مبارك الدويلة

رسالة لمن يهمه الأمر

y>بمناسبة توجه القوى السياسية والشبابية ونواب المعارضة السياسية والفعاليات الاجتماعية وعدد كبير من السياسيين المستقلين الى مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة، إن تم التلاعب بعدد الدوائر الانتخابية او طريقة التصويت، فإنني أتوجه بهذه النصيحة الى من يهمه الامر من اصحاب القرار في بلدي الطيب الكويت:

اولا.. اتمنى الا يستهان بقرار المقاطعة الشعبية للانتخابات المقبلة، إن صارت، فتجربة المجلس الوطني ما زالت ماثلة امام أعيننا، ومع مضي اكثر من عشرين سنة على تلك المقاطعة الا ان المشاركة في تلك الانتخابات ما زالت تعتبر مسبة في نظر الغالبية من الناس وما زال الكثير يتبرأ من تلك الفترة! هذا عدا عن ان الظروف اليوم مختلفة تماماً، فنحن نعيش في زمن الحراك الشعبي السريع وتفاعله مع الاحداث اليومية بشكل أعنف وبصوت عال، واصبحت وسائل التواصل الاجتماعي اكثر تأثيرا من الاعلام الرسمي الموجه، ولئن تمكنت قوات الشرطة في الثمانينات من إغلاق كل مداخل الفروانية وتفريق الناس بقنابل الغاز المسيلة للدموع، فاليوم لا تحتاج المعارضة الشعبية الى اكثر من رسائل تويتر لتنفيذ أجندتها وتحقيق هدفها!

اقول هذا لأنني أتوقع بل اجزم ان هناك من جلساء السوء ومستشاري الباطل من سيزين لأصحاب القرار نتائج هذه المقاطعة، وسيوحون لهم بان هذه فرصة لن تعوض للتخلص من إزعاج المعارضة ورموزها! وكما قال الدخيل على الحياة البرلمانية عندما سمع عن مقاطعة القوى السياسية للانتخابات: دفعة مردي والهوا شرجي..! إذاً بمثل هذه الآراء اذا وجدت استحسانا من السلطة فان البلد الى مزيد من التوتر والانقسام الداخلي وما يتبع ذلك من تقهقر وتخلف وتعطل في عجلة التنمية، لكن ان أخذنا بالاعتبار وجهة نظر المعارضة الشبابية والسياسية واحترمنا مطالبهم المنبثقة من الحرص على احترام المؤسسات الدستورية والتزمنا بالإجراءات الدستورية في اجراء انتخابات برلمانية نزيهة وشفافة وجعلنا موضوع تغيير الدوائر الانتخابية او حتى آلية التصويت للتوافق بين السلطتين تحت قبة البرلمان، عند ذلك نكون تصرفنا بحكمة ونزعنا فتيل أزمة مصطنعة كادت تتسبب في عودة البلد الى المربع الاول.

• حامي حمى حقوق الإنسان
كتب زميلنا إياه في زاويته قبل يومين يسخر من صعايدة مصر ويستكثر عليهم ان يكون في مدنهم تنمية او ان تكون فيها بيئة صالحة للاستثمار! وبعد ذلك بيوم كتب مقالا بعنوان «اعلن اعتذاري» فظننت انه يعتذر عن إساءته للصعايدة، لكنني فوجئت ان المقالة مزيد من السخرية بصيغة اعتذار! وأقول لحامي حقوق الانسان ان مدن الصعيد اليوم تنافس المدن التي ذكرتها في توافر البيئة الصالحة للاستثمار، كما ان الصعيد فيه نوابغ وقيادات ساهموا في نهضة مصر منذ عقود من الزمان، بل ان اكثر الرؤساء الذين حكموا مصر هم من الصعيد! ولا تظن انك الوحيد المثقف في هذا الزمان، فقد انفضحت ثقافتك عندما فهمت معنى الحكومة الشعبية انها تعني بالضرورة ان يكون رئيسها منتخبا! وهذا فهم خاطئ وقصور في الوعي السياسي! فالمقصود بالحكومة الشعبية ان يكون اغلب أعضائها منتخبين وليس بالضرورة ان يكون الرئيس منتخبا ليوزع العطايا والهبات على ناخبيه كما ذكرت! ويبدو انك ما زلت تعيش أجواء مجلس 2009 الفاسد وحكومته المفسدة وتظن ان كل المجالس مثله.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *