مبارك الدويلة

د. عبيد وعرقلة الأفكار

• فكرت أن أمتنع اليوم عن الكتابة تعبيراً عن رفضي لمقص الرقيب الذي مورس على مقالتي يوم الأحد الماضي، مما حداني إلى الترحم على رقيب وزارة الإعلام أيام حل مجلس الأمة حلاً غير دستوري! لكن قادني تفكيري الى ان أحداً لن يكترث لغياب مقالة تنشر مرتين أسبوعياً فقررت الكتابة على أمل ان ما حصل خطأ مطبعي! فعندما تكتب عنواناً «ضيّع الجادة» ثم تفاجأ به قد تغير إلى «الجادة الصحيحة» فهذه حتى رقيب الرقباء لا يفعلها!
***
د. عبيد الوسمي.. أكثر النواب اثارة للجدل.. عندما تستمع اليه تشعر بانه يتحدث من خلفية معاناة وتراكمات نفسية مع السلطة، وقد لا نلومه على وجود هذه الخلفية النفسية لديه.. لكن ما لا يمكن قبوله هو ان يجعل هذه النفسية توجه خطاباته وألفاظه!
عبيد الوسمي أثناء حديثه في ساحة الإرادة أجهض فكرة «الحكومة المنتخبة»، لأن الشين يخرب على الزين! فألفاظه الفجة والمتلاحقة في كلمته خربت على كل الكلام الحلو اللي سمعناه وشوهت كل الأفكار الجيدة التي أراد المنظمون تمريرها في تجمعهم.
الحكومة المنتخبة هي ما دعا اليها الدستور.. وهي الوسيلة للخروج من هذه الأزمات المتلاحقة، ولكن المشكلة في أمرين: الأول في سوء فهم الناس للحكومة المنتخبة! فيظنون انها محاولة للانقضاض على الحكم! والأمر الثاني في طريقة عرضها في ساحة الإرادة كما شاهدنا، حيث نفسية التحدي هي الغالبة في الطرح.
عبيد الوسمي عرقل الرسالة التي أرادها المعتصمون في ساحة الإرادة كي تصل الى المعنيين عندما تحدثوا عن «الإمارة الدستورية»! وهي رسالة تنبيه الى ان سقف المطالب الشعبية قد لا يقف عند حد! ومع قناعتي ان الإمارة اليوم بالكويت دستورية غير ان حديث د. عبيد الوسمي قد عرقل توصيل ما أراده النواب، حيث تحول الحديث والتعليقات الى ما قاله عبيد من تجاوز على رموز في الأسرة يحترمها كثير من أهل الكويت ويجلونها.
***
• اطلعت على عشرات القرارات الإدارية من نقل وندب وترقية صادرة من مدير عام بنك التسليف بالوكالة وبتاريخ سابق لتاريخ صدورها الفعلي! بغض النظر عن أهمية هذه القرارات واحقية أصحابها، لكن طريقة صدورها ومن شخص لم يتم التجديد لمرسومه مع انه انتهت مدته، أمر مستغرب.
***
• العم جاسم القطامي.. عاصرته في فترة من الفترات.. أخلاق عالية.. سلوك مستقيم.. «مصلي مسمي» لم أسمع منه لفظا نابياً.. مع ولعه وحبه للقومية والعروبة وافتخاره بانتمائه لهما، فإنه كان محباً للدين وأهله ولم أسمع منه كلمة جارحة.. شهادة محاسب عليها أمام الله يوم القيامة.
أما مواقفه الوطنية فلا تحتاج إلى شهادتي.. ولكن عندما كان كهلاً في التسعينات وكنا شباباً، كنا نخجل من حماسه الوطني وحسه القومي وحرصه على المكاسب الدستورية لهذا الوطن.
رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *