خوف التيار الليبرالي في الكويت من سيطرة الإسلاميين على الحكم في مصر اكثر من خوف المصريين الليبراليين انفسهم!! تعاطف هؤلاء مع الرئيس المنتهية صلاحيته ليس من باب حب الخير لمصر وشعبها، بل خوف من اجراء انتخابات نزيهة تلتزم في تطبيقها حكومة انقاذ وطني تكون نتيجتها ــــ طبعاً ــــ نجاحاً كاسحاً للاخوان المسلمين!!
التيار الليبرالي هنا يريد ديموقراطية مفصلة على مقاسه!! فإن جاءت على مقاس غيره فهي الدكتاتورية وهي الكبت والقمع!! النظام المصري المنتهية صلاحيته لم يجد حجة يحتج بها غير الادعاء ان وراء هذه التظاهرات جماعة الاخوان المسلمين، بينما هو يعلم ان «الاخوان» ليسوا سوى جزء من هذا الحشد الكبير، ولم يكونوا شرارته الأولى، وهذا ليس تباطؤا من اكبر تنظيم شعبي في مصر بل لان سياستهم كانت تقتضي تأخرهم بعض الشيء حتى لا يتسببوا بقمع هذه الانتفاضة وهي في مهدها، لانهم يدركون ان الغرب واسرائيل لن يسمحا لهذه الانتفاضة ان تستمر ما دام «الاخوان» شرارتها الاولى.
ولقد احسن «الاخوان» عندما أعلنوا منذ البداية انهم لا يرغبون في المناصب ولن يترشحوا للرئاسة فقط كي يطمئن الخصوم ويتركوا الانتفاضة تستمر.
بدلاً من ان تتعالى الاصوات بتقدير هذه المبادرة من الاخوان، نجد غلمان بني علمان في الكويت يتباكون على مصر وثورتها ويدعون لاجهاضها خوفا من وصول «الاخوان»!!
كل ما يطلبه «الاخوان» من الحكومة الجديدة ان تجري انتخابات نزيهة وشفافة وتحت اشراف قضائي حتى يضمنوا انه لن يصل الى البرلمان الا من يريده الشعب المصري لا من يريده النظام!!
ان اكبر جماعة تم تشويه تاريخها وانجازاتها وقياداتها هي «الاخوان المسلمون»، فهم في نظر وسائل الاعلام قتلة وارهابيون وانتهازيون، واستمر هذا التشويه الاعلامي منذ 1954 الى اليوم، ومع هذا نجحوا في كل انتخابات نزيهة تم اجراؤها سواء بين الاطباء او المحامين او المهندسين او غيرهم، ولو تم اجراء انتخابات على كشك بقالة لفازوا فيه، وذلك لمعرفة الشعب بحقيقتهم ونقاوة معدنهم. لذلك كل خصومهم اليوم متورطون في ايجاد المخرج لهذه الانتفاضة، فالنظام التسلطي مرفوض برفضهم لنظام «مبارك» والبديل نظام ديموقراطي يقول فيه الشعب كلمته وهنا مكمن الخطر عليهم!!
فهل عرفت عزيزي القارئ لماذا يصرخ ليبراليو الكويت من هذه التظاهرات في مصر ولماذا يدعون بالويل والثبور وعظائم الأمور!!؟
***
لفتة كريمة
النظام المصري كان حليف أميركا، وصديق اسرائيل.
النظام المصري كان معطى الخيط والمخيط للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
النظام المصري كان يمنع اي مساعدة لحماس ويغلق المعابر اكراما للصهاينة، اميركا باعت هذا النظام برخص التراب ومع اول صرخة «ارحل».
اذا كان هذا تعامل الاميركان مع اكبر دولة واهم دولة في الشرق الاوسط، فكيف بالدول الأصغر والأقل اهمية؟
سؤال يستحق التفكير.