عندما تكون ناخباً في إحدى الدوائر الانتخابية.. ويكون واحد من المرشحين أو أكثر في دائرتك يتبنى فكراً لا يتناسب وتوجهاتك، وخطاً سياسياً لا تتوافق معه.. فانك لا تتبنى هذا المرشح، وبالطبع لا تصوّت له. عند هذا الحد الأمور طبيعية. لكن عندما تعلن رفضك لمنهج هذا المرشح، ثم، وكردة فعل، تتبنى مرشحاً مناوئاً له من دون أن يكون قريباً منك، وتدعم مرشحاً على النقيض منه من دون أن يكون مقنعاً لك، فقط لأنه على خلاف واضح مع الأول.. فهذا يسمى عناداً وسوء اختيار. هذا ما يحدث بالضبط مع بعض المجاميع من مكونات المجتمع الكويتي!
لأنَّ المرشّح الفلاني اسلامي.. متشدد.. وهّابي..! فهم، كردة فعل، عندهم استعداد لتبني مرشح عبثي.. سيئ الطرح.. تحيطه الشبهات من كل مكان! وعندما تسأل أحدهم عن السبب يقول لك «يا أخي شوف التطرف والتأزيم عند ربعكم؟! يا أخي ما يفيد فيكم إلا فلان مع سوئه ورداءة مسلكه»! والنتيجة ضياع للوطن.. بعد ضياع الممارسة الديموقراطية.
قد نكون، أو يكون ربعنا سيئين في نظر صاحبنا، لكن الساحة ممتلئة بمن هو صالح أو أقل سوءا وفقا لمقاييسه! فلماذا يعاند نفسه.. ويعاند وطنه ومستقبله.. وينتخب أولئك الذين اجمع الناس على سوئهم؟! انه عندما يعاند «حدس» أو «السلف» أو «الشعبي» أو حتى «الوطني».. فليس من اللائق ان يعاند وطنه ومستقبل أجياله.. فلتذهب «حدس» و«الشعبي» إلى الجحيم.. لكن حرام اضيّع الوطن من أجل ردة فعل والساحة ممتلئة بالبدائل الجيدة!
هذا الخطاب أوجهه إلى اخوة لنا.. كويتيين مثلنا.. تجمعنا معهم مصلحة الوطن.. وحبه.. والحرص عليه.. ونوابهم دعموا الحكومة في الفترة السابقة.. بزينها وشينها.. فياليت ان نتعلم جميعا من التجارب السابقة ونعمل على تبني ما نعتقد انه لمصلحة الكويت.. والكويت فقط بكل تجرد.
•••
• بيان ما سمي «دواوين الكويت».. مع تحفظنا على مضمونه.. إلا ان التوقيع عليه باسماء الدواوين يعطيه مصداقية وشرعية.. صحيح انني ما كنت اتمنى ان يصدر في هذا التوقيت، لانه كان واضحا ضد خط المعارضة السابقة.. والخوف ان يكون البديل هو الاتجاه المعاكس او هكذا يفهم منه، ولولا وجود بعض الاسماء، الذين نكن لهم كل احترام وتقدير، خصوصاً صاحب الديوان الذي صدر منه، لقلنا انه توجه حكومي للدفع ببعض المرشحين الموالين، لكنني اعرف جيدا ان عهد جابر المبارك هو عهد جديد ونهج جديد في التعامل مع القوى السياسية والمعارضة السياسية، لذلك اتمنى ألا يفهم هذا البيان بشكل خاطئ حتى وان تم اخراجه بشكل خاطئ!
•••
• عبدالرحمن العنجري.. مرشح مميز.. ونائب سابق من النوع الفريد.. بدأ مشواره النيابي عضواً في التكتل الوطني وبعد فترة قصيرة ادرك ان الحق أحق بالاتباع، وإن خالف رغباته.. فاتجه لدعم القضايا الشعبية والوطنية التي تبنتها كتلة «التنمية والاصلاح» و«التكتل الشعبي».. حاربه اصدقاؤه.. وصمد في مواقفه مفضلا قناعاته على مصالحه.. اليوم تتم معاقبته من تياره القديم.. فهل تتم مكافأته من التيارات التي تبنى مواقفها.. أم يخسر الاثنين؟!