تستقبل الكويت الاسبوع المقبل لقاء يجمع قادة دول مجلس التعاون في قمة جديدة من المتوقع لها ان تكون حاسمة لبعض القضايا العالقة والشائكة منذ فترة طويلة.
وتأتي اهميتها بعد التطور المهم في العلاقات الاميركية الايرانية، الذي تم الاعلان عنه أخيراً. وقد اعتبرت بعض دول الخليج هذا التقارب موجها ضدها، بينما هرول البعض الآخر الى طهران للحصول على موضع قدم في المنظومة الجديدة للمنطقة!
ولم يعد يخفى على المواطن العادي ما يدور خلف الكواليس من خلال الاشاعات او الاخبار الحقيقية المتداولة، ولعلنا لاحظنا حالة الاحباط الشديد التي انتابت المواطن الخليجي مما يسمع عن تردي العلاقات بين بعض القادة الاشقاء، والعتب الذي وجهه بعضهم لبعض، حتى وصل الامر، كما تردد، الى التهديد بالانسحاب من منظومة مجلس التعاون، او تجميد العضوية للبعض نتيجة تداعيات هذا الاتفاق الاميركي الايراني!
ان الاتفاق المذكور بيّن لنا عدة امور خطرة، لعل اهمها هشاشة العلاقات التي تربط بعض دول مجلس التعاون مع بعض، فمع اول هزة اخذنا نسمع عن تهديد بالانسحاب وعن خطوات لتجميد العضوية. كما بيّن مقدار الثقة بين هذه الدول والتي تكاد تصل الى الصفر، حيث هرول البعض الى ايران لعقد الاتفاقات الثنائية معها، مما يوضح انعدام الثقة لدى البعض بالمنظومة الخليجية، مما جعل البعض يبحث عن مصالحه مع الآخرين. اضف ان عزلة احدى الدول عن حضور القمم الخليجية كانت دائما مؤشرا سلبيا على متانة هذا المجلس الخليجي. ولعل التباين في المواقف من الاحداث السياسية، كالانقلاب في مصر والثورة السورية والعلاقة مع تركيا، ساهم في اتساع الفجوة بين بعض الاشقاء داخل مجلس التعاون، حيث كانت هناك فرصة لهذه الدول للاستعانة بدولة عربية تتبنى توجهاً يساهم في ايجاد حالة من التوازن السياسي والعسكري في الشرق الاوسط، ولعلنا تأكدنا اليوم ان سياستنا في التعامل مع الملف السوري كانت ايضا خاطئة، بعد ان انكشف الغطاء عن الموقف الاميركي الذي لا يعرف صديقاً دائماً، بل يبحث عن مصلحة دائمة! فتراجع عن معاداة النظام العلوي في سوريا، ووضع يده بيد ايران، وأوجد الفرقة بين الثوار، وسمح لحزب الله وبعض الانظمة العربية بالعبث في الاراضي السورية، كل هذا على مرأى ومسمع من الجميع!
اليوم نترقب اجتماعا مهما للقادة الخليجيين، نطالبهم فيه بإنهاء هذه الحالة! كما نطالبهم بمواقف نابعة من مصحلة دول المجلس. نريد تصفية النفوس قبل كل شيء، اليوم إمّا ان نكون او لا نكون! إمّا ان نكون كياناً واحداً او كيانات صغيرة متعددة.
* * *
مسيرة يوم الخميس المقبل تمت الدعوة اليها من مجهولين وغير معروفين بالساحة السياسية، وبعد البحث والتحري تبين انها مجاميع شبابية لا يعرف انتماؤها السياسي! لكن تظل دعوة لعمل سلمي معلن لا نملك الا ان ننتظر ونرى ثم نقيم. لكن صاحبنا حامي حقوق الانسان بالكويت أبى إلا ان يربط العمل بتنظيم الاخوان المسلمين ــ فرع الكويت! وأكد انه عمل تنظيمي بعد الاحباط الذي واجهوه ــ وفق كلامه!