مبارك الدويلة

تعميم العقاب الإلهي

لا أعرف سبباً يجعل التيار الليبرالي في الكويت ينبري للدفاع عن النصارى والبوذيين والكفار في كل قضية يكونون هم طرفاً فيها والطرف الآخر مسلماً؟ وكأنه «انداس على طرفهم»! ويتحمسون لقضايا هؤلاء بشكل لافت للنظر! بينما اذا تعرض الاسلام إلى الاهانة والتشويه وتم التضييق على المسلمين في بلاد الكفار.. لا يتحرك لهم ساكن!
موضوع الاساءة إلى الرسول ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ او امهات المؤمنين مثال على ذلك. وحماستنا هنا لمعاقبة المسيء ليست شخصية، بل لدرء فتنة انتشار هذا الفعل القبيح والاقتداء به من الحاقدين والجهلة، خصوصاً أن الارضية التربوية التي نشأ عليها هؤلاء تساعد على هذا التوجه.
نحن ندرك حقيقة كونية بيّنها القرآن الكريم والرسول ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ وهي ان الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، ولكن إن رأى العامة المنكر بينهم ولم يمنعوه، انزل الله عذابا عمّ الخاصة والعامة. ولذلك، نحن ننكر على هؤلاء للنجاة بأنفسنا من عذاب الله اولاً «وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون». وكم كنت اتمنى من ليبراليي الكويت الذين ثاروا على مجلس الامة عندما اراد التشريع لعقاب المسيء للرسول ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ واصحابه، لو انه كان لديهم الحماس نفسه عندما اصدرت اوروبا، ممثلة في البرلمان الاوروبي، تشريعا يعاقب من ينكر حادثة «الهولوكوست» او حرق هتلر لليهود!
مجرد انكار الحادثة التاريخية جريمة تستحق العقاب في اوروبا، بينما اوروبا هذه استنكرت على ملالي ايران عندما عاقبوا سلمان رشدي لكتاباته بانكار بعض حقائق الاسلام وثوابته، بل واحتضنته واعطته من الجوائز ما لم تعط غيره! عالم عجيب وغريب!
***
تشكيل كتلة الأغلبية
في بداية تشكيل هذا البرلمان قدمت نصيحة إلى النواب المحسوبين على تيار المعارضة بأن يتم تشكيل كتل برلمانية صغيرة تجتمع بين فترة واخرى في كتلة كبيرة عند الحاجة، غير أن هذا الاقتراح لم يؤخذ به، وتم تشكيل كتلة كبيرة من الجميع سميت بكتلة الاغلبية واصبحت تجتمع دوريا لمناقشة القضايا اليومية للمجلس.
اقول ذلك بمناسبة انضمام نواب حدس وآخرين الى كتلة التنمية والاصلاح، فوجود كتل صغيرة تناقش الشأن اليومي في ما بينها افضل بكثير من كتلة كبيرة تكون عرضة للخلاف والتشتت والانتهاء بسرعة، بينما لو دب الخلاف في الكتلة الصغيرة لكانت نتائجه ايضا صغيرة لا تؤثر ع‍لى عمل المعارضة السياسية.
***
• ذهاب وفد برلماني من الاغلبية الى مقابلة سمو رئيس الوزراء لن يتم، لأن هناك بين نواب المعارضة من يرفض هذا الاسلوب ويعتبره تنازلاً! هذه النفسية في قياس الامور هي التي جعلت المعارضة تفشل في كثير من معاركها وينشأ التأزيم والعناد بين الحكومة والمجلس. لا بد من تغيير نمط تفكير هؤلاء إن اردنا النجاح.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *