الدويلة

ردة الفرسان

حاولت ان أتجنب الخوض في موضوع مقابلات قناة الوطن مع مؤلف كتاب «ردة الفرسان» على مدى أربع حلقات، لاعتقادي أن المؤلف قادر على الرد على الانتقادات الموجهة اليه، خاصة ان الموضوع شخصي بالنسبة إليه، وعسكري بالنسبة الى المؤسسة التي يتحدث عنها. لولا مقالة للأخ المبدع الدكتور عبدالمحسن الخرافي في صحيفة القبس قبل عيد الاضحى، عتب فيها على عائلة المؤلف التي لم تتدخل لوضع حد لما أسماه بمهزلة الاستخفاف بدور الجيش الكويتي اثناء الغزو الغاشم ومعركة التحرير!
ولأنني معني بهذا الانتقاد الأخوي من هذا الكاتب الملهم في كل مقالاته، أجدني مضطرا لأن أبدي رأيا في هذا الموضوع، وهو رأي شخصي لا يمثل إلا من يكتبه الآن ولا يتعداه الى سواه.
أولا: لا أخفيكم أننا كنا نحاور الأخ مؤلف الكتاب قبل وبعد كل حلقة تقييما وتوجيها، وكانت معظم ملاحظاتنا على صمته على مقدم البرنامج الذي اتبع معه اسلوب الاستخفاف بالانجازات والاستهزاء بالارث التاريخي للعائلة في بعض الأحيان، وكان رد الأخ المؤلف أن هذا الانتقاد يوجه الى مقدم البرنامج ومعده ومخرجه، وليس له شخصيا، فإن كان من تقصير في أسلوب الحوار فمن جهة المقدم وهو لا يتحمل أخطاءه.
ثانيا: استنكرنا عليه وضع خارطة لمنطقة الخليج تظهر احتلال الكويت لمناطق شاسعة من إيران والعراق، وهذا ما «يدش العقل»، فأجاب أن الخارطة من تصميم مقدم البرنامج ومعده وليس له دخل في رسمها أو عرضها، وان ما تم احتلاله من ايران والعراق ذكره بالاسم مثل خرم شهر وأم الرصاص وعبادان وغيرها مما ذكرته بعض المراجع التاريخية التي كشف عن اسمها واسم مؤلفها، وناقل الكفر ليس بكافر. وأضاف ان هذا اللبس مثل حادثة سقوط صاروخ على المؤلف دون أن يصاب بأذى، والحقيقة التي ذكرتها أن الصاروخ سقط على مركبة بعض الجنود وليس علي! فالعلة في فهم ما يقال ونقله بشكل مشوه.
ثالثا: استنكرنا عليه تشويه أداء بعض قيادات الجيش وقطاعاته اثناء الغزو ويوم التحرير، فأجاب ان السبب يرجع الى التشويه المتعمد طوال الفترة الماضية لأداء اللواء الخامس والثلاثين من قبل بعض القيادات العسكرية وبعض الاقلام الصحفية، وانه سكت طوال الفترة الماضية ينتظر من المعنيين التعليق وانصاف رجال اللواء، ضباطا وافرادا، كما أن الفترة التي تحدث عنها مر عليها اكثر من عشرين عاما، يعني ما عاد فيه شيء مستور أو كشف أسرار، وما ذكرته حوادث لا تسيء للمؤسسة كمؤسسة، بل تبرز جانبا مضيئا من اداء احد قطاعات هذه المؤسسة العسكرية. فذكر أداء الأبطال يشرف ويرفع الرأس، وليس كما يتصوره البعض تشويه أداء جيشنا الباسل!
رابعا: قلنا له ان هناك من يحاول الغاء المناظرة حتى لا تحدث فتنة أو بلبلة، فأجاب أن المناظرة ستكون بين فريقين.. فريق يعتقد أن ما ذكره المؤلف في كتابه ومقابلاته محض كذب وافتراء، وفريق يرى أن لديه الدليل القطعي على أن كل ما ذكر صحيح ومثبت. اذاً المسألة لا تعدو كونها مظهرا من مظاهر الممارسة الديموقراطية، وسواء نجح هذا الفريق أو ذاك، فالفائز هو المواطن الذي سيعرف حقيقة غائبة عنه لاكثر من عشرين عاما، وستكون تاجا على رؤوس أصحابها. اذا المؤسسة العسكرية غير معنية اليوم بهذا الحوار الديموقراطي الراقي.
ومنا الى الدكتور عبدالمحسن وعشرات الزملاء الذين اتصلوا يستفسرون!

***
«لفتة كريمة»
في النهاية.. ما يصح إلا الصحيح.. ولا تبوق.. لا تخاف.

مبارك فهد الدويلة

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *