ما بعد الثلاثاء هو المهم، لا الثلاثاء. أو، بصورة أدق وأصفى، ما بعد تجمع الثلاثاء، لا التجمع بحد ذاته.
الحضور مهم لا شك، لكن الأهم هي النتيجة.
ولو حدث ما حدث في الكويت وللكويت في أي دولة يحترم شعبها نفسه، لتسابق الصغار والكبار والصبايا والعجائز والحوامل والمرضى ووو… على الوصول إلى ميادين المدن، ولأغلقت الشوارع والأزقة، ولما بقي كائن حي في بيته، ولحبست الحكومات أنفاسها، ولازدحمت مخارج الطوارئ بالفاسدين الهاربين.
وأشهد أن هذه الفرضية مجنونة غبية، وإلا فكيف يجري ما جرى للكويت في دولة يحترم شعبها نفسه؟ هل يجرؤ أحد؟ الإجابة: لا، على الإطلاق، أو علي الطلاق، أيهما قبل.
هذه الشعوذات لا تحدث إلا في الدول التي تخلو أجساد مواطنيها من المرارة… لكن الكويتيين اليوم قرروا “استعادة مرارتهم”، وإذا ما كانت مرارتهم من النوع “الأصلي” فستحبس الحكومة أنفاسها.
* * *
ما زال البعض مستغرباً حديثي لقناة ام بي سي عن جدية “المرشحين الساخرين الكويتيين” مقارنة بجدية ترشيح حمدين صباحي نفسه.
هؤلاء المرشحون الساخرون قد تخدمهم ظروف عزوف الكثيرين عن الترشح، ونظرة الناس لهذا البرلمان، لذا فما زالت هناك قطرة في قعر الكأس تعطيهم أملاً، في حين لا يمتلك حمدين كأساً من الأساس، ولا عين ماء حوله ولا جدول، ومع ذا أعلن قدرته على سقي الماء!
يا عزيزي كلهم ساخرون، الفرق هو أن حمدين لم يلبس ملابس مزركشة، ولم يعتمر قبعة مهرج، أما غير ذلك، فالساخرون الكويتيون أكثر جدية منه.