يخطئ من يظن أن الكويت بدأت تسير على خطى تونس ومصر أو حتى البحرين!
الكويت غير..
صحيح أن في الكويت مظالم.. وفساداً.. وانتهاكاً لحقوق الإنسان.. لكنها دولة.. فيها الغث والسمين.. وفيها المسؤول الصالح والفاسد.. وفيها المواطن الصالح والطالح.. وفيها كغيرها من الدول كل المتناقضات.
لكنها تظل.. غير!
الكويت بلد يحكمه آل صباح بالتراضي والقبول من كل أطياف المجتمع الصغير المتناقض في أفكاره، المتحد في نظرته للحكم. لم يأت صباح الأول راكباً دبابة أو متوشحاً سيفه.. أو نازلاً بالبراشوت، بل جاء للحكم بإجماع أهل الكويت الصغير آنذاك .
عندنا فساد ما تحمله البعارين.. لكن عندنا منابر للإصلاح والدعوة إلى تصحيح الأمور تعالج هذا الفساد، عندنا رموز فاسدة ومفسدة تتولى مناصب عليا.. لكن عندنا مراكز تعبير عن الرأي يجد كل معارض فيها متنفساً لافكاره.
الكويت غير.. لأن كل كويتي يعيش عليها.. عنده عقيدة بأن هذه الأسرة عنصر استقرار لهذا المجتمع الذي يحوي كل التناقضات.. يكفي أن كل كويتي يجمع على احترام هذه الأسرة، ومن حبه لها يغلظ عليها بالقول، ويعنف أكبر رأس فيها حتى لو كان رئيس الحكومة، ويمارس معه أقسى أدوات الرقابة والمحاسبة.. حباً له، ورجاء أن يصلح أمره ، فبصلاحه صلاح للأمة والمجتمع!
ملاحظة أخيرة..
مع تأكيدنا أن الكويت غير.. إلا أن هذا لا يمنع أن نستفيد مما يجري حولنا.. فلو تركنا «البدون» يتجمعون ويسيرون في تيماء إلى دوار النادي، ويخطبون وينفسون عما في صدورهم، ومما يعانون ثم ينصرفون من دون تدخل من قوات الداخلية، لو كانت البداية هكذا، لما وجد الدخلاء بينهم والمتطرفون أي فرصة لممارسة الشغب، ولما تدخلت وسائل إعلام خارجية لمزيد من التحريض. «البدون» مثل الكويتيين فيهم الصالح وفيهم غير ذلك، ولا يجوز تعميم الشر كما لابد من الإحساس بمعاناتهم التي أخرجت البعض من طوره وخلّته يهذي لا يعلم ما يقول من شدة البؤس الذي يعيشه! لكن رب ضارة نافعة.
•••
«فتة كريمة»
من يقرأ مقالات منصور المحارب في «المستقبل» يفهم معنى قوله تعالى «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض».
ويتذكر القول المأثور «كل آفة عليها من الله آفة».