لا أعرف وزير الصحة الأخ جمال الحربي لا من قريب ولا من بعيد، إلا أن واجبي الإعلامي مثلما يحتم علي نثر سطور النقد ضد الفوضى، أيضا يفرض علي أدبيا دعم كل من يعمل بإخلاص من اجل وطنه بإشادة نحو مواقف مستحقة مادامت تصب في خانة إصلاح الخلل ومحاربة الفساد.
وما يقوم به وزير الصحة د.الحربي بعد أقل من شهر من تسلم منصبه بشن حربه بنفضة مستحقة تكمن في عملية إصلاحية منظمة في الجسد الاداري والطبي في وزارة الصحة، هو محل تقدير ويستحق الثناء، هذا ما هو واضح لنا من خلال تحركاته في الآونة الأخيرة، لذا نتمنى ان يستمر على هذا النهج المتميز، وهذه الخطوة للامانة تبشر بالخير، وتنم عن توجه صادق من رجل ان شاء الله يكون صادقا في نهجه وتكون لديه نية صادقة في محاربة الفساد الذي طال المؤسسة الصحية لفترة طويلة من الزمن ولا نتمنى ان تكون مجرد حماس مؤقت!
فالمعلومات التي وردت لي تؤكد أن الوزير الحربي قام بتشكيل لجان تحقيق من أشخاص مشهود لهم بالنزاهة تشمل التحقيق بشأن قضايا فساد كبيرة ومختلفة تمهيدا لإحالتها للنيابة العامة، فضلا عن تشكيل وفد للوقوف على التحقيقات في واقعة شبهة تزوير مالية في بعض المكاتب الصحية الخارجية، كما قام بإنهاء خدمات بعض دكاترة وإداريين من الوافدين من المتخاذلين في عملهم خاصة انهم كانوا يحظون بدعم قوي من قبل متنفذين همهم فقط مصالحهم الخاصة، وقام أيضا بنفض إدارة العلاج بالخارج والعمل على اصلاح الخلل الجاثم على صدر اقسامها منذ فترة طويلة والذي كان يشكل معاناة للمرضى الحقيقيين، وأوصى بضرورة تسهيل اجراءات المرضى من دون اي تعقيد كما انه يستقبل اي شكاوى حقيقية تسببت بمعاناة المرضى وسيتخذ عقوبات ضد كل مقصر في عمله.
وفي بادرة إنسانية تستحق الاشادة قام الحربي بإعطاء أوامره بشأن تسليم رواتب الموظفين من فئة البدون في موعدها ومن دون تأخير وأي تأخير سوف يعرض المتسبب للمحاسبة، وهذه خطوة منه تستحق الاشادة، كما قام بخطوة فريدة من نوعها هي فتح باب التعاقد مع الحكومة الهندية وغيرها من الدول لجلب طاقم تمريضي من دون وجود شركات وساطة او منفذة، لاسيما أن تلك الخطوة ستحقق فعاليتها بشكل متميز خاصة ان تحركت بإجراءاتها السليمة، وستمنع اي مستفيد من تحقيق العمولات على حساب المال العام والصحة العامة.
كما وصلني.. أن الحربي سوف يصدر قرارات عقابية رادعة تتعلق بالأخطاء الطبية حتى تحد من إهمال الطاقم الطبي اثناء علاج المرضى، ناهيك عن اجراءات كثيرة ستصدر بعد نفض الوزارة من غبارها وجميعها ستصب لصالح المرضى، وهناك مشاريع صحية سيعلن عنها قريبا، فمن هذا الباب نشيد بإجراءات الوزير، ونقول «الله يعطيك العافية وصحة الناس في رقبتك فلا تتوقف عن محاربة الفساد حتى يصلح الجسد الصحي في حقبتك وتكون عنوانا لها».
ونؤكد للحربي: مثلما تطرقنا بحروف الإشادة لتحركاتك الإصلاحية، قد نزف لك غدا حروف النقد اللاذع في حال تخاذلك عن مسؤولياتك والتي تشكل أهمية في صحة البشر.. وتحياتي لك.