كان خوفي ان تجر مجاميع الشباب كتلة الاغلبية الى تصعيد غير مبرر.. والى مطالبات لم يحن وقتها، ولكن صدور بيان الاغلبية الاخير اكد لي ان الحكمة هي المسيطرة على الاجواء.. وان العقلانية ومراعاة الواقع هما سيدا الموقف.. فجاء بيانها معقولا.. منطقيا… ممكنا.. واثبتت المجاميع الشبابية ان الحماسة لديها غير منفلتة، بل منضبطة، وان لديها نظرة سياسية للواقع لا تقل عمقا عن نظرة شيبان الاغلبية ورؤاهم!
***
• بيان التجمع السلفي الذي وقع عليه مشايخ السلف يحرم التظاهرات والاعتصامات والمسيرات، وبيانات سابقة لهذا التجمع رفضت ما يسمى بالاصلاحات السياسية للممارسة الديموقراطية، مثل الاحزاب والدائرة الواحدة والحكومة المنتخبة! ومع تقديرنا للمنطلقات التي بنى عليها التجمع مواقفه، الا اننا نتمنى ان نسمع منهم رؤيتهم في الخروج من هذا التيهان والضياع في الممارسة، وهي حال لا شك في انهم غير راضين عنها، لكن رفض الحلول وتحريم بعضها من دون ارشادنا الى البدائل المتاحة امر لا يسر!
***
• اتمنى ألا نحمّل رئيس الحكومة اكثر مما يحتمل.. فهذا الرجل ووجوده على رأس السلطة التنفيذية فرصة للاغلبية لتحقيق كل مشاريعها الاصلاحية.. لانه جاء مادّا يده لهم للتعاون.. فلا تخذلوه! اقول هذا الكلام بعد ان استمعت الى كلمة السيد احمد السعدون في ديوانه، والتي حمّل فيها رئيس الحكومة مسؤولية ما ستؤول اليه الامور بشكل عنيف، وخوفي ان ننخدع بامكاناتنا وخياراتنا، ثم نتحسر على هذا اليوم الذي لم نحسن استغلاله لتحقيق اجندتنا الاصلاحية.
***
•زميلنا وزير المالية في حكومة الظل.. الذي «ما قعد احد ما استفاد من خبرته في مجال المال والاعمال»… يكتب يوميا في عموده عن العلمانية او الاخوان المسلمين… ونادرا ما يكتب عن رؤيته في اصلاح الاوضاع المتدهورة للتنمية والبورصة في البلاد! زميلنا هذا استمع الى رأينا في علاقة الحركة الدستورية الاسلامية بتنظيم الاخوان المسلمين، وقولنا ان الحركة كانت حتى 1990/8/2 تابعة لهذا التنظيم، ثم قطعت علاقتها به بعد ذلك، وهي وان كانت تحمل الفكر والمنهج نفسيهما الا انها بثوبها الجديد بعد الغزو الغاشم، اصبحت غير تابعة تنظيميا لجماعة الاخوان المسلمين، صاحبنا بعد هذا الرأي كتب مقالا يستشهد فيه بعدم مصداقيتنا في هذا القول، فقد اورد استشهادات كلها قبل تاريخ 1990/8/2 يؤكد فيها ارتباط اخوان الكويت باخوان مصر! مثل تأسيس جمعية الارشاد، وايواء رموز الاخوان الذين فروا من عذاب عبد الناصر في الستينات، المضحك المبكي في مقالته انه ذكر اسم اسماعيل السيد، ونعته بأنه احد كبار اخوان مصر الذي جاء للكويت في بداية الخمسينات بكُتب توصية من كبار اخوان مصر، هذا الرمز الاخواني عندما قدم للكويت وكّل صاحبنا العلماني على اموره المالية كما ذكر في مقالته، وبعد ثلاثين سنة قضاها في الكويت «أسرّ له ببعض الامور التي تمس شخصيات من الاخوان وان (جميع) من تعرف عليهم غير جديرين بثقته! وان بعضهم سرقه وكذب عليه! وانهم.. الخ!).
يعني بالله عليك هذا الرمز الذي سميته من كبار الاخوان ما لقى احدا يلتجئ اليه الا حضرتك؟ وكُتب التوصيات التي كانت معه ما شفعت له؟ ولماذا يا صاحب المصداقية لم تكتب عما ذكره لك الا بعد ان مات في التسعين من عمره، وانت الذي لا تترك شاردة ولا واردة من حي او ميت إلا وكتبتها، بل وزخرفتها وجعلتها مانشيتا! اتق الله فيمن يقرأ لك على الاقل.