جميع المصطلحات العلمية التي نستخدمها في أحاديثنا وحواراتنا مثل ديموقراطية، ديكتاتورية، برجوازية، هي مصطلحات لاتينية، وقد استخدمها البعض من أجل التباهي بأنهم مثقفون ويعرفون أشياء لا يعرفها الناس، ولو سألتهم عن بعض المعاني فإنك ستضحك كما أضحكتنا الفنانة انتصار الشراح في مسرحية «باي باي لندن» حين تحدثت الإنجليزية.
ومن المصطلحات التي يرددها الجميع وهم لا يفهمون معناها الحقيقي مصطلح «الحكومة»، ولو سألتهم من هي الحكومة؟ لقال لك «الحكومة هي الحكومة»، ولكان كلامه مشابها لمقولة «وفسر الماء بعد الجهد بالماء».
في جميع الدوائر الحكومية نجد ملصقات تحذيرية كتب عليها «الاعتداء على موظف حكومي أثناء تأدية عمله يعاقب عليه بالحبس لمدة شهر أو الغرامة 500 دينار»، وبما أن مصروفات ميزانية الدولة يذهب أغلبها للباب الخامس، وهو الباب المخصص للرواتب والأجور، فحين تنتقد الحكومة بأنها غير عادلة أو فاشلة وأنت تتقاضى راتبا أو أجرا أو مكافأة، فإنك تنتقد نفسك وتنتقد عملك، فأنت أحد مكونات الحكومة، وليس بينك وبين أي وزير أو مسؤول أي فرق حسب الإعلان التحذيري الذي تضعونه في الوزارات في حال تم الاعتداء عليكم، والفرق الوحيد بينكم هو درجاتكم الوظيفية فقط، فالقانون لم يفرق في العقوبة بين موظفي الحكومة.
إذن فالحكومة هي أنت أيها الموظف في هذه الوزارة، والذي يعطل مصالح موظف في وزارة أخرى، وهي المدرس الذي لا يخلص في وظيفته ولا يحرص على تدريس الطلبة التدريس الصحيح، فهل تستطيع أن تنتقد نفسك وتخلص في عملك قبل أن تنتقد غيرك؟!
أدام الله من انتقد نفسه ان كان مخلصا فيه، ولا دام من يقصر في عمله ويبحث عن التقصير في موظف آخر مثله.