مبارك الدويلة

أحكام تنفذ .. وأحكام لا تنفذ

الأحكام القضائية واجبة الاحترام.. لكن المشكلة في فهم هذه الأحكام ومدلولاتها ومنطلقاتها! بالأمس كان لدينا خبير دستوري واحد أو اثنان، واليوم لدينا ألف واحد يفسرون الدستور وأحكامه! وجاء بيان الأغلبية ليخلط الأوراق ويزيد من ضبابية المواقف! ولكن قرار رئيس الحكومة بانه لن يحضر جلسة يدعو اليها مجلس 2009 هو قرار صائب وجريء وصب الماء على النار ليطفئها! وأتمنى ان تعود الأمور إلى طبيعتها في القادم من الأيام، وان نرى مجلس أمة منتخبا انتخابا صحيحاً وفقا لآليات دستورية صحيحة خلال أسابيع قليلة، ومع هذا لا نلوم من يدعي ان ما حصل أنقذ المفسدين في حكومة ومجلس 2009 عندما كاد مجلس 2012 ان يكشف المستور! لكن هل الانقاذ متعمد؟! الله أعلم.
استغربت، كما استغرب الكثير، عدم تنفيذ حكم المحكمة القاضي بحبس نائب سابق في مجلس 2012 سنتين مع النفاذ! وقد اتصلت بوكيل الداخلية الذي أكد لي ان هذه مسؤولية إدارة التنفيذ في وزارة العدل، حيث لم ترسل طلباً للوزارة بالتنفيذ!
المهم ان هذا النائب منذ اليوم الأول لوصوله الى البرلمان – في غفلة من الزمن – مع صاحبه أكدنا انه سينكشف على حقيقته، حيث الطبع يغلب التطبع! وكل من شاهده في حفل نجاح صاحبه في فندق ريجنسي، والحالة التي كان عليها يدرك ان أيامه كنائب محترم معدودة! وها هو يصدر عليه حكم واجب التنفيذ وصاحبه يصدر عليه حكمان! اللهم لا شماتة!
***
الحملة الإعلامية المضادة للإخوان المسلمين في مصر ولمرشحهم محمد مرسي كانت كافية لتشويه سمعة المرشح واللي خلفوه! لكن لأنه لا يصح الا الصحيح، ولأن التشويه المتعمد كذب وافتراء.. ولأن سيرة الاخوان ومرشحهم نظيفة في أعين الناس وقلوبهم، لذلك نجح محمد مرسي رغم كل ما قيل عنه، وهذه ظاهرة في مجتمعاتنا الشرقية التي لا تحترم عقول الناس، حيث التيار الليبرالي فيها لا يتورع عن الكذب والافتراء على الآخرين، والسبب بسيط وهو انه ادرك ان سيرته كتيار لا تنقذه ولا تشرف صاحبها، وكذلك لأن أفكاره ومطالبه تتعارض مع الفطرة وثوابتها.
ومن أمثلة الاستخفاف بالناس وعقولهم ما نقرأه في صحفنا لبقايا هذا التيار واليك بعضاً منها:
– «القطيع الكويتي تغيرت لهجته يوم أمس» ما هداك الله على صفة أحسن شوي تصف بها ممثلي الأمة غير هذا الوصف الدوني والتحقير اللاحضاري!
– ينقل عن الشيخ راشد الغنوشي قوله «لن نترك السلطة حتى لو سالت دماء التونسيين بالآلاف»! يا أخي اتق الله وانقل ما يتناسب مع العقل والمنطق خاصة ان الناس يعرفون فكر راشد الغنوشي!
– ينقل عن محمد عاكف قوله «طز في مصر» مستشهداً على ما يقول! وانه – أي عاكف «نبي الله موسى!».
– «نجح المتخلفون في تكبيل المرأة وأقنعوها بانها في منزلة أقل من الرجل وان خلاصها في الخضوع للرجل المتخلف حتى صارت تعطي صوتها لمن يهينها ويتزوج عليها…» اتقي الله يا هيفاء!
– «هناك من يعتبر ان الشيعة مشركين ويجب العمل على افنائهم وكذلك الاقباط ومسيحيي لبنان..» ونسي صاحبنا ان يقول ان هناك في إيران من يعتبر عرب فارس خوارج ويجب افناؤهم! ما أقول إلا اتقوا الله فينا.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *