محادثة جرت في فيلم هوليوودي بين المجرم (بطل الفيلم) وصديقه، يقول المجرم: “لم أهتم لغضب أصدقائي مني، ولا لغضب رؤسائي في العمل، ولا لغضب أي أحد، بقدر اهتمامي بنظرات ابني إلي، ونظرات زملائه في المدرسة، نظراتهم إليه وإليّ”… كان يتحدث بحرقة مؤثرة.
مباشرة استعاد ذهني هذه اللقطة، بعد أن شاهدت جلسة “برلمان الطلبة”، وصفقت واقفاً لأحاديثهم في قاعة البرلمان، ولمفرداتهم، وقبل ذا وذاك… صفقت للروح الوطنية العالية فيهم.
هؤلاء التلاميذ كانوا كباراً وكانوا هم المعلمين. تضاءلت أمامهم أجسام (لم أقل قامات) بعض الساسة الذين ساعدوا السلطة في اعتدائها على حقوق الناس، وخفضوا رؤوسهم طلباً لرضى السلطة، وخوفاً من غضبها.
صدقاً، تعملق هؤلاء التلاميذ، عشاق الوطن، وطمأنونا على مستقبل البلد، وأعادوا لنا أنفاسنا المفقودة، واستبدلوا زفرات أحزاننا بآهات الإعجاب. وليت كل من يبحث عن ظل تحت شجرة السلطة، ليأكل من رطبها، ويشرب من حليبها، يتابع كلمات هؤلاء الكبار فيتعلم الخجل.
شكراً لكم أيها التلاميذ المعلمون، فقد أثبتم لنا أن الصغر والكبر لا علاقة لهما بالسن، بل بالروح والوطنية. ولعل الرسالة وصلت إلى الأسرة الحاكمة. أقول لعلها وصلت، وإن كنت أظن أنها ستُمزق في الطريق.
***
نهنئ أنفسنا، قبل تهنئة الأديبة الرائعة سعدية مفرح، ابنة الكويت التي عقتها أمها، على جائزتها الجديدة في الأدب.
هذه السعدية المفرحة المتفردة، مهرة أصيلة، لا تتعب من الفوز واعتلاء المنصات وحصد الجوائز، ولا تمل من إبهاجنا بإنتاجها… كبيرة هذه الأديبة، بها نفخر ونفاخر.