جاء حل مجلس الأمة صدمة لنواب الموالاة، الذين اتهم بعضهم بتسلم رشوة من جهات معينة مقابل دعمهم للحكومة في مواجهة نواب المعارضة، وأقول صدمة، لأن الحل جاء مباشرة بعد نجاح المعارضة في الضغط على الحكومة حتى قدمت استقالتها وسجلت نقاطا لمصلحتها في مواجهة نواب الحكومة الذين قطعت فيهم الحبل و«قطتهم على صخر» في مواجهة استحقاق الانتخابات البرلمانية الذي سيواجهون به ناخبيهم (بسواد وجه)! لذلك بادر بعضهم «بقص الحق من نفسه» وأعلن عدم ترشحه نأياً بنفسه عن التجريح، أما البعض الآخر فأخذ يرغي ويزبد ويصيح من شدة الحسرة على دعمه المطلق للحكومة والنظام في الأيام الخوالي، وأعجبتني تصريحات أحدهم في هذا الشأن، والتي تدل على معاناته أعانه الله على نفسه وتأنيبه لها خاصة عندما قال «سيرينا الله عجائب قدرته في هؤلاء المؤزمين»، وصدق وهو كذوب، فقد أرانا الله عجائب قدرته فيه بعد ان حل البرلمان والحكومة!
تتبقى مجموعة من نواب الحكومة الذين لا يتنفسون الهواء الا من على كرسي مجلس الأمة، فهؤلاء لم يتبق لهم من أمل في العودة الى المجلس الا بالانتخابات الفرعية أو التشاورية، خاصة بعد ان أعلنت المعارضة رفضها لدخول هذه الانتخابات احتراما لإرادة سمو الأمير في لقائه بهم أخيراً، وامتثالا لحكم المحكمة الدستورية الذي انهى الجدل في دستورية قانون منع هذه الانتخابات، مما اثبت مصداقية هذه المعارضة عند رجل الشارع، لذلك تجد هؤلاء القبيضة يدعون باصرار والحاح الى اقامة هذه التصفيات التشاورية (!!) على أمل ان يتمكنوا من تحقيق نتائج ايجابية فيها، في غياب نواب المعارضة ومرشحيها، وكي يمارسوا فيها مهنتهم القذرة.. شراء الذمم.. بعد ان كانوا باعوا ذممهم الى من اشتراهم.
المعارضة بالمقابل، تراهن على ان الشباب كشفوا زيف هؤلاء القبيضة ومواقفهم المتخاذلة أثناء التصويت على تأجيل استجواب رئيس الوزراء سنة كاملة، ثم التصويت على احالة استجواب وزير التخطيط الى التشريعية ثم تصويتهم على منح الثقة لرئيس الحكومة في آخر استجواب صعد فيه للمنصة، ثم القاصمة التي كشفت انه ما فيهم أمل يرتجى تصويتهم على رفع استجواب سموه من جدول الأعمال، وكلها مواقف مخزية ومشينة في حق الشعب، وستذكرها لهم الأجيال جيلاً بعد جيل حتى يتساقطوا من سباق البرلمان واحداً تلو الآخر.. باذن الله.
***
• ان كان الرأي القائل ان حل البرلمان جاء بأداة أو طريقة غير دستورية، فنرجو سرعة تصحيح الخطأ وعدم الاصرار عليه حتى لا تتعقد الأمور أكثر.. فعلاجه اليوم أسهل من علاجه غداً.. والخطأ اليوم قد يكون محتملاً وتبعاته قليلة، لكنه غدا سيكون خطأ غير محتمل وتبعاته ما تشيلها البعارين!