كتب صديقنا، «الجنتلمان» الكويتي فهد المعجل، مقالاً في «السياسة»، ناشد فيه صاحب السمو الأمير ــــ بصفته قائداً لكل ما من شأنه الحفاظ على الكويت والمحافظة على كل ما يتعلّق ببيئتها وسلامتها الطبيعية، ولكون صاحب السمو من أبرز المهتمين بالبيئة البرية والبحرية ــــ التدخّل ووقف تحويل موقع وزارة الأشغال السابق، الواقع في منطقة المرقاب، ليصبح مركزاً مالياً في العاصمة.
فالمنطقة، التي تبلغ مساحتها نصف كيلو متر مربع تقريباً، ستتحول، وفق تعبير الأخ فهد، «لفخ اسمنتي» يتضمن عشرات العمارات والشقق السكنية والمراكز التجارية، ومركز مؤتمرات وفنادق، وغير ذلك، وكل هذا لا ينقص الكويت، بل ما ينقص العاصمة بالذات وجود مساحات خضراء تعمل كرئة للمدينة. فنصيب التشجير والتخضير والزراعة، وفق رؤية منظمة المدن العربية، والمعايير الدولية، يجب أن يكون بحدود 25 في المئة، في أي مدينة، لكي تعتبر صحية وحديثة.
وبالتالي، من الضروري إعادة النظر في تخصيص تلك البقعة الغالية من أرض العاصمة كمتنفس ورئة، أسوة بما نراه في أكثر مدن العالم جمالاً، كباريس ولندن وواشنطن ونيويورك ومدريد، التي تعتبر حدائقها الأكثر شهرة في العالم، والتي لا يمكن لسكان أي مدينة عصرية الاستغناء عنها، بمساحتها الخضراء ونوافيرها، وما تنتجه من أكسجين ضروري لتنفس سكان أي مدينة.
وهنا نضم صوتنا إلى صوت «الجنتلمان الكويتي»، متمنين من القلب أن تتحول منطقة المرقاب إلى حديقة عظيمة تليق بعاصمتنا، التي حوّلتها الكتل الاسمنتية الى مدينة «شلحة ملحة»، خصوصاً بعد أن قررت البلدية تحويل حديقة شارع فهد السالم إلى مواقف سيارات!
* * *
من جانب آخر، سعى بعض رجال الأعمال من أجل الدفع بمشروعهم المتعلّق بتأمين متطلبات الكويت من المياه مستقبلاً، من خلال توفير تلك الاحتياجات بمختلف الطرق، ومنها شراء ناقلات نفط، وتحويلها لتكون مناسبة لنقل المياه، وغير ذلك من وسائل، لتقليل اعتماد الدولة على مصدر وحيد لإنتاج مياه الشفة، ولكي لا تتعرّض الكويت لكارثة في حالة إصابة محطات التكرير بأي عطل داخلي أو خارجي، أو عمل تخريبي.
ليست لنا مصلحة مباشرة أو شخصية في الترويج لهذا المشروع التجاري الاستراتيجي، ولكن نعتقد أنه من المهم النظر فيه، ودراسته، وتنفيذه في حال ثبوت جدواه، أمنياً واقتصادياً.
* * *
في رد غير مباشر على من وصف دار الأوبر بالملهى، وردنا من قريب له النص التالي: يقال إن أعضاء في حكومة ونستون تشرشل طالبوا رئيسهم بتخفيض الصرف على الفنون، لتمويل حرب بريطانيا ضد هتلر، فرد قائلاً: إذاً، من أجل ماذا نحن نحارب؟