أحد أهم الآثار الرومانية في العالم ملعب الكولوسيوم في قلب روما الذي كان وسيلة التسلية للمرفهين الرومان، حيث تجمع الوحوش من أفريقيا والمصارعون من منطقتنا وباقي مناطق العالم المتخلف بمفهوم ذلك العصر ليتصارعوا حتى الموت أمام فرح وسرور وغبطة المشاهدين الذين اعتادوا رؤية الدماء والقتل وتقطيع الوحوش للبشر أو العكس، وهي تسلية قد تكون عائدة حاضرا ومستقبلا للشعوب المتقدمة على مستوى أكبر بكثير من ذلك الملعب الصغير.
***
نشر كاتب أميركي شهير اسمه باتريك بوكانن مؤخرا كتابا أسماه «موت الغرب»، ادعى فيه ان الغرب ذاهب للهلاك (يا فرحتنا) والموت أخلاقيا والانقراض ديموغرافيا، حيث تظهر الأرقام تناقصهم عدديا، والحقيقة قد تثبت العكس من ذلك، خاصة أن من الأمور المعتادة في الغرب الكتابة عكس التيار لإثارة الزوابع حول ما يكتب كي يتصدر الكتاب قائمة المبيعات، فالواقع يظهر ان الحضارة الغربية القائمة وبعكس جميع حضارات التاريخ التي سادت ثم بادت، تجدد نفسها وفكرها ودماءها عبر استقطابها افضل العقول في العالم، والتي تسد تناقصها العددي، علما أن التناقص المستقبلي يصب لها لا عليها، حيث أصبحت المكننة والروبوت يحلان محل الإنسان في المصانع والمزارع والبيوت والجيوش.
***
إن الأمة الذاهبة للفناء هي أمتنا العربية التي اشتعلت الحروب الأهلية والقتل والدمار على أرضها، ولا يوجد في الأفق ما يدل على انتهاء تلك الحروب خلال العقود او حتى القرون القادمة، بل هناك دلالات على احتمال وصولها الى دول وشعوب جديدة بالمنطقة، ومن ثم سيصبح رجال ونساء الأمة عرضة للقتل والهلاك بسبب الحروب أو المجاعات، وستنتج الأمة أجيالا بالملايين ولدوا وترعرعوا في مخيمات اللاجئين، حيث لا تعليم ولا صحة، بل حقد وغضب وتعلم فقط كيفية الحرب والقتال والانتقام.. ان العالم الغربي ذاهب للتقدم والرفاه، وستصبح المنطقة العربية – الأفريقية بأكملها الكالسيوم الجديد، حيث سيستمتع العالم المرفه بمتابعة صراع الوحوش والدهماء والدماء فيها دون ان يحاول أحد جادا منع تلك الملهاة العربية ـ الأفريقية!
***
آخر محطة: 1- الأمر الوحيد السلبي الذي سيصيب الغرب وتحديدا الولايات المتحدة، وسينتهي لاحقا بأمر إيجابي لهم ودمار على غيرهم من المنافسين، هو إعلان الولايات المتحدة إفلاسها بسبب عجوزات ميزانيتها الخرافية، وستفلس تلك العملية بالتبعية دولا كبرى وصغرى، وستدمر مصانع ومزارع، وستتيح لأميركا بداية اقتصادية جديدة مع مصانع جديدة وميزانية نظيفة.. والله اعلم!
2- بمناسبة مرور عام على الاختفاء الغامض للطائرة الماليزية، نرى انه لا إشكال في العثور عليها هذا العام او العام المقبل على الأكثر، الإشكال الحقيقي الذي سيبقى سرا الى الأبد هو لماذا حدث ما حدث؟!