أسلوبك في الكتابة يدل على نفسيتك اثناء كتابتك.. فعندما تطرح رأيا مرافقا لعبارات التسفيه والتحقير، سيكون بلا شك رأيا غير مؤثر، وكلما شطح الكاتب في اسلوبه قلّ اقتناع القارئ بما يكتب. صاحبنا اللي مدحناه بالأمس بالكاتب الكبير، يريدنا ان نندم على تلك العبارة، بسبب استمراره بأسلوب في الكتابة لا يليق بالكتّاب الكبار! ومقالة امس في القبس وصل التطرف فيها مداه، مستخدما عبارات التحقير لخصومه والاستهزاء والسخرية!
عندما يريد ان يتحدث عن الأغلبية البرلمانية، التي قررت مقاطعة الانتخابات ان تم تعديل الدوائر من طرف واحد فقط، يقول عنهم «جماعة المقاطعة من متخلفي السلف والتلف..»، وعندما يريد ان ينعت النواب الاسلاميين من الأغلبية يقول عنهم «فهذه الجماعة المنافقة والمدلسة…»!! وعندما يريد ان يصف شعار «الحكم لله»، يقول «سيختفي هذا الشعار ويبرز الشعار الحقيقي لخوارج القرن العشرين: الحكم لله»! ثم يختم بعبارات شوارعية لا تليق أبدا بمنظر لتيار سياسي يؤمن باحترام الرأي الاخر، فيقول عن نواب المعارضة السياسية «ام انهم كما هم: كذابون ومدلسون…».
كل هذه الشتائم والعبارات البعيدة عن اللباقة والكياسة من اجل الاعتراض على شعارات للتيار الاسلامي، يطرحها نوابه في مسيرتهم البرلمانية، ومنها ان «الحكم لله». وصاحبنا يريد ان يثبت ان هذا الشعار يتعارض مع المادة السادسة من الدستور «…السيادة فيه للامة مصدر السلطات…»، ونقول باختصار لصاحبنا هذا: ان الحكم لله ليس شعارا انتخابيا بل هو حقيقة كونية ومعلومة بالفطرة. ان الله سبحانه هو المتحكم بهذا الكون يسيره كيفما أراد سبحانه وتعالى، وان رفع هذه الراية يستلزم منهم العمل على توجيه الامة لتبني الحكم الشرعي، فالظروف التي جعلت الامة تبتعد عن الأخذ بأحكام الشريعة في بعض المسائل، كما هو حاصل اليوم، ممكن ان تتغير بالتوجيه والاقناع والحوار الراقي الى ما نصبو اليه من استكمال تطبيق الشريعة، ويشجعنا لذلك انها ــ اي استكمال تطبيق الشريعة ــ رغبة سامية.
الخلاصة اننا كل يوم يتأكد لنا اهمية وجود ميثاق شرف للكلمة بين من يتصدى للكتابة حتى نرقى في صحافتنا، وعندها تكون انتقاداتنا لخصومنا مقبولة وتجد آذانا صاغية، واذكر انني كتبت مرة عبارة «غلمان بني علمان» فنصحت بشطبها بحجة انها لا تليق بالمقال! لو يشوف مقال صاحبنا شراح يقول؟!
@ ابو مساعد وأم عيسى
وليد الطبطبائي أخذ اصغر زوجاته قبل يومين وغادر الى مخيمات اللاجئين السوريين! لم يمنعه الصيام ولا قرب الانتخابات ولا الحر الشديد عن اداء واجب انساني! لو قام بهذا العمل سياسي اجنبي لبادر كتاب التوجهات الليبرالية الى كيل المديح له وضرب الأمثلة به، لكن مادام انه وليد طبطبائي وزوجته التي تعتبر اول امرأة عربية وخليجية تزور مخيمات اللاجئين السوريين، فان الامر يتحول الى سخرية وتطنز وتدخل في النوايا! لك الله يا بومساعد.