سؤال بريء: بما أن الحكومات العربية في غالبها، والاسلامية معها، أعلنت رفضها لنظام الأسد في سوريا، وطالبت بتنحيه، وأعلنت كذلك دعمها للمجلس الوطني المعارض، وشجعت على جمع التبرعات النقدية والعينية للشعب السوري، فلماذا لا تحوّل هذه الإعلانات والادعاءات الى أفعال لا أقوال؟! كلنا يعلم جيدا حاجة الجيش السوري الحرّ الى مضادات للطائرات، وهذه لا تكلف الشيء الكثير، فلماذا لا تبادر هذه الأنظمة العربية بتزويد المعارضة السورية بهذا النوع من السلاح لوقف نزيف الدم اليومي في بلاد الشام؟ إن الدمار الذي حصل على يد نظام بشار الأسد في سوريا فاق كل التوقعات، ولا أظن دمارا حصل مثله من قبل، ولا حتى بالحربين العالميتين الماضيتين! أنا أتفهم لماذا لا تتحرك أميركا وأوروبا لدعم الشعب السوري، وأتفهم كذلك ظروف تركيا، لكن ما لا أفهمه هو موقف الدول العربية المتفرجة على ما يجري من دون أن تحرك ساكناً! أتمنى من السعودية أو قطر أو الكويت أن تبادر بتزويد الجيش السوري الحر بحاجته من مضادات الطائرات، وأنا متأكد بأنه سيتكفل بعد ذلك بإنهاء الصراع في أسرع وقت، ونضمن حقن الدماء بدلا من سفكها ووقف تدمير المنازل على أهلها.
•••
أين الانقلاب على الحكم؟
أما وقد انتهى تجمع الاثنين (الشعب صاحب السيادة) في ساحة الإرادة بشكل كنا نتوقعه: حضور حاشد، طرح راق، تنظيم ممتاز وتعاون أمني رائع. فأعتقد بأن على أبواق المعازيب أن تهدأ قليلا وتكفينا تصريحاتها التخوينية والتخويفية والتحريضية، بعد أن اثبتت المعارضة الكويتية رقيها في التعامل وولاءها للنظام الحاكم واعتزازها بوحدة وطنها.
لو أن الله سبحانه «يفكنا» من بعض من نصّب نفسه للدفاع عن الأسرة بالحق وبالباطل، لكان حالها اليوم أفضل. إذا كان من يدافع عنها هم فلان وفلان وفلان، فهذا دليل على الضعف وسوء إدارة الأزمة، لذلك أنصح بالتعاون مع المعارضة بدلا من الصدام معها.
•••
نحن والإمارات
إخواننا وشيوخنا المسؤولين في دولة الإمارات الشقيقة، يعلم الله مقدار محبتكم في قلوبنا، وحرصنا على أمن الإمارات واستقرارها، حكومة وشعبا، واعتزازنا بهذه العلاقة الوطيدة التي تجمع بيننا وبينكم في الكويت والإمارات، لكن النصيحة واجبة، فما تفعلونه مع أبنائكم وإلقائهم بالسجون من دون تهم محددة أنتم أحرار فيه، لا نتدخل في شؤونكم، لكن نتمنى ان تقرأوا التاريخ جيدا وتستفيدوا من تجارب الدول. إنما الذي يهمني اليوم هو ما نقرأه في بعض وسائل الإعلام من تعد على بعض مكونات الشعب الكويتي من قبل بعض المسؤولين عندكم.
ندرك جيدا أنكم لا ترضون بذلك، ونتمنى معالجة الوضع بشكل سريع.