الحمد لله، تأجلت الاتفاقية الأمنية، أو مناقشة القضية الأمنية. هذا يعني حسابياً نحو ملياري دينار. كيف؟ ستتحول الاتفاقية إلى “سبّوبة” ومصدر رزق لتجار الأزمات. هات صفقة، وهات توقيع معاليك على هذه المعاملة المالية المشبوهة، وهات منصب وكيل وزارة لصاحبنا فلان، ووكيل مساعد لقريبنا علان، وهات شاي الوزة بالياسمين.
تأجلت مناقشة الاتفاقية بدعوى التروي ومزيد من النقاش حولها، رغم وضوحها، فالاتفاقية الأمنية باختصار، لمن لم يقرأها، تقوم على مبدأ بسيط يدل على الكرم والجود “لو هو خروف ما عشاك”. سلطات دول “شقيقة” يجامل بعضُها بعضاً، ويجود بعضها على بعض، من جيب الشعوب، وعلى حساب المعارضين السياسيين… ألو / نعم / هاتوا لنا المعارض الفلاني / تم “لو هو خروف ما عشاكم”.
وكانت الشعوب الخليجية تنتظر من سلطاتها أن تدخل “عليها” البيت وفي يدها عشاء كباب، وفواكه، وهدايا، وعطورات، ووو، فإذا بالسلطات تدخل وفي يدها حديدة حامية، وتصرخ وتزبد وترعد، وترفع سبابة التهديد، فصمتت الشعوب الخليجية، وانزوت في الزاوية، كما يقول الشاعر، ونهضت غالبية الكويتيين، وثلة من أشقائهم الخليجيين، وتصارعوا مع السلطات لنزع الحديدة الحامية من يدها، وسجل التاريخ ذلك.
واليوم، أثبت الشعب الكويتي، بالصوت والصورة، أنه قلب الشعوب الخليجية، والمسؤول عن ضخ الدم في شرايينها، وهو كابتن الفريق الخليجي وهدافه وحارس مرماه، حتى لو اعترضت الفيفا أو السلطات. وفي الملمات تظهر معادن الشعوب. شكراً فاخرة للكويتيين.