رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأربعاء الماضي، حفل كلية الملك فيصل الجوية بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها، وحفل تخريج الدفعة (91) من طلبة كلية الملك فيصل الجوية، إضافة إلى تدشين الطائرة الجديدة F.15 – SA التي انضمت إلى أسطول القوات الجوية الملكية السعودية، وفقا للصفقة التي تم عقدها مع الولايات المتحدة في عام 2012، لشراء 84 مقاتلة من هذا الطراز. وكان حدثا أثيرا أن تشهد سماء الرياض العروض الجوية لتشكيلات مقاتلات القوات الجوية الملكية السعودية. والأهم أن تشهد تطور القوة العسكرية والدفاعية للمملكة، سواء من حيث التجهيزات أو من حيث الكفاءات، وعلى رأسها القوات الجوية الملكية السعودية، “المتمثلة في امتلاك أحدث الطائرات في العالم، وتأهيل وتدريب الطيارين والمساعدين، ودعم وتعزيز خطط تنمية قدرات القوات المسلحة للوصول بها إلى جاهزية قتالية عالية لتتمكن من أداء واجبها الوطني بكل كفاءة واقتدار”، بحسب ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.
ولقد نمت بلا شك الإمكانات العسكرية السعودية بشكل كبير طوال العقود المنصرمة من تعاظم التسليح وتطوير الكفاءات ولا سيما التكنولوجيا. كيف لا والمملكة تعد من الدول الأربع الأكثر إنفاقا على التسلح في الشرق الأوسط. وهذا يعكس اهتماما كبيرا بالترسانة الحربية والجيش والمهارات. لكن المملكة اليوم ليست كما السابق مع التوجه الجديد لإقامة صناعات عسكرية ومنظومة أمنية وطنية متطورة لتوفير نحو 50 في المائة من صناعاتها الدفاعية الحالية، وذلك ضمن برنامج التحول الوطني و”رؤية السعودية 2030″. وهذه المساعي ستمكن المملكة من تعزيز مكانتها ودورها في الملفات الإقليمية والدولية. فمن منظور المعايير العسكرية العالمية للاستعدادات العسكرية، الجيش السعودي يملك أحد أفضل الأنظمة المدفعية في الشرق الأوسط، وتعد إمكانات الجيش السعودي قوية مقارنة بعديد من دول حلف شمال الأطلنطي NATO، هذا بحسب تقرير لمؤسسة راند الأمريكية للدراسات، وأيضا لاعتماد المملكة استراتيجية جديدة في صفقات السلاح الضخمة التي عقدتها مع دول خارجية جانبا حيويا في المرحلة الجديدة، وذلك بوضع شروط لاستثمار (25ــــ35 في المائة) من قيمة الاتفاقيات لنقل التقنية، والتأسيس لصناعات عسكرية وإلكترونية متقدمة محليا.
القوة الدفاعية العسكرية تشمل القوات المسلحة بفروعها البرية والجوية والبحرية، كما تشمل تسليحها وكفاءاتها القتالية وعلاقاتها الدفاعية وتحالفاتها العسكرية وصناعاتها أيضا. ومن بين القوى المتعددة ذات الأهمية في تشكيل موقع الدولة كالقوة الاقتصادية والدبلوماسية والناعمة، لا شك أن الدور الذي تضطلع به القوة العسكرية يجعل منها أهم وسائل القوة. حيث تلعب القوة العسكرية دورها الحيوي في العلاقات والسياسة الدولية من خلال التأثير وفرض الدولة خياراتها وفقا لما يخدم مصالحها. فتصنيف دول العالم إلى قوى عظمى وكبرى، ودول إقليمية وأخرى صغيرة، يرتكز على أسس القوة تلك، كما من ناحية أخرى هو أداة مهمة أيضا لتحقيق القيم الوطنية في الداخل. والقوة العسكرية لا بد أن تأتي مجتمعة مع أشكال عدة متناغمة من القوى لتحدث التأثير المطلوب داخليا وخارجيا.