نبارك للشيخ جابر المبارك اعادة تكليفه بتشكيل الحكومة، ونسأل الله له التوفيق لاختيار وزراء يتمكنون من ادارة البلد في غياب مجلس الأمة، حيث ثبت ان مجلس 2009 لن ينعقد، وأصبح السيناريو المقبل واضحا وضوح الشمس، حيث سيرفع نائب رئيس المجلس كتاباً لسمو الأمير بعد دعوته المجلس مرتين للانعقاد من دون ان يتمكن من تحقيق ذلك، ثم يحق لسمو الأمير ان يحل المجلس وفقا للمادة 107 من الدستور والدعوة لانتخابات جديدة في أكتوبر، وفق المتوقع.
نرجع الى تشكيل الحكومة لنضع بعض الملاحظات، للتذكير فقط والاعتبار، إن أمكن، أقول لا بد من اختيار سمو الرئيس لوزرائه لا أن يُفرضوا عليه. وأقصد لا يكون اختيار بعضهم نتيجة «كوتا» من بعض أقطاب الأسرة، هذا محسوب على عيال… وذاك ممثل لفخذ… صحيح لا بأس من وجود شباب يمثلون أسرة الحكم فهذا مقبول في غياب النظام الحزبي والحكومة الشعبية، لكن ليتم الاختيار بإرادة رئيس الحكومة لا بإرادة غيره!
وبما ان الحكومة تُشكل بعد اجراء الانتخابات البرلمانية، فلا بد ان تنسجم مع الاغلبية البرلمانية، إن وجدت، والا فالصدام سيكون عنوان المرحلة.
المشكلة الحقيقية ظهرت في افتتاحية القبس أمس الثلاثاء عندما طالبت بحكومة قوية تبتعد عن المساومات. وأنا أقول إن المشكلة التي ستواجه رئيس الوزراء في غياب النظام الحزبي هي كيفية التعامل مع هذه الأغلبية، فإن أعطاها ما تريد وحقق لها برنامجها وصف بالضعف والخوار، وان واجه الاغلبية وحمّر عليها العين نشأ الصدام وعُرق.ل الانجاز ورجعنا الى قاعدة «لا حل.. إلا بالحل». لذلك ــ وهو القصد من هذا المقال ــ هو التأكيد على ان أي وزارة جيدة.. مهما عملت واتبعت من سياسات.. وأي رئيس حكومة بروح جديدة ونهج جديد كما تُطالب به المعارضة دائماً.. فان ذلك لن يحمينا من الصدام المقبل مع أي مجلس يأتي، والسبب هو النظام السياسي الذي نعمل به! لا مخرج من هذه الأزمة الا بتقنين العمل الحزبي، حيث الوضوح في المبادئ والبرامج والرموز ومصادر التمويل وأدوات التنفيذ، عمل حزبي مناسب للكويت وطبيعتها وموروثها، وليس عملاً حزبياً منسوخاً من تجارب الدول العربية التي خربتها الأحزاب!
هذا هو المخرج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ سنوات، مهما غيرنا من رئيس الحكومة، ومهما جاءت لنا أغلبية بشكل أو بآخر، ومهما حللنا مجلسا وجئنا بآخر.. الأزمة ستلد أزمة أخرى وهكذا ما دمنا في هذا النظام.
***
النائب وليد السيد الطبطبائي.. يمتاز بصفاء السريرة.. وحسن المعشر.. لذلك كل أعداء الخير هم أعداؤه.. بحثت عنه فلم أجده، سألت أصحابه في كتلة التنمية فلم يزيدوا على كلمة: «انه مسافر». ظننت انه مسافر الى أوروبا للاستجمام أو إحدى الجزر النظيفة للراحة من تعب ومواجهة كُتّاب الزوايا.. وفجأة يتصل بي صديق سوري لاجئ في الأردن يطمئنني على حالته ليخبرني انه قابل اليوم د. وليد وزوجته (أم عيسى) ووزعا عليهم مساعدات جلباها معهما من الكويت!
النائب يسافر في هذه الأجواء مع زوجته التي تزوجها أخيراً للراحة من التعب.. يسافر بها الى مخيمات اللاجئين السوريين يوزع عليهم المساعدات.. من دون اعلام ولا بهرجة.. لله درك يا وليد.. على الرغم من كل ما يقال عنك وعن زوجك.. الا انك في واد.. وخصومك في واد آخر.