مبارك الدويلة

فيصل.. ورصاصة الرحمة

بعد انضمام التحالف الوطني والمنبر الديموقراطي للحراك الشعبي، وبعد قبولهم بأن يجلس رموزهم بجانب رموز الحركة الدستورية والسلف، وبعد تراجعهم عن قرارهم الرافض للنزول للشارع ومشاركة القوى السياسية والشبابية الحراك الشعبي الرافض للأوضاع وما آلت اليه، أقول بعد هذه الخطوة ــ ولو جاءت متأخرة ــ أصبح التغيير أمراً مستحقاً، واجراء لا مفر منه!
في الفترة الماضية كان الناس منقسمين الى قسمين: مؤيد لتغيير الحكومة، ومن يرى اعطاء فرصة لها عل وعسى ان يساهم ذلك في الاستقرار، اليوم تأكد للجميع ان معظم مشاكلنا بسبب اداء الحكومة وقراراتها، ولم يعد الأمر يحتمل السكوت، وحان الوقت للنظام ان يدرك هذه الحقيقة، ان التغيير آت لا مفر منه، وأصبح حل الحكومة هو المخرج من عنق الزجاجة، أما حل البرلمان فأنا شخصياً أرفض ذلك، فقد جاء هذا المجلس ــ مهما اختلفنا مع ادائه ــ بارادة شعبية وانتخابات حرة، فليكمل مدته، ولو طالبنا بحل كل برلمان لا يعجبنا، لأصبحت ديموقراطيتنا ضحكاً على الذقون.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل الحل والمخرج من الأزمة بحل الحكومة مع وجود مجلس فاسد؟ أقول: نعم فالحكومة مارست دور السمكة التي أفسدت بقية الأسماك، ولعل وجود حكومة جيدة وصالحة ينصلح معها حال مجلس الأمة بعد ان ادرك النواب ان الرقابة الشعبية أقوى من الاغلبية النيابية.
المهم ان الشعب ينتظر هذا المساء وما يأتي معه، فالليلة نتوقع حشداً غير مسبوق وطرحاً مميزاً نتمنى ان يكون بعيداً عن التجريح، حتى لا نقول ان عقلاء المجلس وصالحيه اردى من نواب الملايين! الليلة يجب ان تكون مميزة، ونرسل رسالة واحدة للنظام: الشعب بكل أطيافه يريد حكومة جديدة ونهجاً جديداً! وأتمنى من القيادة السياسية المعروفة بالحكمة والحرص على مصلحة البلد ان تأخذ هذا المطلب على محمل الجد، ولتعلم – وهي بلا شك تعلم – ان تلبية مطالب الشعب عزة ورفعة لها، وان نجاح المعارضة هو نجاح للنظام وليس هزيمة له، بل ان تحقيق مطالب المعارضة السياسية سيعزز مكانة النظام في النفوس وسيجعل الربيع الكويتي ربيعاً مختلفاً عن الربيع العربي، فالأخير ربيع للشعوب، بينما هنا سيكون ربيعاً للشعوب والنظام على حد سواء.
***
ملاحظة أخيرة:
تصريح فيصل الدويسان بتأييد النزول للشارع مؤشر على ان «رجال حول الرئيس» لم يعودوا حوله، بل تركوه بعد ان تبين لهم ان الاستمرار في دعمه له كلفة باهظة، لذلك اعتقد ان نزول فيصل وجماعته الى الشارع سيكون بمنزلة رصاصة الرحمة لهذه الحكومة.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *