مبارك الدويلة

هل بدأ عهد جديد؟

ما حدث في ساحة الإرادة أخيراً يجب التوقف عنده كثيراً، ولا يجوز لمن يهمه أمر البلد ان يمر عليه مرور الكرام، كما لا يجوز كذلك ان نكتفي بتبيان مكانة سمو الأمير في نفوس أهل الكويت وانه «محشوم»! فهذه حقائق وثوابت لن تتغير مهما زادت لغة الخطاب تصعيداً.. ومهما عتب بعضنا على بعض.
ما حدث في تلك الليلة هو تغير نفسي وتبدل اجتماعي في العلاقات التي تربط بين مكونات المجتمع الكويتي.. ما حدث هو ازالة حواجز نفسية كانت بالأمس اسمنتية وكانت تضبط ايقاع التخاطب بين الحاكم والمحكوم، فأصبح الحديث بلا سقف، وبلا حواجز!
ما حدث هو فعلاً بداية عهد جديد من تعاطي الكويتيين وتعاملهم مع الأحداث.. فلم تعد تصلح لغة «الهون ابرك ما يكون».. ولا أسلوب: أحمدوا ربكم يا كويتيين على النعمة التي انتم فيها!
صحيح ليس لدينا ربيع عربي، لأننا في ربيع منذ أنشئت الكويت.. ولكن رياح هذا الربيع لها تأثير على المنطقة رضينا أم أبينا..! ربيعنا بفضل الله محدود.. فهو لا يطالب باسقاط النظام، لكنه انطلق بشعار «لن نسكت»، وأتمنى ان تكون هذه البداية، وهذه النهاية بإذن الله.
اليوم سنجد مستشاري السوء الإعلاميين يحرضون السلطة على الشعب.. من باب ضرورة الاحترام واعادة الهيبة للحكم، وذلك لانهم أخطأوا قراءة الحدث في تلك الليلة، لان ما حدث كان بداية عهد جديد في علاقة الحاكم بالمحكوم في الكويت، من دون ان تمس من مقدار الحب الذي يكنه المحكوم للحاكم، أو تغير من قناعة المحكوم بأحقية الحاكم في حكمه.
أتمنى من النظام الذي كان وما زال وسيظل شعبه يحبه ويجله، والذي ما زال شعبه زاهداً في مكانه، ان يقرأ الحدث من جديد، ويبدأ الحوار المباشر والمجادلة بالتي هي أحسن، واحترام الدستور والقوانين بعيداً عن تفسيرات أصحاب الفتاوى المعلبة. ما حدث أيها الناس يجب ان نتعامل معه بحكمة وحذر، بعيداً عن ردات الفعل الانتقامية والشخصانية، فمعظم النار من مستصغر الشرر.
وفي الختام.. غياب بعض التيارات عن الحدث.. وصمتها انتظاراً للنتائج للقفز عليها.. أمر مثير للاستغراب.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *