ينقل عن الكاتب المصري الساخر جلال عامر قوله: «إن الدول المتقدمة تضع المواطن فوق دماغها، والدول التافهة تضع المواطن في دماغها».
وكتب أيضا: «عظمة دولنا أنها تضع بين أيام الأسبوع السبعة ست أوراق كربون، فتخرج الأيام متشابهة».
نعم، عشنا في الكويت لأكثر من ثلاثين عاماً، أياماً وأسابيع وأشهراً وسنوات متطابقة متشابهة، مع انحدارٍ مستمرٍ في نوعيتها، وكل ذلك بفضل جهودٍ رجال الصحوة، والحكومة التي سهلت لهم أمر استعبادنا والتحكم في أذواقنا، ودفع شعب كامل الى أن ينغلق على نفسه، شكلاً ولباساً ورؤية، بحيث أصبحت الغالبية لا ترى العالم إلا من خلال منظار المتشددين الصدئ، والى أي فريق انتموا.
اليوم، الكويت اصبحت بالفعل غير!
فلأول مرة يمكن ان القول اننا بفضل الصحوة المضادة، وجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وإشراف وزارة الإعلام، وبكل الفروع التابعة للمجلس، كدار الآثار الإسلامية، وأنشطة دار الأوبرا الرائعة، بإشراف الديوان، وفعاليات وإنجازات «لوياك» الإنسانية، أصبحنا في الكويت لا نُصاب بالحيرة في أين نقضي امسياتنا، وكيف نملأ فراغ يومنا، بل تغير الوضع واصبحنا نحتار في ما علينا اختياره من كل هذا الزخم الجميل من الأنشطة الترفيهية الجميلة والفعاليات الثقافية والفنية، المحلية والعالمية، التي اصبحت تملأ حياتنا.
فشكرا لوزير الإعلام، قبل الاستجواب وبعده. وشكرا خاصا للمهندس علي اليوحة، أمين عام المجلس الوطني، الذي يعمل تحت أضواء باهرة، لكنه يرفضها بتواضع كبير مفضلاً العمل بصمت، باذلا جهدا كبيرا في إنجاح وتقديم كل جميل. وشكرا لفارعة السقاف وفريق لوياك، وتحية مميزة للشيخة حصة الصباح، ودار الآثار، على كل أنشطتهم الثقافية، الجادة منها والترفيهية، وشكراً لجميع السيدات والسادة الذين ساهموا ويُسهمون كل يوم في إدخال البهجة الى قلوب حاول الغلاة تحويلها الى صحراء قاحلة بفحيح كراهيتهم لكل فن راقٍ وثقافة جميلة.
وعلى الحكومة ونواب مجلس الأمة الأفاضل عدم الالتفات الى اصوات الغربان، التي اصبحت تطالب وتنادي بالعودة الى سنوات التخلف والظلام.