قال تعالى «وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً».
لم أكن أتوقع ردة الفعل بهذه القوة على حضور السفير الإيراني لحفل الاستقبال الرمضاني الذي دعت إليه الحركة الدستورية الاسلامية. وأستطيع ان أُقسّ.م الناس إلى ثلاثة أقسام في طبيعة ردة الفعل وحدتها:
الاول – اعتبر الامر عادياً من منظور انها مناسبة اجتماعية تحدث كل سنة وتوجه فيها الدعوات الى جميع السفارات والمسؤولين في الدولة من دون اعتبار للمواقف السياسية لا من قبل المؤسسات ولا من قبل الافراد، كما ان وصول السفير الى مكان الحفل يستلزم القيام بواجب حسن استقبال الضيف حتى لو كان خصماً سياسياً.
الثاني – انزعج من دعوة السفير، الذي تؤيد بلاده سياسة المجرم بشار الاسد، واستنكر ابتداء، لكنه عندما سمع وقرأ اعتذار «حدس» عن هذه الدعوة المشؤومة قَب.ل العذر وتمنى لو ان الدعوة لم تتم.
الثالث – «ما كذب خبر».. واعتبر سماعه كأنه نازل عليه من السماء، وكما يقول المثل الكويتي «قطو وطقيته بمصير»! لذلك، استعمل كل اشكال الشماتة والتحلطم والشجب والاستنكار ولم يقبل عذرا ولا تبريرا، وأخرج كل ما كان يختلج في قلبه مكتوماً منذ سنوات.
أمّا نحن فنقول «رب ضارة نافعة». فهذا الحدث اظهر مقدار تعاطف الكويتيين مع قضية الشعب السوري وانها احد اهتماماته وأولوياته، كما انه كشف لنا مستوى الكثير من القراء والنقاد والذين يمارسون هواية الكتابة والتغريد، وأوضح لنا طريقة نظرتهم الى الأمور، ناهيك عن انه كشف بعضا من خصومنا الذين لم نكن نظن ان نظرتهم لنا سوداوية لهذه الدرجة! لكن الفائدة التي لا جدال فيها انه نفّس عن هؤلاء وفشّ غلهم بعد ان وجدوا ضالتهم التي كانوا يبحثون عنها منذ سنوات.
* * *
هدايا عبر الأثير
إلى الزميل علي البغلي اهديه ما يلي:
1 – مقالة زميله احمد الصراف في القبس عدد امس الأول (السبت)، الذي تفاءل بالربيع العربي وكيف انه ستكون له آثار إيجابية على بلدانه، وكما ذكر في آخر المقال: «لا شك في ان الخير قادم، وان ببطء، وهذا ما كان ليحدث لولا الربيع العربي».
2 – انتخاب الاسلامي المقريف رئيساً للمؤتمر الوطني في ليبيا. على منافسه مرشح التيار الليبرالي!
ادري كانت الانتخابات الليبية بالنسبة لك هي التي أعطتك الأمل بوجود عقلاء في الأمة أوصلوا الليبراليين للحكم بعد سلسلة من الانتكاسات في بقية دول الربيع العربي (كما كنت تراها)، لكن يا فرحة ما تمت.
إلى الزميل فؤاد الهاشم:
– تقول في مقالك المنشور بالزميلة «الوطن» عدد امس الأول (السبت) «قال خيرت الشاطر للرئيس المصري: ان الهجوم الذي وقع في سيناء وراح ضحيته 19 جنديا مصريا هو نعمة من السماء علينا..». وأسألك بالله اي قمر صناعي وصّل إليك هذه المعلومة؟!
وحتى لا تفقد ما تبقى لك من مصداقية أنصحك ان تستمر بالكتابة عن الطرشي والمعابيج وأخبار سمية وتترك مزاحمة الـ «سي اي إيه» في رصد الاخبار.