هذه محاولة لقراءة هادئة في تداعيات خبر حكم المحكمة الدولية لتغريم الكويت ملياري دولار ويزيد، لالغائها عقداً مع شركة داو كيميكال.
وأقول قراءة هادئة لشعوري منذ سماعي للخبر للمرة الأولى بان هناك من «سيردح ردحاً» ويهلل وتنفرج أساريره، ظنا منه بانه قد حان الوقت للتشفي من الخصوم وتحميلهم المسؤولية في هذه الخسارة الفادحة بلا شك!
هناك من يحمل المعارضين للمشروع المسؤولية، حيث تسببوا في الغاء المشروع بعد ان دعمه وأيده جميع المتخصصين في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات، كما انه قد تم تحذيرهم من خطورة هذا الالغاء لوجود الشرط الجزائي! وأبرز من تُوجه له أسهم الاتهام في ذلك الوقت هم التكتل الشعبي والتجمع السلفي! حيث قادا حملة اعلامية ونيابية ضد المشروع!
كما ان هناك من يحمّل القيادات النفطية في ذلك الوقت المسؤولية، حيث انهم كانوا يعلمون خطورة هذا المشروع وعدم جدواه، ومع هذا لم يعملوا على إلغائه، بل عمدوا الى تشجيع السلطات الرسمية لإقراره.
فريق ثالث يحمّل رئيس الوزراء السابق المسؤولية السياسية لهذه الخسائر، حيث انه كان يرأس المجلس الأعلى للبترول، الذي وافق على المشروع كاملاً، بعد ان استمع الى آراء المتخصصين وتشجيعهم للمضي قدماً في اقراره، ثم بعد تهديد برلماني واعلامي تراجع سمو الرئيس في مجلس الوزراء وقرر إلغاء المشروع والتحلل من العقد، ولكن بعد خراب البصرة!
أتمنى على جميع من يريد ان يدلي بدلوه في هذا الموضوع ان يستمع الى المزيد من المعلومات، ويقرأ ما يتوافر له من دراسات وآراء بعيداً عن تصفية الحسابات، وذلك قبل ان يشكل رأيا قد يكون فيه ظالماً ومتجنياً. وأطالب السادة نواب الأمة، الذين بدأوا في إلقاء التهم على الآخرين والنأي بأنفسهم عن دائرة الشبهات، بان يتريثوا قليلاً حتى تتضح الصورة ونعرف من هو الجاني؟ ومن هو المجني عليه؟ عندها، ستكون لنا ــ كما للآخرين ــ كلمة حق لا نخاف فيها لومة لائم!
***
متعب ردن الدويش
• خطف القدر متعب وهو في عز شبابه.. خطفه بسرعة ومن دون سابق انذار.. ليترك في قلوب محبيه حسرة تصطلي ناراً لا يبردها إلا الرضا بقضاء الله! شاب.. شاعر.. وسيم.. أمير.. كريم.. كان عندي قبل يومين من وفاته ليقول: «لا والله لا صارت همومي هموم.. تجمعت والله يهوّن بلاها»، «ما كنّه الا الموت يرسل لي كوم.. وكنه نوا للنفس يلعن ثواها»، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.