اليوم سأكتب مقالا عن موضوع «ما يجيب الهم ولا يضيق الخلق»، لان المواطن الكويتي سئم من كثرة التحلطم والتشكي، لذلك لن اكتب عن الخلاف بين المجلس والحكومة والذي وصل مداه، وتسبب هذا الخلاف في توقف التنمية قصدا ومن دون قصد، كما لن اكتب عن استيائي من عدم مصافحة النواب لسمو رئيس مجلس الوزراء في جلسة الافتتاح، وان كنت لا ألوم وليد الطبطبائي استثناء، لان سموه سبق أن رفض مصافحته في حفل تكريم «قافلة الحرية»، ايضا لن اكتب عن الوضع التعليمي في البلاد وكيف وصل الامر الى ان يتظاهر طلبة المتوسط والثانوي مطالبين بتغيير نظام التقويم! ولا عن تحريض النواب للطلبة وحثهم على التظاهر، وكأن هؤلاء النواب لم يجدوا من يخرج معهم الا استجداء الطلبة! وأي طلبة؟ طلبة المدارس! وأعاهد القارئ انني لن اكتب اليوم عن الوضع الاقتصادي حتى لا اعكر مزاجه على هالصبح! ولن اذكر له الخلاف في البورصة وكيف اشتكت الحكومة على الحكومة في المحاكم! مما ادى الى تأخير البت في ادراج الشركات الجديدة التي قدمت ملفاتها الى البورصة منذ سنة تقريبا بانتظار قرارها! وحتى لا ازيد من هم المواطن فلن اتكلم عن الخلافات في الوسط الرياضي والتي بسببها تجمد اتحادنا وتأخرنا في انجازات كانت محسومة لنا، ويكفينا اليوم ان مجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة مجهول الهوية، هل سيتغير ام ان تغييره سيتعرقل؟! وبصراحة فكرت اتكلم عن الجانب الاخلاقي والسلوكيات التي انتشرت في المجتمع فوجدتها تضيق الخلق، خصوصا انتشار البغاء ومصانع الخمور وعجز «الداخلية» عن ضبطها بشكل جدي، وسلوكيات الشباب في الاسواق التي تدل على ان لديهم فراغاً مو عارفين كيف يقضونه، واهمال الوالدين لما يجري في بيوتهم وخارجها، والحرية التي ليس لها حدود في مفهوم البعض، وطريقة تعاملنا مع الخدم ومشاكلهم وظاهرة الغش التجاري واللحوم الفاسدة والراشي والمرتشي، والايداعات المليونية و… و…. الخ.
كل هذا لن اكتب عنه لانه يزيد من الهم، لذلك قررت ان اكتب مرة ثانية عن شيء ينشرح له الصدر وهو فوز الاسلاميين في تونس.
وبصراحة حتى هذا الموضوع لن اكتب عنه، لانه سيزعل زملائي الجيران وغيرهم من بني علمان! خصوصا ان احدهم كتب بالامس مقالا ينم عن حنق وغم وهمّ تختلج في قلبه نتيجة فوز الاسلاميين، حتى انه لم يتمالك ان اعطى لقلمه العنان ليكتب بالحق وبالباطل عن تاريخ الاسلاميين، وليته اكتفى بالتاريخ الذي حوره، بل وصل الى التنبؤ بالمستقبل المنتظر عندما اكد انهم وجهان لعملة واحدة مع الانظمة الدكتاتورية التي اسقطوها.
هؤلاء الزملاء ادعياء الدفاع عن حقوق الانسان الذين ايدوا ضرب وزارة الداخلية للنواب في ديوان الحربش، ودافعوا عن رئيس الحكومة في معظم الاستجوابات التي قدمت إليه، ولم يخفوا تبجحهم بضرب الاسد الاب لحماة وقتل ثلاثين الفاً في ثلاثة ايام، وتأييدهم للمتمردين في البحرين الخارجين على النظام، ومع هذا لم يختشوا باظهار استيائهم من انتقال تونس من حكم دكتاتوري الى حكم ديموقراطي ليتأكد ما ذكرناه في مقالنا السابق من ان العلمانيين يريدون ديموقراطية على مقاسهم والا فلتبق الدكتاتورية الى الابد.
لذلك لن اكتب عن هذا الموضوع حتى لا اكدر عليهم.
لكل ذلك قررت ألا اكتب اليوم مقالا لعدم حصولي على موضوع يفرح له القارئ وتنفرج معه اساريره.
*****
شكر خاص للاستاذ محمد السويلم مدير المراسم الملكية في الديوان الملكي بالرياض على سعة صدره وحسن تدبيره وحفاوة التكريم والضيافة التي تميز بها اثناء مراسم التعازي بوفاة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.