قلنا اكثر من مرة.. إن لكل فعل ردة فعل معاكسة.. وهذا ما حصل في الانتخابات الاخيرة.. حيث كان الهجوم على التيار الاسلامي واضحا من قبل بعض وسائل الاعلام وبشكل غير مبرر وبعيد عن الواقعية، حتى وصل الفجور في الخصومة الى اتهام بالتخطيط لقلب نظام الحكم!! فجاءت رسالة الناخب الى خصوم هذا التيار بهذه النتائج، وبالعكس فاحراق خيمة احد المرشحين ومحاولة «تذكية» شبيهه في احدى القنوات وتكسيرها جاءتا بنتائج عكسية كذلك!!.
الربيع العربي وصل الى الكويت.. لكن بطريقة كويتية.. هادئة.. سلمية.. قانونية..!! قال الشعب الكويتي كلمته.. انه مؤيد وداعم للتيار الاسلامي مهما قيل عنه ما قيل.. وانه ضد التيار العلماني الليبرالي مهما تزين وتزلف وحسّن صورته اعلاميا. فقد اثبتت الايام ان المعارضة مطلوبة في المجلس القادم لتوقف سيل الفساد الجارف والمدعوم من حكومة سابقة ونواب سابقين، لكن هذه المعارضة مطلوبة من تيار ذي معدن اصيل نقي طاهر لم يدنسّ.. معارضته متزنة.. هادئة.. بعيدة عن الحناجر العالية ولكن دون تهاون مع الباطل.. مطلوب معارضة توقف التطرف الطائفي الذي يريد ان تكون الكويت بحرين ثانية!! ويريد ان ينتزع الكويت من جسد مجلس التعاون الخليجي ليلقيها في احضان ضفاف الخليج الشرقية!! مطلوب معارضة لا يمكن الاستحواذ عليها بمنصب وزاري او مناقصة او معاملة علاج في الخارج، مطلوب معارضة تجتمع لتحديد اولويات شعب اختارها.. وتسعى لتمرير هذه الاولويات بهدوء تحت قبة البرلمان من دون صراخ او تأزيم او اضاعة وقت المجلس دون انجاز!!.
اليوم خصوم الديموقراطية يراهنون على فشل هذا المجلس.. لانهم لا يرون ديموقراطية الا بوجودهم وسيطرتهم على مجريات اللعبة الديموقراطية، وهؤلاء الخصوم لا يرون ديموقراطية الا اذا جاءت نتائجها وفقا لمصالحهم.. وإلا فإنها مزيفة او ناقصة!!، وهكذا هم يدعون الديموقراطية وهم ابعد ما يكون عنها في الممارسة والواقع.
ولعل من اهم نتائج الانتخابات غياب المرأة!! واريد ان اؤكد ان سبب غيابها هو الاداء الذي كان دون طموحات المؤيدين لها في المجلس السابق.. كذلك لم يحقق تواجد المرأة في المجلس ما قيل عنه قبل منحها الحقوق السياسية من انها ستساهم في تحسين اداء المجلس، بل تاهت المرأة بين صرخات الرجال وتحركاتهم.. وان تكلمت احداهن قالت «لا تسيسوا السياسة!!»، كذلك لا يمكن ان ننكر ان البدائل بين المرشحات لم تكن بالمستوى الذي يحقق طموحات الناخبين المؤيدين للمرأة!! حتى الاخت ذكرى الرشيدي، التي كان مؤيدوها يتأملون منها تحقيق انجاز في هذه الانتخابات، لم تحسن التكتيك عندما افتتحت مقرها في الفروانية باستضافة بعض من استضافتهم مما كان صدمة للحضور وافقدها الكثير من رصيدها، ولعل توصية الزميل عبداللطيف الدعيج في مقاله يوم الانتخاب، على التصويت لها كان الضربة القاضية!!.
ولا ننسى احد الزملاء الذي يكتب عموده في احدى الصحف، وكان يذكر قراءه دوماً بتصويت بعض النواب ضد اعطاء المرأة حقوقها السياسية ويطالب المرأة بمعاقبتهم.. بس يا خسارة العقاب صار للمرأة وهم نجحوا!!.