عندما تكتشف وزيراً ينتهك القوانين ولا يحترم المواثيق فإنك كنائب في البرلمان تقدم له استجوابا لوضع حد لهذه الانتهاكات. لكن كيف السبيل الى علاج انتهاكات المواثيق الصحفية التي تحدث يومياً في صحفنا المحلية؟ أنا لا أتحدث هنا عن هفوات زملائنا، ولا عن زلات البعض مما يحتمل ويطوف، لكن أتحدث عمن ابتلي به الجسم الاعلامي وأصبح سُبة في جبين صحافتنا المحلية، بسبب سوقية عباراته وشتمه المستمر لكل من خالفه! بعض هؤلاء صار يُستخدم لتحقيق أجندات معازيبه فيستدعى لمقابلة صحفية وتوجه إليه أسئلة محددة ليقول ما يراد له ان يقول من شتم فلان وتسفيه علان والكذب ــــ من دون استحياء ــــ على عباد الله!! البعض يريد ان يعطي هالة يرسمها حول القلم الصحفي، ويرفض المساس به بحجة الخوف من تقييد حرية الكلمة وتكميم الأفواه، وهذا خلط للمفاهيم!! فالقلم الذي لا يحترم مهنته ولا يحترم الرأي الآخر ويستقي عباراته من قاموس الشوارع هذا قلم لا يشرفنا وجوده بيننا، وليس من المهنة في شيء!! بعض هؤلاء الصحافيين لا يستطيع ان يغير من أسلوبه الهابط لانه اعتاد هذا الأسلوب منذ أن بدأ في مسك القلم، وبعضهم سيرته وخلفيته لا تساعدانه على ان يكون ذا قلم رزين!! هكذا! لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر أحد هؤلاء عندما يتحدث عن الوطنية وحب الكويت، وهو من سرق ميزانية الديوان الأميري، وعندما اكتشف أمره وزير الديوان وطرده صب عليه جام غضبه في مقالاته ولم يردعه كون الوزير ابن الحاكم!! صحافي آخر يتحدث عن الاخلاق من منظوره الضيق، وهو من تحلل منها عندما قاد طائرته وهو «ثمل» يشوف الواحد عشرة فألزموه بتقديم استقالته !!
صحافي آخر ساءه أن يرى ابنه يصلي في المسجد فخاف ان يتربى على أخلاق الإسلام فكتب الى وزير الداخلية يطالبه بمنع ابنه من الذهاب الى المسجد حتى لا تتصل به الجماعات الارهابية!!! صحافي آخر قالوا له ان عمك مريض بالسل في البصرة، فجيء به الى الكويت بفيزا زيارة وعولج في مستشفى الصدري لكن قضاء الله لا مرد له فانتقل الى جوار ربه ــــ يرحمه الله ــــ ودفن في مقبرة الصليبخات، وعندما قيل له لماذا لم تعمل عزاء لعمك قال: عمي عراقي وأنا جنسيتي كويتي أولى شلون اسوي عزاء..؟!
لكن السؤال: شلون اذا اجتمعت كل هالمساوئ في قلم صحافي واحد..؟!
***
لفتة كريمة
الزميل اسامة سفر كتب بالأمس يقول ان دعوتي لوجود ميثاق شرف بين الكتاب الصحافيين تتعارض مع بعض ماكتبته لاحقاً!!
وأقول للزميل ان نقل سطرين مما كتبته أنا وتقصده أنت سيوضح الصورة لي وللقارئ حتى نعرف المقصود وموطن الخلل ولن أتردد في الاعتراف والاعتذار، لكن كل خوفي أنك اعتبرت انتقادي للنواب الزلزلة ومعصومة والقلاف خروجا عما دعيت اليه في ميثاق الشرف!!
ولك تقديري كقلم محترم في كل الأحوال.