بدأت أكره متابعة أحداث سوريا الدامية! وذلك بسبب دموية المناظر.. وقسوة المأساة.. وصعوبة الصمود أمام شاشة التلفاز، ينظر للدماء والدمار لمن كان له قلب إنسان. فقررت الاتجاه الى الصحافة، لمتابعة أخبار هذا الشعب المنكوب. لكنني وجدت مأساة أخرى من نوع آخر! وجدت صورة بشار الأسد تتمثل في أقلام بعض الكتاب الذين خلت قلوبهم من الرحمة.. ولم تحرك مشاعرهم مناظر القتل اليومي لشعب أعزل ومنكوب.
يقول أحد هؤلاء في مقال له نشر في القبس، وهو يتحدث عن هوية من يقتلهم جيش بشار: هم مجموعة من بقايا طالبان.. وعدد من المرتزقة الذين جيء بهم لتخريب صمود الجيش السوري، وقطعان من «القاعدة» انتقلوا اليها من العراق، ولا يمتون الى الشعب السوري بصلة!
هذا كاتب كويتي.. يكتب عن أحداث سوريا.. ويقرر أن الثورة السلمية لا علاقة لها بالشعب السوري، إنما هم من المرتزقة وبقايا طالبان و«القاعدة».
ومن آخر المآسي التي قرأتها ما كتبه ابن عم الكاتب السابق في عموده اليومي في القبس، عندما قارن بين ما يحدث في سوريا، وما يحدث في البحرين.. ورأى «بأن تمني أي أمر لن يجد أذنا صاغية حتما»، لذلك هو يترك الحديث عن هموم سوريا، ويتجه الى البحرين!
وعذره في ذلك أنه لن يقبل بقاء حكم دكتاتوري فاسد لأكثر من أربعين سنة (في سوريا) في السلطة من دون تغيير ويستبدل بحكم دكتاتوري ديني!.. بالله عليكم أي ظلم أكبر من هذا الافتراء واللامنطقية عندما يرفض ان ينتصر للشعب السوري المنكوب «خوفا» من أن يأتي بديلا عنه حكم دكتاتوري ديني!
ويضرب مثلا بصناديق الاقتراع في مصر التي أوصلت «كل هذه النسبة الكبيرة من الأميين سياسيا وإنسانيا الى قاعة البرلمان»! لذلك استمرار ذبح الشعب السوري ــ في نظره ــ أفضل من أن يصل الى البرلمان عن طريق الانتخابات تيار إسلامي! قمة الاستخفاف بالعقول.. وقمة اللامسؤولية واللاشعور واللاإنسانية. وبالمناسبة.. هؤلاء الأميون الذين ذكرتهم، ووصلوا الى البرلمان في مصر، لديهم من المؤهلات العلمية والعملية ما تعجز أنت وأصحابك عن الحصول عليه! الدليل أنهم اكتسحوا صناديق الاقتراع في القاهرة والاسكندرية مركز الثقافة والفن وقوة التيار المثقف!
أقول لهؤلاء الزملاء: إذا ابتليتم.. فاستتروا.. فقد انفضحتم بهذه الكتابات العنصرية التي كشفت عن توجهات باطنية خطرة عند بعضكم!
•••
• استنفار بعض نواب مجلس الأمة في تصريحاتهم عن تدخل نائب للإفراج عن ابنه الذي ضرب خادمة، جعلني أحرص على متابعة الموضوع.. فهذه فزعة غريبة.. من نواب لا يمكن ان يكون دافعهم طبيعيا وعاديا، فتبين لي أن النائب مبارك الوعلان لم يدخل المخفر.. وأن ابنه غير متورط بالموضوع، بل زميل له آخر، وأن الحادثة لم تتعد كونها حادثا عرضيا: خادمة شتمت الشاب ورد الشاب الشتيمة! لكن وراء الأكمة ما وراءها!