في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، اشار سمو الامير الى انه لن يحل الحكومة ولن يحل مجلس الامة!
قال سموه ذلك بناء على معطيات ومعلومات تم توفيرها له من اجهزته المختصة، هذه الاجهزة اعطت صورة مخالفة للحقيقة، ورسمت واقعا مغايراً للواقع السياسي والحراك السياسي الذي تعيشه البلاد منذ اشهر عدة من التأزيم.
الاجهزة قللت من دور المعارضة السياسية وامتدادها الشعبي وتأثيرها في الناس، وهوّلت من قوة موقف الحكومة ودعم الشارع الكويتي لها، ولعل اقرب مثال ما صدر من ضيف برنامج «تو الليل»، الذي اذيع بعد حشد ساحة الارادة يوم الاثنين الماضي، والذي شهد خروج كل الكويت بكل اطيافها دعما للمعارضة، ثم يقول الضيف: الاغلبية الصامتة سجلت موقفها في حشد الله يحفظك يا كويت!
اقول انه بعد ان تبين لسموه ضعف موقف الحكومة، وتماسك المعارضة، وتأكد ان اجهزة الدولة المعنية كانت تعطي خلافا للواقع، لم يتردد عندها سموه من اتخاذ الموقف الصحيح، لان سموه لا يفكر كما يفكر الانسان العادي، بل يفكر بمصلحة الكويت العليا مهما كانت تداعيات القرار الذي سيتخذه!
بقي ان نتمنى على سموه ان يتفضل بحل مجلس الامة لسبب وجيه، وهو ان الحكومة المقبلة مهما غيّرت من شخص رئيسها، فإن وجود اغلبية لها في البرلمان سيجعلها تمارس نهجاً مشبوهاً! فالاغلبية التي بيدها مشبوهة ومحالة للنيابة بتهم فساد ورشى، لذلك اي قرار مهما كان وفق الاطر الديموقراطية سيكون في نفوس الناس قرارا مشيناً! حل البرلمان يزيل الاحتقان ويقطع الطريق على المؤزمين، ويفضح من يدعي الاصلاح ومن يرعى الفساد.
الاخوة في مكتب مجلس الامة ورطوا انفسهم عندما تخيلوا ان تقديم شكوى الاقتحام سيحرج البعض ويعرقل ممارستهم لدورهم السياسي! وقد قلنا مراراً وتكراراً ان المعارضة السياسية عندها من الادوات ما لا يتوافر لخصومها، وانها متحللة من بعض القيود التي تقيد بعض خصومها، لذلك نجحت المعارضة في قلب الطاولة وجعلت من الشكوى قضية تجتمع حولها كل الكويت في حشد غير مسبوق، قدرته شخصياً بمائة الف كويتي من دون مبالغة!
الاسلاميون.. حجة من لا حجة له! انت ضد الحكومة: اتهمهم انهم مع النظام وداعمون.
انت ضد المعارضة: اتهمهم انهم المحرك الرئيسي للمعارضة ووقودها! هذا حالنا في الكويت منذ سنوات مع خصومنا، يذكروني بزين العابدين، وحسني مبارك، وبشار، عندما قالوا قبل سقوطهم ان الاسلاميين هم وراء الثورات التي تحدث في بلدانهم، في محاولة لتحريك الغرب ضد الثورة، والجميع يعلم ان الاسلاميين جزء من نسيج المجتمع، وان من قام بالثورات هو الشعب بكل فئاته، لكن عندما تستقر الامور ويعطى الشعب حق التعبير والاختيار فإنه بلا شك سيختار تيار الفطرة تيار الدين.
ختاماً.. هناك فئة في المجتمع اعتمد عليها رئيس الحكومة المنحلة واعتمدت عليه، وكادت مواقفها ان توجد شرخا في المجتمع الكويتي الصغير، اتمنى لهذه الفئة ان تكون كويتية اكثر من السابق، وان تضع يدها بيد بقية فئات الشعب الكويتي لإعادة بناء الديرة الخربانة، وان نصرخ جميعا بصوت واحد: كلنا للكويت.. والكويت لنا.