لا أعرف من سيتم تكليفه بتشكيل الحكومة لحظة كتابة هذا المقال، لكنني سأذكر بعض الملاحظات المهمة التي أتمنى أن ينتبه إليها الرئيس القادم عند التشكيل وبعده.
أولى هذه الملاحظات هي الأسس التي يتم عليها اختيار الوزراء!! فالذي أضعف الحكومات الست السابقة هو طريقة الاختيار، حيث كانت تعتمد على عدد الأصوات التي يضمنها الوزير للحكومة من داخل البرلمان، سواء بعلاقاته الحزبية او الطائفية او انتمائه القبلي، فكلما كانت «ميانته» على النواب أكثر زاد رصيده عند سمو الرئيس، أضف إلى ذلك عنصر المحاصصة، الذي كان ملازما لكل الحكومات السابقة، مما أفقد الحكومة عناصر أكثر اهمية مثل الأمانة والنزاهة وقوة الحجة والطرح!
ثانية هذه الملاحظات ان الوزير الذي يقول لك «لا» أفضل من الوزير الذي يردد: أنت آمر واحنا نطامر. فقد لوحظ ان الوزراء كانوا يراعون خاطر سمو الرئيس وتوجهاته ويزينون له القبيح ويقبحون له الجميل.
لذلك صديقك من صدقك القول وليس من صدقك ورماك وراء الشمس!!
ثالثة هذه الملاحظات كن حازما وارفض التشكيل الذي يفرض عليك، او كما يقولون ينزل عليك بالبراشوت، فأنت من ستحاسب على أداء الوزراء ونكباتهم ولا عذر لك بأنك لم تختر وزراءك، فالزمن ما يرحم، وعندما تكون عالمنصة كل يقول نفسي نفسي، وعندها تتذكر قول الشاعر: «ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ….. لكنهم في النائبات قليل»!!
نصيحة اخرى بعد تشكيل الحكومة.. وهي ألا تتدخل في عمل الوزراء وتحرجهم كما حدث مع وزراء حكومات سابقة.. فدخل الفالي رغما عن وزير الداخلية الذي تم استجوابه لذلك.. وتم الغاء محطة الصبية قبيل توقيع عقدها ومن دون علم مسبق من وزير الكهرباء آنذاك، وقرر مجلس الوزراء الغاء مشروع الداو ومشروع المصفاة الرابعة بخلاف الرأي الفني الذي تبناه المجلس الاعلى للبترول.. الخ من مشاريع وقرارات أُحرج فيها الوزراء وتحملوا تبعاتها السياسية من دون ذنب اقترفوه.
اننا نريد رئيس حكومة يعرف كيف ينتقي وزراءه كما ينتقي اطايب الثمر.
اننا نحتاج الى رئيس حكومة يعرف كيف يدير مجموعة الوزراء بحيث يشعر كل وزير بقيمته ويتحمل تصرفاته ويرفع الحرج عن رئيسه الذي سيتحمل المسؤولية السياسية منفردا اذا تدخل في عمل الوزراء.
اننا نتمنى ان نشاهد رئيس وزراء لا يرعبه السؤال البرلماني ولا ترهبه جعجعة بعض نواب الحناجر.. يدخل قاعة عبدالله السالم وهو يعرف ماذا يريد وكيف يحقق ما يريد.. يدير فريقه وهو جالس على مقعده لا يكلف غيره باداء هذه المهمة.
اخيرا نريد رئيس حكومة يأتي للتعاون مع المجلس ونوابه.. لا يصنف النواب هذا وليدنا وهذا خصمنا.. لا يخطط لاضعاف المجلس وتشويه سمعته.. يتمنى أن ينجح المجلس في وظيفته كما يتمنى ان تنجح الحكومة في برنامجها.
عندها فقط ستكون لدينا حكومة قوية متجانسة ومتعاونة مع مجلس قوي.. ونقول كلنا مبروك للوطن.. وهنيئا للمواطن.