الجميع يبحث عن مخرج لهذه الأزمة..! وكلا الطرفين يسير في خط التصعيد من دون تراجع..!
أنا أفهم وأتفهم عندما تقوم المعارضة بحشد كل امكاناتها وطاقاتها لتحقيق أهدافها الداعية في مجملها إلى تغيير الحكومة وحل المجلس، حيث ان كل الأطراف المشاركة في هذه المعارضة أصدرت بيانات استنكرت فيها دخول قاعة مجلس الأمة – باستثناء النواب الذين رأوا انهم أرغموا على هذا المسلك – لكنهم ركزوا على ما يرونه أساس المشكلة، وهو أسلوب الحكومة في التعاطي مع مجلس الأمة وجلساته، وعندما حاول الطرف الآخر – الحكومة – تشويه اداء المعارضة وتسليط الضوء على حادث الاقتحام، والتباكي على الوطن وعصيان أوامر سموه، كنا نتوقع ان يؤثر ذلك في نفوس المؤيدين للمعارضة ويجعلهم ينسحبون من هذا التأييد، لكن ما حدث في ساحة الإرادة يوم الاثنين الماضي اثبت غير ذلك، حيث تضاعف الحضور عدة مرات وتنوع، وان كان من تأثير للحملة الحكومية، فهي في أسلوب الخطاب للمعارضة الذي خلا من عبارات الاستفزاز، وكذلك اعلان منظمي الحشد ان لا مسيرة بعد الخطاب، وذلك مراعاة لرغبة صاحب السمو، حفظه الله، في تهدئة الأوضاع وحتى لا يعطون للطرف الآخر فرصة للصيد في الماء العكر.
الذي لا يمكن ان أفهمه هو أسلوب الحكومة في حشد مؤيديها! فلو اطلعت على بيانات التأييد للشيخ ناصر المحمد واعلانات الاستنكار للاقتحام وقرأت اسماء موقعيها لادركت ان الحكومة لا تعرف كيف تكسب معاركها بهدوء، لذلك جاءت ردة فعل الشارع سريعة يوم الاثنين!
أنا أعتقد ان العناد كان سيد الموقف!! وسيظل كذلك ان لم نتدراكه بحكمة وعقل، وأرى ان المخرج لهذه الأزمة هو بتطبيق الدستور وصعود رئيس الحكومة للمنصة وتفنيد محاور الاستجواب، خاصة ان وزير الدولة أكد سلامة موقف سموه، فان نجح فالمعارضة أعلنت استقالتها وهذه ستكون خطوة مستحقة ونجري انتخابات تكميلية وكفى الله المؤمنين القتال، لكن الاصرار على العناد والتصعيد غير المبرر للمواقف المناهضة، هو الذي سيتسبب في ضياع البلد وليس المطالبة بتطبيق الدستور!
الاخت رولا دشتي – مؤيدة للحكومة – تسأل عن المقتحمين: من منهم جنسية أولى ومن منهم جنسية ثانية! وتقولون من الذي سيضيع البلد؟!